منتديات أنا مسلمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أنا مسلمة لكل المسلمين والمسلمات


    أثقل ما يوضع في الميزان ٥

    amal
    amal
    مدير عام
    مدير عام


    عدد المساهمات : 584
    نقاط : 3152
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009
    العمر : 44
    الموقع : https://tita.yoo7.com

    أثقل ما يوضع في الميزان ٥ Empty أثقل ما يوضع في الميزان ٥

    مُساهمة  amal السبت يونيو 26, 2010 6:15 am

    أثقل ما يوضع في الميزان ٥
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المقدمة
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما
    بعد:
    ذلك النبي الذي كان خلقه . فنبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد
    القلم: ٤] ذلك النبي الذي طهر ]  وإِنك لَعلَى خُلقٍ عظِيمٍ  القرآن
    الله باطنه وظاهره. ذلك النبي الذي كان قدوة حسنة بأخلاقه
    وأعماله.
    حديثي إليكم أيها الأحبة عن موضوع كلنا بحاجة إليه، يحتاج
    إليه الرجل والمرأة. يحتاج إليه الغني والفقير، يحتاج إليه الرئيس
    ذلك العمل الجليل الذي رفع الله به « حسن الخلق » والمرؤوس إنه
    عبادا فأسكنهم أعالي الجنان، ذلك العمل الذي هو أثقل ما يوضع
    ما من شيء »  في ميزان العبد يوم القيامة. كما قال رسول الله
    رواه الترمذي ١٩٢٥ بسند صحيح]. ] « أثقل في الميزان من خلق حسن
    بل إن صاحب الخلق الحسن يفوق درجات بعض العباد. قال
    رواه أبو ] « إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم » :
    داود: ٤١٦٥ بسند صحيح].
    يوم  وليبشر أصحاب الأخلاق الحسنة بالقرب من النبي
    إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم » : القيامة. قال
    .[ رواه الترمذي: ١٩٤١ ] «... القيامة أحاسنكم أخلاقًا
    أن الخيرية تكمن بعد تقوى الله في حسن  وبين الرسول
    .[ رواه البخاري: ٥٥٧٥ ] « إن خياركم أحسنكم أخلاقًا » : الخلق فقال
    ٦ أثقل ما يوضع في الميزان
    من مقاصد رسالته الدعوة إلى الأخلاق  بل جعل الرسول
    وفي رواية: « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق » : الحسنة فقال
    رواه أحمد: ٨٥٩٥ وصححه ابن عبد البر]. ] « لأتمم صالح الأخلاق »
    اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا » : ولقد كان من دعائه
    يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني
    .[ رواه مسلم: ١٢٩٠ ] « سيئها إلا أنت
    أعظم ما » : وحسن الخلق من أسباب دخول الجنة. قال
    رواه الترمذي، ] « يدخل الناس الجنة: تقوى الله وحسن الخلق
    .[ وصححه الألباني في الصحيحة: ٩٧٧
    : وحسن الخلق من أسباب الزيادة في العمر والبركة فيه. قال
    « حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار »
    .[ [رواه أحمد: ٢٤٠٩٨ وصححه الألباني في صحيح الجامع ٣٧٦٧
    وليعلم المؤمن بأن حسن الخلق من أحب الأعمال إلى الله تعالى
    رواه الطبراني ] « أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا » وعلى ذلك
    .[ وصححه الألباني في الصحيحة ( ٤٣٢
    تعريف حسن الخلق:
    قال بعضهم: هو بذل الندى، وكف الأذى، واحتمال الأذى.
    وقيل: هو بذل الجميل، وكف القبيح.
    وقال ابن تيمية: وجماع الخلق الحسن مع الناس أن تصل من
    قطعك بالسلام والإكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة
    له، وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة المال. وتعفو عمن ظلمك
    في دم أو مال أو عرض.
    أثقل ما يوضع في الميزان ٧
    أيها الأحبة:
    إننا نعيش في هذا الزمان أزمة في الأخلاق وزهدا في التنافس
    عليها؛ بل إنك ترى بعض الناس يعيب على صاحب الأخلاق
    الحسنة ويستهزئ به لأجل تمسكه بأخلاق الإسلام.
    وليس ذلك بغريب فنحن في زمن الغربة.
    ومن الغريب والعجيب أن المقياس عند الناس في تقييمهم للناس
    ليس هو على حساب الدين والخلق؛ بل المقياس على مظهر الإنسان
    ووظيفته وماله والشاعر يقول:
    وما الحسن في وجه الفتى شرف له
    إذا لم يكن في فعله والخلائق
    فما الفائدة من جمال الثوب وزينة الظاهر إذا لم تكن هناك
    أخلاق الإسلام.
    ليس الجمال بأثواب تزيننا
    إن الجمال جمال العلم والأدب
    إننا بحاجة لتصحيح المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا، وأن نبصر
    . الناس بالمبادئ التي جاء ا رسول الأمة
    أخي الحبيب:
    إن هناك أسبابا تعين بإذن الله تعالى على التحلي بحسن الخلق
    فمنها:
    ١- أن يستشعر المرء أن أحب الناس إلى الله هو أحسنهم خلقًا.
    ٢- أن يتفكر في الثواب المترتب على الالتزام بحسن الخلق.
    ٣- أن يعلم الإنسان أن صاحب الخلق الحسن سائر على هدي
    ٨ أثقل ما يوضع في الميزان
     وإِنك لَعلَى خلُقٍ عظِيمٍ  : الذي وصفه الله بقوله  الرسول
    .[ [القلم: ٤
    ٤- أن يتذكر الإنسان أن حسن الخلق يحتاج إلى مجاهدة وصبر
    العنكبوت: ٦٩ ]، فلن يتغير ]  والَّذِين جاهدوا فِينا لَنهدِينهم سبلَنا 
    الإنسان من سوء الخلق إلى حسن الخلق بين يوم وليلة؛ بل الأمر
    يحتاج إلى صبر عظيم:
    وقل من جد في أمر تطلبه
    واستصحب الصبر إلا ف از بالظفر
    يعين على تربية النفس على   ٥- النظر في سيرة الرسول
    حسن الخلق، فاقرأ في سيرته لترى العجب العجاب.
