50زهرة من حقل النصيحة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أختي المسلمة:
امرأة صالحة تقية تحب الخير ولا تفتر عن ذكر الله، لا تسمح لكلمة نابية أن تخرج من فمها. إذا ذكرت النار خافت وفزعت ورفعت أكف الضراعة إلى الله طالبة الوقاية منها وإذا ذكرت الجنة شهقت رغبة فيها ومدت يديها بالدعاء والابتهال إلى الله أن يجعلها من أهلها. تحب الناس ويحبونها وتألفهم ويألفونها وفجأة تشعر بألم شديد في الفخذ وتسارع إلى الدهون والكمادات ولكن الألم يزداد شدة وبعد رحلة في مستشفيات كثيرة ولدى عدد من الأطباء سافر بها زوجها إلى لندن وهناك وفي مستشفى فخم وبعد تحليلات دقيقة يكتشف الأطباء أن هناك تعفنًا في الدم ويبحثون عن مصدره فإذا هو موضع الألم في الفخذ ويقرر الأطباء أن المرأة تعاني من سرطان في الفخذ هو مبعث الألم ومصدر العفن. وينتهي تقريرهم إلى ضرورة الإسراع ببتر رجل المرأة من أعلى الفخذ حتى لا تتسع رقعة المرض. وفي غرفة العملية كانت المرأة ممدة مستسلمة لقضاء الله وقدره ولكن لسانها لم ينقطع عن ذكر الله وصدق اللجوء والتضرع إليه. ويحضر جمع من الأطباء فعملية البتر عملية كبيرة. ويوضع الموس في المقص وتدنى المرأة ويحدد بدقة موضع البتر. وبدقة متناهية ووسط وجل شديد ورهبة عميقة يوصل التيار الكهربائي وما يكاد المقص يتحرك حتى ينكسر الموس وسط دهشة الجميع وتعاد العملية بوضع موس جديد وتتكرر الصورة نفسها وينكسر الموس وما يكاد الموس ينكسر للمرة الثالثة – لأول مرة في عمليات البتر التي أجريت من خلاله – حتى ارتسمت علامات حيرة شديدة على وجوه الأطباء الذين راحوا يتبادلون النظرات. اعتزل كبير الأطباء بهم جانبًا وبعد مشاورات سريعة قرر الأطباء إجراء جراحة للفخذ التي يزمعون بترها ويا لشدة الدهشة ما كاد المشرط يطل وسط أحشاء الفخذ حتى رأى الأطباء بأم أعينهم قطنًا متعفنًا بصورة كريهة وبعد عملية يسيرة نظف فيها الأطباء المكان وعقموه. صحت المرأة وقد زالت الآلام بشكل نهائي حتى لم يبق له أثر. نظرت فوجدت رجلها لم تمس بأذى ووجدت زوجها يحادث الأطباء الذين لم تغادر الدهشة وجوههم فراحوا يسألون زوجها هل حدث وأن أجرت المرأة عملية جراحية في فخذها؟ لقد عرف الأطباء من زوج المرأة أن حادثًا مروريًا تعرضا له قبل فترة طويلة كانت المرأة قد جرحت جرحًا بالغًا في ذلك الموضع، وقال الأطباء بلسان واحد إنها العناية الإلهية. وكم كانت فرحة المرأة وكابوس الخطر ينجلي وهي تستشعر أنها لن تمشي إلا برجل واحدة كما كان يؤرقها. فراحت تلهج بالحمد والثناء على الله الذي كانت تستشعر قربه منها ولطفه بها ورحمته لها.
أختي المسلمة: قصة هذه المرأة نموذج من نماذج لا حصر لها من أولياء الله الذين التزموا أمره وآثروا رضاه على رضى غيره وملأت محبته قلوبهم فراحوا يلهجون بذكره لا يفترون عنه حتى أصبح ذكر الله نشيدًا عذبًا لا تمل ألسنتهم من ترديده بل تجد فيه الحلاوة واللذة، وهؤلاء يقبلون على أوامر الله بشوق ويمتثلون أحكامه بحب والله سبحانه وتعالى لا يتخلى عن هؤلاء بل يمدهم بقوته ويساعدهم بحوله ويمنعهم بعزته وبعد ذلك يمنحهم رضاه ويحلهم جنته.