    فهو ليس العابد الذي تفطرت قدماه من كثرة العبادة فحسب؛
    لم» : بل هو أي  ضا أحسن الناس خلقًا، تقول عائشة رضي الله عنها
    فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق  يكن رسول الله
    رواه الترمذي: ١٩٣٩ وقال: ] « ولا يجزي بالسيئة ولكن يعفو ويصفح
    حسن صحيح].
    لكي ترى القدوة الحسنة في كل  وتأمل في حياة الرسول
    لَقَد كَانَ لَكُم فِي رسولِ اللهِ أُسوةٌ حسنةٌ لِمن كَانَ يرجو  شيء
    .[ الأحزاب: ٢١ ]  اللهَ والْيوم الآخِر وذَكَر اللهَ كَثِيرا
    وإليك هذه الأحاديث التي تبين شيًئا يسيرا من عظمة الخلق النبوي:
    كان كثير الابتسامة، يمازح أصحابه ولا يقول كذبا، يزور أصحابه،
    يساعد المحتاج، تأتيه الجارية فتأخذ بيده فيذهب معها ليقضي لها
    حاجتها، يداعب زوجاته، وفي إحدى الغزوات قال للصحابة: تقدموا،
    أثقل ما يوضع في الميزان ٩
    ثم قال لعائشة: سابقيني، فتسابقا، فسبقته عائشة رضي الله عنها، وبعد
    سابقيني فسبقها ثم قال: هذه بتلك وصدق : زمن يقول لها الرسول
    .[ القلم: ٤ ]  وإِنك َلعلَى خُلقٍ عظِيمٍ  الله
    وكان يسلم على الصبيان، وكان يردف خلفه، ولم يكن يتميز
    بلباس بين أصحابه بل يدخل الأعرابي فيقول: أيكم محمد.
    وكان شديد الحياء، وكان أجود الناس، وما سئل عن شيء
    فقال: لا. وكان يحب المساكين والفقراء. وكان طويل الصمت،
    وكان يقول للخادم: ألك حاجة، وكان لا يرد الطيب، وكان يقبل
    الهدية ويثيب عليها، وكان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود
    مرضاهم، ويشهد جنائزهم، وكان يجلس على الأرض، ويأكل على
    الأرض، ويجيب الدعوة على خبز الشعير، وكان ينام على الحصير
    حتى أثر على جنبه الشريف، وكان يركب الحمار، ويخصف نعليه،
    وكان يعرف بريح الطيب إذا أقبل، وكان يخدم نفسه، وكان يكثر
    الذكر، وكان طاهر اللسان ما سب أحدا صلوات ربي وسلامه
    فهذه نماذج من أخلاقه فأين نحن منها؟ « عليه
    في أخلاقه كما  إن المؤمن الصادق هو من يقتدي بالرسول
    يقتدي به في عبادته.
    ٦- القراءة في سير السلف وأخبارهم تدعو إلى حسن الخلق.
    اقرأ التاريخ إذ فيه العبر
    ضل قوم ليس يدرون الخبر
    ولئن فاتتك رؤية السلف فهذه أخبارهم مدونة فأين من يرتاد؟.
    فاتني أن أرى الديار بعيني
    فلعلي أرى الديار بسمعي
    ١٠ أثقل ما يوضع في الميزان
    والمقام يطول بذكر أخبارهم، ولكن في جولة سريعة لعل فيها
    ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
    وخوفه من لسانه، يمسكه ويقول: هذا  فهذا أبو بكر
    أوردني الموارد. فعجبا له ما أعلى قدره.. وانظر إلى خلقه في
    الإنفاق فهو صاحب الجود والإنفاق يأتي بماله كله للصدقة فيقول له
    فيقول: تركت لهم الله ورسوله. ؟« ما تركت لأهلك » : الرسول
    الذي رآه « العدل » وها هو عمر بن الخطاب صاحب خلق
    حكمت فعدلت فأمنت » : أحد الناس نائما تحت شجرة. فقال
    .« فنمت
    وعثمان طبق أروع الأمثلة في خلق الحياء حتى إن الملائكة
    تستحي منه.
    وعلي ذلك البطل الشجاع الذي كان أسدا من أسود الإسلام
    فما أروع خلق الشجاعة لديه!.
    وأبو عبيدة أمين هذه الأمة، إا الأمانة يا أمة الإسلام.
    وهذا الزبير يهاجر وعمره ثمان عشرة سنة، وكان عمه يعذبه
    ليعود للكفر، ويعلقه ويدخن عليه، ولكن الزبير تربى على الصبر،
    فصبر ولم يرجع بل قال: لا أرجع للكفر أبدا.
    * * * *
    أثقل ما يوضع في الميزان ١١
    فأين الصابرون على الابتلاء؟
    يتربى على التقوى، فلما  وهذا أبو سفيان ابن عم الرسول
    حضرته الوفاة قال لأهله: لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ
    أسلمت.
    وهذا عبد الله بن رواحة الذي تربى على دوام العبادة لله تعالى،
    في السفر في اليوم  قال أبو الدرداء: إن كنا لنكون مع الرسول
    وعبد الله بن رواحة،  الحار ما في القوم أحد صائم إلا رسول الله
    وقالت زوجته: كان ابن رواحة إذا أراد أن يخرج من بيته صلى
    ركعتين، وإذا دخل صلى ركعتين، لا يدع ذلك أبدا.
    إا الهمة العالية في العبادة لله عز وجل
    وهذا سلمان الفارسي يشتمه رجلٌ فيقول سلمان: إن خفت
    موازيني فأنا شر مما تقول، وإن ثقلت موازيني لم يضرني ما تقول.
    وسب رجل ابن عباس، فقال: هل لك حاجة فنقضيها،
    فاستحيا الرجل.
    قال محمد بن منذر: كنت أمشي مع الخليل بن أحمد فانقطع
    نعلي فخلع نعله، فقلت ما تصنع؟ قال: أواسيك في الحفاء.