أختي المسلمة: الإنسان في هذه الحياة يغتر بقوته العارضة وماله الزائل فينتفش ويشعر أنه أقوى الناس سلطانًا وأجرؤهم لسانًا وأمضاهم يدًا وأوضحهم حجة وأكثرهم ناصرًا وأقلهم احتياجًا وما إن تهب رياح الزمان فتصيبه مصيبة – ربما كانت لسهولتها في آخر قاموس المصائب حتى يزول السلطان ويذهب الجاه ويبدو كطفل صغير يبحث عن أبيه يلتمس مساعدة الناس ويبالغ في عرض مأساته طلبًا لرحمتهم.
إن الإنسان بدون الركوع إلى الله والتعلق به والالتجاء إليه يصبح حيوانًا يتبع غرائزه ويعشق ذاته ويدور حول منفعته عكس المسلم الصادق الذي ينطلق من تعاليم دينه فيحب للناس الخير ويكره لهم الشر ويشمر ساعديه في مساعدة بائسهم ويكشف عن ساقيه للإسراع بقضاء حاجات ملهوفهم.
أختي المسلمة: من أهم ما يتميز به المسلم والمسلمة اللذان تعلق قلبهما بالله وطبقا في حياتهما شرعه وامتثلا أمره تلك الراحة النفسية والاطمئنان القلبي فلا تراهما إلا مبتسمين حتى في أحلك الظروف وأقسى الحالات فهما يدركان أن ما أصابهما لم يكن ليخطئهما وأن ما أخطأهما لم يكن ليصيبهما فلا يتحسران لفوت محبوب ولا يتجهمان لحلو مكروه فربما كان وراء المحبوب مكروهًا ووراء المكروه محبوبًا وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ لا تغرهما زخارف الدنيا وإن كانا لا يتركان نصيبهما منها وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا لمعرفتهما أن الدنيا بقصر عمرها وامتلائها بالغصص والنكد لا تستحق أن يغضب الإنسان من أجلها ولا أن يتحسر لفوت شيء منها فهي لا تساوي شيئًا مع الآخرة دار القرار حيث النعيم الأبدي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر للمؤمنين الصادقين.
أختي المسلمة: لو صفت الدنيا من الأكدار وخلت من المصائب – وذاك محال – فإن مجرد تذكر الموت يجعل حلوها مرًا وكثيرها قليلاً وطويلها قصيرًا وصفوها كدرًا، هذا لو ضمن الإنسان لنفسه عمرًا طويلاً فكيف وهو إذا أصبح خشي ألا يمسي وإذا أمسى خشي ألا يصبح وإذا انقشعت سحابة مصيبة أقبلت أخرى يروعه فقد الأقربين وموت الأصدقاء وعندما يحس بألم عارض في عضو من أعضائه أو يخيل إليه زيادة في خفقان قلبه أو يحس بقلة شهية للطعام يرتسم شبح الموت أمام ناظريه فإذا هو يفزع ويخاف فيزداد مرضًا وتخيم عليه الوحشة وكأن ذلك الخوف مانع من نزول الموت أو مبعد له.
يا لضعف الإنسان. ما أحقره وأقل شأنه. تراه شابًا مكتمل الحيوية والنضارة والنشاط ممتلئ الجسم فلا يلبث العمر أن يطوح به إلى خريفه فإذا هو محدودب الظهر متغضن الوجه يتعبه أدنى جهد ويهده أقل عمل.
وتراه غنيًا يسكن القصر الشامخ ويركب السيارة الفارهة ويجلس على الفراش الوثير ثم تنقلب به الأيام فإذا هو يسكن ما كان يأنف من سكناه ويركب ما كان يزدري ركوبه ويلبس ما كان يستخشن لبسه ويأكل ما كان يخاف أكله.