    إا روائع الأخوة
    وقال الحسن: إن كان الرجل ليخلف أخاه في أهله بعد موته
    أربعين سنة.
    وهذا أحد السلف يأتي إلى أخيه يطلبه مالاً فدخل ذلك الرجل
    داره ليحضر المال ثم أعطاه، ثم دخل يبكي فقالت له زوجته: لماذا
    تبكي لو أنك اعتذرت منه. فقال: إنما أبكي لأنني لم أتفقد حاله
    حتى احتاج أن يقول لي ذلك.
    ١٢ أثقل ما يوضع في الميزان
    وتأمل هذا الموقف: خرج إبراهيم بن أدهم ومعه ثلاثة نفر،
    فدخلوا مسجدا في بعض القرى وكان البرد شديدا، وليس للمسجد
    باب، فلما ناموا، قام إبراهيم فوقف على الباب إلى الصباح، فقالوا
    له: لِم َلم تنم؟ قال: خشيت أن يصيبكم البرد. فقمت مقام الباب.
    الله أكبر...!
    ما أعظم هذه الخلائق.
    وهذه جولة في بعض الأخلاق التي فقدناها...
    التأني في كل شيء إلا في أعمال « التأني » أين نحن من خلق
    الآخرة، التأني في الحكم على الآخرين. التأني في طلب العلم، التأني
    في الدعوة إلى الله وعدم استعجال النتائج. التأني في اتخاذ القرار.
    التأني قبل إصدار العقوبة على المذنب. التأني عند الحوار والمناظرة.
    رواه أبو يعلي وهو في ] « التأني من الله والعجلة من الشيطان » : قال
    .[( الصحيحة ( ١٩٧٥
    وأنت أيها المقدم على الزواج تأن في اختيار شريكة الحياة.
    ولابد أن تتأني في أداء الصلاة ولا تؤدها إلا بطمأنينة.
    وما أحسن التأني في قراءة القرآن وتدبر معانيه وعدم
    الاستعجال لإدراك الختمة.
    وكذلك التأني في المشروعات الخيرية ودراستها دراسة جيدة.
    الرفق يمن والأناة سعادة
    فاستأن في رفق تلاق نجاحا
    لأشج  ما أجمل الأناة... إا صفة يحبها الله، قال الرسول
    « إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة » : عبد القيس
    أثقل ما يوضع في الميزان ١٣
    .[ [رواه مسلم: ٢٤
    والاستعجال ضد التأني، وهو خلق مذموم وعواقبه وخيمة
    سواء كان في مجال الدعوة والإصلاح، أو في مجال طلب العلم، أو
    في مجالات التربية. أو حتى في االات الدنيوية، ويكفينا قول النبي
    ما كان الرفق في شيء إلى زانه، ولا نزع من شيء إلا » :
    .[ رواه مسلم: ٤٦٩٨ ] « شانه
    أين نحن من خلق الاعتراف بالفضل لأهله: وعدم نسب
    .[ البقرة: ٢٣٧ ]  ولا تنسوا الْفَضلَ بينكُم  . الفضل للنفس
    رواه أحمد: ] « من لم يشكر الناس لم يشكر الله » : وقال
    .[ ١٠٨٥٠ ] [الترمذي: ١٨٧٨ ] [وهو في صحيح الجامع: ٦٥٤١
    نريد أن ننسب الفضل لأهله فلا ننسب ذلك لأنفسنا.
    فإذا رزقت بنعمة فقل: هذا من فضل ربي.
    وإذا استفدت علما من أحد فقل: هذا العلم استفدته من فلان.
    وإذا أسدى أحد إليك معروفًا فقل له: جزاك الله خيرا.
    ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ...» : قال
    صحيح أبي ] « ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه
    .[ داود: ١٤٦٨
    من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله » : وقال
    .[ رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع: ٦٤٦٨ ] « خيرا فقد أبلغ في الثناء
    أين نحن من خلق الإنصاف والعدل والنظر للمحاسن ؟
    قال المناوي: الإنصاف والعدل توأمان نتيجتهما علة الهمة
    وبراءة الذمة باكتساب الفضائل وتجنب الرذائل.
    ١٤ أثقل ما يوضع في الميزان
    وانظر لتوجيه الرب تبارك وتعالى داعيا عباده للتحلي
    يا أَيها الَّذِين آمنوا كُونوا قَوامِين للهِ  بالإنصاف حتى مع الأعداء
    شهداءَ بِالْقِ  سطِ ولا يجرِمنكُم شنآنُ قَومٍ علَى أَلا تعدِلُوا اعدِلُوا
    .[ المائدة: ٨ ]  هو أَقْرب لِلتقْوى
    نحن بحاجة للإنصاف في تعاملنا مع بعضنا البعض.
    إننا ننسى حسنات من أخطأ ونعامله على خطئه وهذا ظلم.
    إننا نبحث عن الأخطاء والعيوب، ولكن لا ننظر للحسنات،
    فأين الإنصاف؟
    فذلك الزوج ينسى حسنات زوجته؛ لأا وقعت في خطأ أو
    لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي » قصرت في عمل
    .[ رواه مسلم: ٢٦٧٢ ] « منها آخر
    وذلك المدير ينسى حسنات ذلك المدرس لأجل ذنب وقع فيه.
    وهذا المسؤول يغضب على ذلك الموظف؛ لأنه تأخر عن عمله
    مرة أو مرتين.
    والمرأة إذا رأت شيًئا من زوجها قالت: ما رأيت منك خيرا
    قط. وذلك المصلي يلاحظ على الإمام خطأ فيقول: لو ابتعد هذا
    الإمام عنا ارتحنا، وهكذا صور كثيرة من الواقع تؤكد أننا نفقد
    .« الإنصاف »
    وإذا الحبيب أتى بذنب واحد
    جاءت محاسنه بألف شفيع
    إذا كان الكافر لا يجوز أن نظلمه وأن ضم حقه، فكيف
    بالمسلم، فكيف بالعالم الرباني. ولكم أن تتأملوا القرآن لتروا كيف
    دعا إلى الإنصاف.