إن لذة الحياة وجمالها وقمة السعادة وكمالها لا تكون إلا في طاعة الله التي لا تكلف الإنسان شيئًا سوى الاستقامة على أمر الله وسلوك طريقه ليسير الإنسان في الحياة مطمئن الضمير مرتاح البال هادئ النفس دائم البِشر طلق المحيا يعفو عمن ظلمه ويغفر زلة من أساء إليه يرحم الصغير ويوقر الكبير. يحب قضاء حاجات الناس ويكون في خدمتهم ويتحمل أذاهم ثم هو لا يفرط في صغير ولا كبير من أمر الله بل يحرص على كل عمل يقربه إليه ويدنيه منه فإذا نزلت به المصائب تلقاها بصبر ورضا وإذا جاء الموت رأى فيه خلاصًا من نكد الدنيا ورحلة إلى دار الخلود.
أختي المسلمة: في هذه الصفحات مجموعة إرشادات، وثلة توجيهات عندما تطبقينها في واقع حياتك وتحرصين على التشبث بها وتندمين على فواتها ستنقلب حياتك من شقاء إلى رحلة ومن تعاسة إلى سعادة بل ستحسين للحياة طعمًا آخر وتنظرين لها نظرة أخرى وقد دفعني إلى كتابتها حب الخير وابتغاء الأجر والرغبة في الإصلاح فإلى تلك الأزاهير وفقك الله.
الكلام
أختي المسلمة:
1- احذري الثرثرة وكثرة الكلام لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء: 114].
واعلمي أن هناك من يحصي كلامك ويعده عليك عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
[ق: 17]. وليكن كلامك مختصرًا وافيًا بالغرض الذي من أجله تتحدثين.
2- اقرئي القرآن الكريم، واحرصي أن يكون لك ورد يومي منه وحاولي أن تحفظي منه قدر ما تستطيعين لتنالي الأجر العظيم يوم القيامة. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي قال: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها»( ).
3- ليس جميلاً أن تتحدثي بكل ما سمعت فإن في هذا مجالاً للوقوع في الكذب. عن أبي هريرة أن النبي قال: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع»( ).
3- إياك والتباهي «الافتخار» بما ليس عندك لأجل التكثر والارتفاع في أعين الناس. عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت يا رسول الله أقول إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟ قال رسول الله «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور»( ).
5- إن لذكر الله تأثيرًا عظيمًا في حياة المسلم الروحية والنفسية والجسمية والاجتماعية ( ) فاحرصي – أختي المسلمة – أن تذكري الله كل حين على أية حالة كنت فقد مدح الله عباده المخلصين بقوله: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
[آل عمران: 191].
وذكر عبد الله بن بسر أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فخبرني بشيء أتشبث به قال: «لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله» ( ).
6- إذا أردت الحديث فإياك والتعاظم والتفاصح والتقعر في الكلام فهي صفة بغيضة إلى رسول الله حيث يقول: «وإن من أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون»( ).
7- ليكن لك أسوة برسول الله من إطالة الصمت وطول الفكر وعدم إكثار الضحك والاستغراق فيه فعن سماك قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله قال نعم فكان طويل الصمت قليل الضحك وكان أصحابه يذكرون الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما تبسم»( ).
وليكن حديثك – إن تحدثت – بخير وإلا فالصمت أولى بك. قال رسول الله : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»( ).
8- إياك ومقاطعة الناس أحاديثهم أو ردها عليهم أو إظهار الاستخفاف بها. وليكن حسن الاستماع أدبًا لك والرد بالتي هي أحسن شعارًا لشخصك.
9- احذري كل الحذر من السخرية بطريقة كلام الآخرين كمن يتلعثم في كلامه أو عنده شيء من التأتأة أو اللثغة قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ [الحجرات: 11] وقال رسول الله «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره.. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم»( ).
10- إذا سمعت قراءة القرآن فاقطعي الحديث أيًا كان موضوعه – تأدبًا مع كلام الله وامتثالاً لأمره حيث يقول وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 204].