    أثقل ما يوضع في الميزان ١٥
    ومِن قَومِ  – يثني الله على بني إسرائيل – من آمن منهم
    .[ الأعراف: ١٥٩ ]  موسى أُمةٌ يهدونَ بِاْلحق وبِهِ يعدِلُونَ
    ولا تزالُ تطَّلِع علَى خائِنةٍ  ويذكر الله خيانة بعضهم لا كلهم
    .[ المائدة: ١٣ ]  مِنهم إِلا قَلِيلاً مِنهم
    أيها الأحبة: نحن بشر نخطئ ونذنب، فهل إذا أذنب الواحد
    تركناه وهجرناه وبدعناه و...
    من الذي ما ساء قط
    ومن له الحسنى فقط
    ولو كان من أخطأ أو غلط ترك جملة » : قال ابن القيم
    وأهدرت محاسنه؛ لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت
    .[٤٠/ مدارج السالكين: ٢ ] « معالمها
    إن من مصائبنا أننا عندما ننتقد أحدا من الناس سواء عالمًا أو
    مديرا أو رجلاً عاديا لا نطهر أنفسنا من التشفي والانتقام؛ بل من
    ويتبع ذلك ظلم الطرف الآخر. « الحقد والبغضاء » دواعي النقد
    قال ابن سيرين: ظلم لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما رأيت
    وتكتم خيره.
    هذا وأنا في سعة صدر لمن » : ولله درك يا ابن تيمية حينما قلت
    يخالفني فإنه وإن تعدى حدود الله في بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو
    عصبية جاهلية، فأنا لا أتعدى حدود الله فيه، بل أضبط ما أقوله
    .[٢٤٥/ مجموع الفتاوى ٣ ] «... وأفعله وأزنه بميزان العدل
    فأين من يتشبه بابن تيمية، فهذه أخلاق الأولياء، فمتى نعرف
    أخطاءنا.. ومتى نجاهد أنفسنا على التحلي بمكارم الأخلاق، ومتى
    نترفع عن سفاسف الأمور؟
    ١٦ أثقل ما يوضع في الميزان
    ؟« التفاؤل » أين نحن من خلق
    فذاك المريض متشائم من ذلك المرض الذي أسهر ليله وأضنى
    اره، ولم يفكر يوما من الأيام بالتفاؤل وأن الله قادر على شفائه.
    وأن حالته قد تتغير للأفضل.
    ما بين طرفة عين وانتباهتها
    يغير الله من حال إلى حال
    أخي المريض تفاءل وأحسن الظن بربك.
    نحن نريد التفاؤل في تربية الأبناء ولا يعجبنا ذلك الأب الذي
    يئس من هداية ولده، أو يئس من نجاحه في دراسته، أو يئس من
    تغير خلقه.
    لَعلَّ  أيها الأب: تفاءل فلعل الله يبلغك ما تريده وما يدريك
    .[ الطلاق: ١ ]  اللهَ يحدِثُ بعد ذَلِك أَمرا
    والدعاة إلى الله من أحوج الناس إلى خلق التفاؤل، وما أكثر
    اليائسين في حقل الدعوة، وما أكثر اليائسين من هداية الناس، لماذا
    نحن متشبعون باليأس من زوال المنكرات؟ وأكثرنا إذا رأى مكر
    الأعداء وكيدهم، أصابه الإحباط واليأس، وقال: هلك الناس، ولا
    حول ولا قوة إلا بالله، وغيرها من الكلمات التي تعبر عن الهزيمة
    .« الداعية » النفسية لدى ذلك الرجل
    إننا بحاجة إلى ذلك الداعية الذي ملأت الدعوة حياته كلها،
    وقبل ذلك ملئ قلبه بالتفاؤل في نصرة الله لدينه.
    نعم للتفاؤل، لا للتشاؤم، أنسينا أن المستقبل لهذا الدين، وأن الله
    .[ الروم: ٤٧ ]  وكَانَ حقا علَينا نصر الْمؤمِنِين  ناصر عباده الصادقين
    أثقل ما يوضع في الميزان ١٧
    يجب أن نوقن أن هذا الدين هو الدين الخالد، وهو الدين الذي
    كتب الله له البقاء، وهو الدين الذي تكفل الله بحفظه، وسوف
    يهيئ له الرجال الأبطال الذين يكون النصر على أيديهم.
    إن اليهود مهما طغوا وبغوا، وإن الروس مهما تكبروا وتجبروا،
    وإن النصارى مهما بذلوا ودعوا إلى نصرانيتهم، وإن الكفار مهما
    أساؤوا للإسلام وأهله ومهما تنوعت وسائل المكيد والمكر، فيجب
    أن نعلم بأن الله قد كتب وقدر أن المستقبل لهذا الدين.
    وفي كل يوم نرى من أمارات ودلائل ما قدره الله.
    فكم هم أولئك الذين تركوا النصرانية ورجعوا للدين الحق.
    وها هي قوافل التائبين تعود إلى را في كل حين.
    وكم رأينا من أناس قد يئس من هدايتهم، وإذا م يعودون إلى الله.
    الله الله في التفاؤل.. هذا رسول الله يطرد من مكة وما هي إلا
    سنين ويعود لها فاتحًا معتزا بدينه، ومن قرأ التاريخ رأى أن التفاؤل
    ولَقَد سبقَت كَلِمتنا لِعِبادِنا الْمرسلِين *  . هو أعظم أسباب النصر
    الصافات: ]  إِنهم لَهم الْمنصورونَ * وإِنَّ جندنا َلهم الْغالِبونَ
    .[١٧٣-١٧١
    والرضا بما قسم الله، وعدم « القناعة » أين نحن من خلق
    التسخط على ما كتب الله من قلة في الرزق أو في شتى جوانب
    الحياة؟!.
    قال بعضهم: القناعة هي الاقتصار على ما سنح من العيش،
    والرضا بما تسهل من المعاش، وقهر النفس على ذلك، والقناعة
    باليسير منه.
    ١٨ أثقل ما يوضع في الميزان
    إن القناعة كتر خفي وهي الغنى الحقيقي.