11- اجتهدي على وزن الكلمة في نفسك قبل أن يقذفها لسانك واحرصي أن تكون الكلمة صالحة طيبة في سبيل الخير بعيدة عن الشر وما يوصل إلى سخط الله فللكلمة مسئولية عظيمة فكم من كلمة أدخلت صاحبها الجنة وكم من كلمة هوت بصاحبها في قعر جهنم فعن أبي هريرة عن النبي قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم»( ). وفي حديث معاذ عندما سأل النبي «وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال : ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم»( ).
12- استعملي لسانك – وهو النعمة العظيمة من الله عليك – في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير. قال تعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء: 114].
التعلم
أختي المسلمة:
13- التعلم أمر محمود وسبيل كريمة. عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علينا النبي وأنا عند حفصة فقال لي: ألا تعلمين هذه «يعني حفصة» رقية النملة كما علمتيها الكتابة»( ).
14- ليس المراد من التعلم نيل الشهادات وبلوغ الرتب والحصول على الوظيفة والعمل. بل معرفة أمور الدين وإدراك أحكامه وإجادة قراءة القرآن الكريم حتى تعبد المرأة ربها على بصيرة، كما أن من مقاصد التعلم إدراك طرق التربية السليمة كما تمثلها حياة الرسول وحياة أصحابه وسلف هذه الأمة لتعيش المرأة في سعادة وهناء.
15- ابتعدي كل الابتعاد عن الاستهزاء أو السخرية بغير المتعلمة من أخواتك ومن الترفع على من هي دونك في التعليم وليكن التواضع وخفض الجناح يزداد بارتقائك في سلم التعلم وإلا فإن علمك وبال عليك. عن كعب بن مالك قال سمعت رسول الله يقول: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار»( ).
السمع
16- نزهي سمعك عن سماع الموسيقى والغناء والكلام الفاحش.
اللباس
17- أنت مسلمة فلابد أن يكون ثوبك داخلاً تحت مواصفات الثوب الشرعي فيكون فضفاضًا لا يشف ولا يصف.
18- إن ما يسمى «نصف الكم» «وربع الكم» واتساع ما حول العنق «الدلعة» دعاية لتقليص الستر. لأن المرأة أثناء ذهابها وإيابها وركوبها السيارة ونزولها ربما انكشف منها ذلك.
الاجتماعات
19- احذري – حفظك الله – من حضور مجالس السوء والاختلاط بأهلها. وسارعي – رعاك الله – إلى مجالس الفضيلة والخير.
20- إذا جلست مجلسًا وحدك أو مع بعض أخواتك فليكن ذكر الله دائمًا على ألسنتكن حتى ترجعن بالخير وتحظين بالأجر. قال رسول الله «من قعد مقعدًا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة ومن اضطجع مضجعًا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة»( ) أي حسرة وندامة وتبعة يوم القيامة.
وإذا أردت القيام من المجلس فلا تنسي أن تقولي «سبحانك اللهم وبحمدك. أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» حتى يغفر الله لك ما كان من لغط في ذلك المجلس ( ).
21- طهري – أختي المسلمة – مجلسك من الغيبة والنميمة امتثالاً لأمر الله وخوفًا من عقابه فإنها من الصفات المرذولة والأخلاق الممقوتة. قال تعالى: وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات: 12].
22- إذا بدر من إحدى الحاضرات كلمة نابية أو خطأ فإن من واجبك النصح لها بعد انصرافها من المجلس بكلام لطيف وأسلوب طيب.
المكتبة
23- احرصي على اقتناء الكتب المختارة المفيدة لتجعلي منها مكتبة منزلية يستفيد منها جميع أفراد الأسرة.
24- احذري أختي المسلمة أن تضيعي وقتك في قراءة الأشياء غير المفيدة وابتعدي كل الابتعاد عن قراءة الأشياء الضارة كالمجلات الساقطة ( ) والروايات الهابطة التي حاول كتابها نشر الرذيلة وإشاعة الفساد وإياك ودخولها بيتك وكوني حربًا عليها.
25- من المفيد أن تكون المكتبة منوعة تلبي جميع الاحتياجات وتعالج شتى الموضوعات فالمسلم والمسلمة بحاجة إلى معرفة أحكام دينهما وأمور عقيدتهما والاطلاع على أخبار العالم الإسلامي والتعرف على مشاكل المسلمين وإدراك الوسائل التي تعينهما على تربية أنفسهما وأسرتهما والنظر في سير السلف الصالح وأخذ العظة والعبرة( ).
26- إذا أعجبك كتاب مفيد فحريُّ بك أن تعرفي أخواتك المسلمات عليه وتحثيهن على قراءته.
وإذا وقع بيدك كتاب ضار أو مشتمل على أخطاء وجب عليك تنبيه أخواتك المسلمات على ضرره وما فيه من أخطاء.
27- القراءة أمر مهم وضروري فحاولي – أعانك الله – اغتنام الفرص واستغلال الأوقات للتزود بالعلم والمعرفة.
الخروج إلى السوق
28- لا تحرصي – على الخروج – إن وجدت من يقضي حوائجك وإن اضطررت إلى الخروج فليكن خروجك في مدة قصيرة على قدر حاجتك.
29- إذا خرجت إلى السوق فإياك والتطيب والزينة وارتداء الملابس الجميلة التي تلفت النظر إليك. فعن أبي موسى عن النبي قال: «إذا استعطرت المرأة فخرجت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا» أي زانية ( ) ولتكن ملابسك فضفاضة – ساترة لجميع أجزاء البدن.
30- إذا كنت في السوق أو في طريقك إليه فلا تكثري الالتفات فللبصر مزالق خطيرة. وإذا وجدت حاجتك فإياك وكثرة الكلام مع البائعين فإنه مما يغيض ماء الحياة ويفتح باب الفتنة.
31- إذا رأيت منكرًا في السوق أو في طريقك إليه وجب عليك إنكاره ولو لم تستطيعي إلا بقلبك من مقت المنكر وبغضه. قال تعالى وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ.
32- بعض النساء تتخذ الخروج إلى السوق نزهة يومية فتخرج كثيرًا فتراها كل يوم غادية رائحة إلى السوق وأعوذ بالله أن تكوني من هذا الصنف فهو أكثر الناس تعرضًا للفتنة وإزهاقًا للوقت.
33- رفقًا بنفسك وبزوجك فليس من الضروري أن يكون في البيت فرع للسوق فلا تشتري إلا شيئًا أنت بحاجة إليه.
الدعاء
34- أنت ضعيفة ومحتاجة ومفتقرة إلى الله فارفعي أكف الضراعة إليه دائمًا طالبة منه العفو والعافية والتوفيق في الدنيا والآخرة؛ ترجعي بالخير منه سبحانه. قال رسول الله «إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرا»( ).
وإياك واستعجال الإجابة فقد قال رسول الله «ما من عبد يرفع يديه حتى يبدو إبطه يسأل الله مسألة إلا أتاه الله إياها ما لم يعجل. قالوا يا رسول الله وكيف عجلته؟ قال يقول: قد سألت وسألت ولم أعط شيئًا»( ) وابدئي دعاءك بحمد الله والثناء عليه, والصلاة والسلام على رسول الله واختميه بذلك. وأقبلي على الله بصدق قال رسول الله : «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه»( ). وإياك والدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم. وإذا لم ترى استجابة ظاهرة لدعائك فلا يحزنك ذلك فقد يدخره الله لك في الآخرة أو يكفر به عنك ذنوبًا أو يصرف به عنك مكروهًا سيحيق بك.
35- تقربي إلى الله بالفرائض والنوافل وأنواع القربات تنالي الأجر العظيم وترقي إلى الدرجات الرفيعة وتكوني من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستجيب الله دعاءهم ويُذْهِب همومهم ويملأ بالسكينة قلوبهم قال رسول الله : «إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمعه به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه»( )
36- إذا رأيت مسلمة متمسكة بدينها مستجيبة لأمر ربها معتزة بعقيدتها فأشعريها بالحب واتخذيها خليلة فللحب في الله منزلة عالية قال رسول الله : «قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء»( ).