    يا أبا هريرة كن » : قال: قال رسول الله  عن أبي هريرة
    رواه ابن ] «... ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس
    ماجه ٤٣١٧ ] وقال في الزوائد: إسناده حسن.
    انظروا إلى من أسفل منكم، ولا » : وعنه قال: قال الرسول
    « تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله
    .[ [رواه البخاري ٩٠٠٩ ، ومسلم ٢٩٦٣
    طوبى لمن » : يقول  أنه سمع الرسول  وعن فضالة بن عبيد
    رواه الترمذي: ٢٣٤٩ ] « هدي إلى الإسلام وكان عيشة كفافًا وقنع
    .[ وهو في الصحيحة ١٥٠٦
    إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، إنه من ييأس : قال عمر
    عما في أيدي الناس استغنى عنهم.
    إن المتأمل في واقع بعضٍ من الناس، يجد أم قد فقدوا القناعة.
    فترى الرجل عنده قوت يومه بل وقوت شهره ولكن ترى فيه:
    الجزع والسخط. ويقول: لماذا أنا أعاني من قلة المال، وغيري يتقلب
    في أنواع النعم، ولماذا فلان عنده كذا... وكذا..؛ وأنا أعاني من
    كذا ... وكذا ...
    ولو نظرت إلى حال تلك المرأة لرأيتها دائما تعاتب زوجها على
    الحال المادية التي يعيشوا، ودائما هي في نقاش وجدال مع زوجها.
    وذاك الموظف قد رزق وظيفة في مرتبة عالية ولكن صديقه في
    مرتبة أدنى فيأتي هذا الموظف قليل المال قليل المرتبة يصيح، ويجزع
    ويسخط لماذا يا رب تفعل بي كذا؟
    أثقل ما يوضع في الميزان ١٩
    والصور كثيرة التي تدل على ضعف القناعة لدينا.
    أخي الكريم:
    لا يوقد فيه النار ثلاثة أشهر.  لقد كان بيت الرسول
    يومين من  ما شبع آل محمد » : تقول عائشة رضي الله عنها
    .[ رواه مسلم: ٢٩٧١ ] « خبز بر إلا وأحدهما تمر
    والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
    إن الواحد منا يجد أصنافًا من الطعام في بيته، فأين القناعة؟ إننا
    نلبس ألوانا من الملابس، فأين القناعة؟ إننا نحتاج إلى تربية النفس
    على القناعة والرضا بما كتب الله تعالى.
    ما أجمل القناعة، هي سر السعادة، ودليل الإيمان، والقنوع لا
    هم له.
    إن القناعة من يحلل بساحتها
    لم يلق في ظلها هما يؤرقه
    أيها الأخ الكريم..
    لئن فقدت بعض متاع الدنيا، أو.. أو.. أو.. ألا يكفي أن
    دينك لا زال معك الدين أغلى ما يمتلك.
    يحكي أن رجلاً كان مبتلى بفقد البصر، وعنده شلل رباعي،
    فقال له رجل: كيف أنت؟ فقال: في نعم كثيرة لا يحصيها إلا الله.
    فقال الرجل: وأين النعم وأنت أعمى، ومشلول، فقال: يكفي أن
    الله منحني لسانا أذكره به في الليل والنهار. نعم يكفي أنك مؤمن،
    مصلي، تذكر الله وتشكره.
    ٢٠ أثقل ما يوضع في الميزان
    أين نحن من خلق التشاور:
    فقد شاور  الشورى تلك المزية التي تميز ا رسول الله
    أصحابه في أسارى بدر، ومواقفه في الشورى أكثر من أن تحصر..
    إن المتأمل في هذا الخلق يجد أنه من أروع الأخلاق، كيف لا، والله
    [ آل عمران: ١٥٩ ]  وشاوِرهم فِي الأَمرِ  : به بقوله  قد أمر نبيه
    .[ الشورى: ٣٨ ]  وأَمر  هم شورى بينهم  : ويثني على عباده بقوله
    استنباط المرء الرأي من غيره فيما « الشورى » : قال العلماء
    يعرض له من مشكلات الأمور، إننا بحاجة إلى الشورى في حياتنا.
    ١- نحتاج إليها عند الإقدام على الزواج، فنشاور من نرى فيهم
    النصح وكمال العقل، وكثير من الأزواج ندموا بعد زواجهم،
    والسبب: فقدان الشورى. وكذلك نتشاور في قبول الزوج المتقدم
    إلى بناتنا، ولا نستعجل في الموافقة أو الرفض إلا بعد التشاور.
    ٢- نحتاج إلى الشورى في قضايانا الاجتماعية مثل: تربية
    الأبناء، العلاقات الزوجية، قضايا الطلاق، قضايا الجوار، وغيرها
    كثير..
    .« الشورى » ٣- وعند القيام بأعمال تجارية نحتاج إلى
    وعدم « الشورى » ٤- وعند التوجه إلى طلب العلم نفتقر إلى
    الاستبداد بالرأي.
    ٥- وما أجمل الشورى في حقل الدعوة والدعاة، بل إن الدعاة
    .« الشورى » من أحوج الناس إلى
    وإن باب أمر عليك التوى
    فشاور لبيبا ولا تعصه
    أثقل ما يوضع في الميزان ٢١
    قالوا عن الشورى:
    ١- قال عمر: الرجال ثلاثة: رجل ترد عليه الأمور فيسددها
    برأيه، ورجلٌ يشاور فيما أشكل عليه ويترل حيث يأمره أهل
    الرأي، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا.
    ٢- وقال عمر بن عبد العزيز: إن المشورة والمناظرة باب رحمة
    ومفتاح بركة لا يضل معهما رأي، ولا يفقد معهما حزم.
    ٣- وقال أحدهم: من أعجب برأيه لم يشارو، ومن استبد
    برأيه كان من الصواب بعيدا.
    ٤- وقال بعض البلغاء: من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء
    العقلاء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء. فالرأي الفذ ربما زل،
    والعقل الفرد ربما زل.
    شور صديقك في الخفي المشكل
    واقبل نصيحة ناصح متفضل
    ٥- وقيل شاور من جرب الأمور فإنه يعطيك من رأيه ما دفع
    عليه غاليا وأنت تأخذه مجانا.
    ذلك الخلق النبوي الكبير. « الرحمة » أين نحن من خلق
    ذلك الخلق الذي يحب الله أهله، ويرحمهم، جزاءً على رحمتهم
    بالعباد.
    عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال
    الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض » : رسول الله
    رواه أبو داود: ٤٩٤١ ، والترمذي: ١٩٢٤ ] « يرحمكم من في السماء
    وقال: حسن صحيح].
    ٢٢ أثقل ما يوضع في الميزان
    الرحمة: كلمة تدل على الرقة والعطف والرأفة.
    إننا بحاجة إلى أن نتصف ذه الصفة فيما بيننا.
    نحتاج إلى الرحمة في التعامل مع الوالدين قال الله تعالى:
    .[ الإسراء: ٢٤ ]  واخفِض لَهما جناح الذُّلِّ مِن ال  رحمةِ 
    فأين الراحمون بالوالدين، وأين الذين يذلون لهم، وأين الذين
    يرحموم؟
    إننا في زمن غاب فيه معنى البر والإحسان للوالدين، وكأما ما
    تعبا من أجلك، لقد سهرا لترتاح، وإن أصابك شيء بذلا كل ما
    بوسعهما لأجل سلامتك، لقد عاشا معاني الرحمة والرأفة من
    ولادتك حتى أصبحت رجلاً.
    فهل منحتهما شيًئا مما منحاك من الرحمة؟!
    أخي الحبيب:
    لماذا كل هذا الجفاء للوالدين؟ لماذا لا تكثر من الاتصال م
    وزيارم؟ لماذا هذه القسوة؟
    سبحان الله!
    أنسيت الإحسان على مر الزمان.
    أنسيت تلك الدموع التي هطلت من تلك العيون حزنا على
    مرض أصابك، أو أمنية لك ما استطاعا قضاءها لك.
    فيا أخي:
    عد إليهما، وأحسن صحبتهما، وتواضع لهما، وابتسم لهما،
    واصبر على ما يحصل لك منهما.
    إن من الغريب أن ترى إنسانا رحيما بالفقراء والأيتام
    أثقل ما يوضع في الميزان ٢٣
    والمساكين ويسعى لنفعهم، ولكنه مع والديه ليس كذلك، أليسا
    أحق بتلك الرحمة؟
    إننا بحاجة إلى الرحمة في التعامل مع الزوجة.
    إني أحرج حق » : قال: قال رسول الله  عن أبي هريرة
    رواه ابن ماجه: ٣٦٦٨ ، وأحمد: ٩٢٨٩ ، وهو ] « الضعيفين: اليتيم والمرأة
    .[ في الصحيحة: ١٠١٥
    والمتأمل في واقع بعض الأزواج يجد القسوة والظلم في التعامل
    رواه ] « استوصوا بالنساء خيرا » : مع الزوجات، ألم يقل
    .[ البخاري: ٣٠٨٤
    أيها الأزواج: ارحموا نساءكم، وتلطفوا معهم، وتوددوا معهم،
    « لا تترع الرحمة إلا من شقي » : ولا تكونوا من الأشقياء. قال
    .[ [رواه الترمذي: ١٩٢٣ ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: ٧٤٦٧
    فلماذا العنف « أبنائنا » إننا بحاجة إلى الرحمة في التعامل مع
    والضرب والسب واللعن؟!
    رواه الترمذي: ] «.. ليس منا من لم يرحم صغيرنا » : قال
    .[ ١٩٢٠ ، وقال: حسن صحيح. وهو في صحيح الجامع: ٥٤٤٤
    الحسن بن علي وعنده  قال: قبل الرسول  عن أبي هريرة
    الأقرع بن حابس التميمي جالسا. فقال الأقرع: إن لي عشرة من
    من لم » : ثم قال  الولد ما قبلت منهم واحدا، فنظر إليه الرسول
    .[ رواه مسلم: ٢٣١٨ ] « يرحم لا يرحم
    أيها الآباء رفقًا بالأبناء، ولطفًا م. فمن لهم – بعد الله –
    سواكم. أشعروهم بالرحمة والحنان.
    ٢٤ أثقل ما يوضع في الميزان
    وهذا الدين يدعو إلى الرحمة:
    ١- يدعوا إلى الرحمة بالحيوان، وانظر للأجر الكبير الذي ينال
    بينما كلب » : قال: قال الرسول  بتلك الرحمة عن أبي هريرة
    يطيف بركية كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل
    رواه البخاري: ٣٢٠٨ ، مسلم: ] « فترعت موقها فسقته فغفر لها به
    .[٦٣٨
    فانظر إلى هذا ألأجر: غفران ذنب الزنا، الذي هو من الكبائر
    بسبب ماذا: سقاية كلب. ولكنها الرحمة مفتاح الأجور والحسنات.
     ٢- وهذا الدين يدعو إلى الرحمة بالمصلين. عن أبي هريرة
    إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن في الناس » : قال: قال
    .[ رواه البخاري: ٦٦٢ ، مسلم: ٤٦٧ ] « الضعيف والسقيم وذا الحاجة
    ٣- وهذا الدين يدعو إلى الرحمة بالفقراء والضعفاء والأيتام
    أنا وكافل اليتيم » : قال: قال  والأرامل. عن سهل بن سعد
    رواه ] « في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئًا
    .[ البخاري: ٤٨٩٢
    الساعي على الأرملة » : قال: قال  وعن أبي هريرة
    « والمسكين كااهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار
    .[ [رواه البخاري: ١٢٤٤ ، مسلم: ٢٩٨٢
    وليبشر من عطف على المسلمين واليتيم برقة القلب ولينه. فعن
    قسوة قلبه، فقال  أن رجلاً شكا إلى رسول الله  أبي هريرة
    « إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم » :
    .[ [رواه أحمد: ٧٢٦٠ ، وهو في الصحيحة: ٥٨٤
    أثقل ما يوضع في الميزان ٢٥
    وما أحسن التحلي بالرحمة عند إنكار المنكرات.