37- إن الوقت إذا لم تحسني تقسيمه ضاع عليك فأنت بحاجة إلى استذكار دروسك – إن كنت طالبة – والقيام بواجبات أهلك أو زوجك والاطلاع النافع والقراءة المفيدة وزيارة الأقارب.
38- زيارة الرحم تجلب البركة في العمر والرزق, فاحرصي على زيارة أقاربك. ولتكن زيارتك لهم ذات فائدة فترغبينهم في الخير وتخوفينهم من الشر وتدفعينهم إلى النافع وتحذرينهم من الضار وتعظينهم بالتي هي أحسن مع اطمئنانك على صحتهم وسؤالك عن أحوالهم. قال رسول الله «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه»( ).
39- لا يغرنك كثرة المخالفين لأمر الله والمتهاونين بتطبيق شرعه فسيأتي يوم يعض الظالم على يديه ويفرح المؤمن بنجاته فرحًا كبيرًا وهو يرى أهوال القيامة فلا يملك إلا أن يقول وهو يمسك كتابه بيمينه هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ.
40- ازرعي في قلبك الرحمة والعطف فارحمي الصغير والكبير والدابة قال رسول اله «من لا يرحم لا يُرحم»( ) وروى أبو هريرة أن رسول الله قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله فغفر له. قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر»( ).
وعن عبد بن عمر أن رسول الله قال: «عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار»( ).
41- احذري دعاة السوء وأدعياء التقدم الذين يجلبون بخيلهم ورجلهم على إفساد المرأة المسلمة وإخراجها من الصون والعفاف إلى العري والإسفاف مستخدمين مختلف الوسائل وشتى الطرق وحذري أخواتك من الوقوع في براثنهم والانخداع بمقولاتهم ( ).
42- كوني معتزة بدينك متعالية بعقيدتك وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 139] وإياك والاستحياء من إظهار شعائر دينك والاستخفاء بها.
43- غذي ثقافتك الإسلامية باستماع المحاضرات الإسلامية والندوات المفيدة ولو عن طريق الشريط واحرصي على الاطلاع على المجلات الإسلامية النافعة.
44- ساعدي على نشر الخير والفضيلة والخلق الجميل والعلم النافع في بيتك ومدرستك ولدى أقاربك وبين صديقاتك.
45- احرصي على مساعدة أمك في أعمال البيت فإن في ذلك برًا بها وردًا لبعض معروفها. كما أن فيه تدريبًا لك حتى تكوني – بإذن الله – ناجحة في حياتك المستقبلية.
وإياك والإخلاد إلى الراحة والكسل باسم التفرغ للدراسة والمذاكرة وأداء الواجبات المدرسية.
46- كوني مبتسمة دائمًا فإن هذا لا يكلفك شيئًا وهو في الوقت نفسه يعود عليك بحب الآخرين كما تحظي بالأجر. قال رسول الله «تبسمك في وجه أخيك لك صدقة»( ).
47- إياك والغضب والانفعال. عن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي أوصني قال «لا تغضب فردد مرارًا قال لا تغضب»( ) واعلمي أن الغضب من الشيطان قال رسول الله «إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ»( ).
والغضوب لن يجد من يصبر عليه من الناس فتزيني بالحلم وتحملي أخطاء الناس وهفواتهم.
48- احذري من تقليد الكفار في عاداتهم وتقاليدهم وطرائقهم في الأكل والشرب واللباس وغير ذلك قال رسول الله «من تشبه بقوم فهو منهم»( ).
49- أكثر النساء تتهاون في موضوع الصلاة فتؤخرها عن وقتها وذلك عند انشغالها بأعمالها أو لهوها بالكلام الفارغ مع غيرها وبخاصة أثناء الولائم وأعوذ بالله أن تكون من هذا الصنف وأنت تقرئين قول الله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون: 4، 5] أي يؤخرونها حتى يفوت وقتها.
50- للصيام منزلة عالية وأجر عظيم كما أن له دورًا كبيرًا في تطهير النفس وتهذيب الوجدان فحبذا لو عودت نفسك على صيام التطوع كستة أيام من شوال وثلاثة أيام من كل شهر.
* * *