    إن صاحبالمنكر يقود نفسه إلى المهالكولكنه لا يدرك ذلك؛ لأن لذة
    المعصية تنسيه العواقب. فما أجمل ذلكالناصح إذا جاء إليه وكله رحمة وشفقة
    الذي وصفه الله بقوله:  ينصحه لله يريد له الخير كما كان القدوة الأول
    .[ التوبة: ١٢٨ ]  حرِيص علَيكُم بِالْمؤمِنِين رءُوف رحِيم 
    نعم إن الداعية لا يريد بدعوته إلاَّ رضا الله وإيصال المنفعة
    للمدعو.
    فلماذا يمارس بعض الدعاة الشدة والقسوة في نصحهم
    وتوجيههم؟! صحيح أن بعض الناس قد يناسبه الشدة ولكن الأصل
    .« الرحمة » هو
    تنبيه!! الرحمة تقتضي الحزم لا الإهمال:
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى: إن الرحمة صفة تقتضي إيصال
    المنافع والمصالح إلى العبد وإن كرهتها نفسه وشقت عليها، فهذه
    هي الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس من شق عليك في إيصال
    مصالحك ودفع المضار عنك فمن رحمة الأب بولده: أن يكرهه على
    التأدب بالعلم والعمل، ويشق عليه في ذلك بالضرب وغيره، ويمنعه
    شهواته التي تعود بضرره، ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقلة رحمته
    به.
    وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه ويريحه، فهذه رحمةٌ مقرونة بجهل،
    ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على
    العبد، فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته من
    رحمته به.
    ٢٦ أثقل ما يوضع في الميزان
    ولذلك أقول:
    ١- ليس من رحمة الأبناء عدم إيقاظهم للصلاة في شدة البرد.
    ٢- ليس من رحمة الأبناء طاعتهم في الإتيان بالمنكرات إلى
    البيت.
    ٣- ليس من الرحمة بالزوجة التساهل في الحجاب، وطاعتها في
    ذلك.
    ٤- ليس من الرحمة ترك إقامة الحدود على المستحقين لها من
    أصحاب الجرائم.
    أين نحن من خلق الصدق، الصدق مع الله في الأقوال
    والأعمال، والصدق مع الناس.
    أيها الأحبة:
    لماذا نكذب في البيع والشراء، ونكذب في التعامل مع الناس في
    الأعمال اليومية، لماذا نكذب على الأبناء، ألم نعلم بأن من علامات
    كما في صحيح البخاري]. ] « وإذا حدث كذب » النفاق
    ما كان خلق أبغض إلى الرسول » : تقول عائشة رضي الله عنها
    بالكذبة  من الكذب، ولقد كان الرجل يحدث عن الرسول 
    رواه ] « فما يزال الرسول في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة
    .[ الترمذي، وقال: حسن، وهو في صحيح الجامع: ٤٦٧٥
    لا يكذب الرجل إلا من مهانته
    أو عادة السوء أو قلة الأدب
    أخي: الصدق أفضل شيء أنت قائله
    لا شيء كالصدق لا فخر ولا حسب
    أثقل ما يوضع في الميزان ٢٧
    أين نحن من خلق التواضع، ألم نعلم بأن من تواضع لله رفعه،
    وأن التواضع خلق الأنبياء.
    تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة
    فإن رفيع القوم من يتواضع
    إِلا  ولماذا ذلك الاستكبار، ذلك الخلق الدنيء، خلق الشيطان
    .[ البقرة: ٣٤ ]  إِبلِيس أَبى واستكْبر
    لماذا تحتقر الناس، وتزدريهم وتترفع عليهم؟ لعل ذلكم الذي
     إِنَّ أَكْرمكُم عِند اللهِ أَتقَاكُم  تحتقره أفضل منك عند الله
    .[ [الحجرات: ١٣
    ألا أخبركم بأهل الجنة، قالوا: بلى، قال: كل » : قال
    ، رواه البخاري: ٤٥٣٧ ] « ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره
    .[ ومسلم: ٥٠٩٢
    نريد من ذلك المدير أن يتواضع مع من تحته من الموظفين، يجلس
    معهم، يشاورهم، يأكل معهم، يساعدهم فيما يحتاجون، كما كان
    يفعل ذلك.  القدوة
    نريد من ذلك المدرس أن يتواضع لطلابه، يبتسم لهم، يتحبب
    لهم، يزورهم، يجيب دعوم.
    نريد من ذلك الإمام أن يكون سهلاً مع جماعة المسجد،
    يتحدث معهم، يقف مع السائل، يرحم الضعيف منهم.
    نريد من ذلك الزوج أن يتواضع لزوجته، يجلس معها، ينظر لها
    بكل مودة وتقدير، يقوم ببعض أعمال البيت معها، يجلب السرور
    لها.
    ٢٨ أثقل ما يوضع في الميزان
    إن من جرب التواضع وجد أنه من أرفع الأخلاق، وأحسن
    الأعمال.
    أين نحن من خلق التعاون والمساعدة:
    إن من يسر على معسر؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن
    .[ المائدة: ٢ ]  وتعاونوا علَى الْبِر والتقْوى  أعان أخاه أعانه الله
    وكل سعي سيجزي الله ساعيه
    هيه ا ت ي ذهب سعي المحسنين هباء
    نريد التعاون في الأعمال الدعوية بين الدعاة وسائر الناس.
    نريد التعاون في المدرسة بين المدير والمدرسين فيما فيه صلاح
    الطلاب. نريد التعاون في الحي بين الإمام وبين جماعة المسجد في
    أمور الدعوة في الحي، وفي أمور الصدقات والأعمال الخيرية.
    نريد التعاون في إنكار المنكرات، فهذا يخبر عن المنكر، وهذا
    يساعد في تغييره، وهذا يراسل المسؤولين، وهذا يأتي بالبديل عن
    المنكر، وهكذا.
    أين نحن من خلق الصبر؟
    الصبر على الطاعة وعلى الأقدار، والصبر عن المعصية، ألا نعلم
    بأن الله مع الصابرين ويحب الصابرين، ولنعلم بأن الدنيا مليئة
    ومن يتصبر » بالابتلاءات والموفق من صبر وصابر ولازم التقوى
    .[ رواه البخاري: ١٣٧٦ ] « يصبره الله
    نريد من ذلك الداعية أن يصبر على تلك الكلمة القاسية. وأن
    يصبر على تأخر استجابة الناس له.
    أثقل ما يوضع في الميزان ٢٩
    نريده أن يتربى على الاقتداء بالأنبياء الذين ذاقوا أنواعا من
    الأذى في سبيل تبليغ هذه الدعوة.
    الصبر وما أدراك ما الصبر ؟
    نحتاج إلى الصبر على ظهور الباطل وظهور أهله، وغياب كلمة
    الحق في كثير من البلاد والأماكن..
    الصبر زادك أيها المسلم على هذا الطريق.. فاصبر على
    المصائب.. وجاهد نفسك في الصبر عن الشهوات.. صحيح أن
    ولَئِن صبرتم  . الشهوات في انتشار وازدياد، ولكن الصبر الصبر
    .[ النحل: ١٢٦ ]  لَهو خير لِل  صابِرِين
    أين نحن من خلق الاستجابة لأمر الله ورسوله، ولماذا نتردد في
    يا أَيها الَّذِين آمنوا  : الانقياد لأوامر الشرع أليس الله يقول
    .[ الأنفال: ٢٤ ]  استجِيبوا للهِ ولِلرسولِ إِذَا دعاكُم لِما يحيِيكُم
    ووالله لو جاءنا الأمر من بعض الناس لما ترددنا لحظة واحدة.
    إننا نستجيب للأنظمة والقرارات، وهذا لا شك فيه ضرورة
    وفائدة، ولكن لماذا إذا قيل لنا في بعض الأعمال (هذا حرام)،
    خالفناه وعارضناه، وارتكبناه عمدا، بل ونجاهر رب العالمين بفعلنا
    له.
    إن ذلك دليلٌ على ضعف الاستجابة لأوامر الله، والله يقول:
    فَلْيحذَرِ الَّذِين يخالِفُونَ عن أَمرِهِ أَنْ تصِيبهم فِتنةٌ أَو يصِيبهم 
    .[ النور: ٦٣ ]  عذَاب أَلِيم
    أين نحن من خلق الاحتساب، وطلب الأجر من الله وحده.
    ولماذا لا نقدم على عمل إلا إذا كانت هناك مكافأة مالية أو
    ٣٠ أثقل ما يوضع في الميزان
    نحوها. حتى بعض الأعمال الخيرية تفاجأ وإذا بذاك العامل يسألك
    (المال) عجبا لحالنا. ألهذه الحال وصل بنا الحب للدنيا؟!
    أين الذي يعمل ؟« الفردوس الأعلى » أين من يعمل ويتذكر
    .[ الشعراء: ١٢٧ ]  وما أَسأَلُكُم علَيهِ مِن َأجرٍ  : ولسان حاله
    قال عمر: أيها الناس، احتسبوا أعمالكم، فإن من احتسب
    عمله، كتب له عمله، وأجر حسبته.
    أين نحن من خلق الإصلاح؟
    إن الإصلاح خلق كبير يشمل الإصلاح في اتمع بنشر الخير
    والعلم والدعوة فيه، ويشمل إصلاح ذات البيت بين المتنازعين.
     إِنا لا نضِيع أَجر الْمصلِحِين  : ويكفينا قول الله تعالى
    .[ [الأعراف: ١٧٠
    إننا نرى الزهد في قضية إصلاح اتمع على كافة المستويات،
    وعلى العكس نرى طائفة من الناس تقلدوا وظيفة الإفساد،
    إِنْ تكُونوا  والعجب من بذلهم وتضحيتهم في سبيل الإفساد
     تأْلَمونَ فَإِنهم يأْلَمونَ كَما تأْلَمونَ وترجونَ مِن اللهِ ما لا يرجونَ
    .[ [النساء: ١٠٤
    أخي المؤمن: يجب أن نستيقظ ونترع ثوب الكسل ونشارك في
    ولنجاهد أنفسنا على إصلاح ذات البين؛ لأن التفرق « الإصلاح »
    آل ]  واعتصِموا بِ  حبلِ اللهِ جمِيعا ولا تفَرقُوا  من أعمال الشيطان
    .[ عمران: ١٠٣
    والإصلاح بين الناس يجلب المودة ويزيل الشحناء ويغرس الحب
    في النفوس.
    أثقل ما يوضع في الميزان ٣١
    أين نحن من خلق العفو والصفح؟
    إن الذي يخالط الناس لابد وأن يصيبه منهم أذى شاء أم أبى،
    ويختلف ذلك الأذى فقد يكون باللسان أو بغير ذلك.
    وقد يكون الأذى في دينه أو دنياه أو نفسه أو عرضه أو غير
    ذلك، وهذا شيء لا يسلم منه أحد.
    ولكن أين الذين يعفون عمن أساء إليهم؟
    وأين الذين يغفرون لمن أخطأ عليهم؟
    وأين الذين يتجاوزون عن المذنب في حقهم؟
    .« العفو » إنه الخُلُق النبوي الكبير
    فَاعف عنهم  به  ذلك الخلق الذي أمر الله تعالى نبيه
    .[ آل عمران: ١٥٩ ]  واستغفِر لَهم
    ذلك الخلق الذي أخبر الله بأنه من صفات المستحقين للجنة
    .[ آل عمران: ١٣٤ ]  والْعافِين عنِ الناسِ 
    قال الحسن: أفضل أخلاق المؤمن العفو.
    إننا بحاجة إلى تلك الصفة الرائدة.
    نحتاج إلى العفو عن الجاهل إذا أساء، ويجب أن لا ننتصر
    لأنفسنا ونطالب بالانتقام، فما ذلك من أخلاق الأنبياء.
    وعليه برد  كنت أمشي مع رسول الله » : قال  عن أنس
    نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، نظرت
    وقد أثرت ا حاشية الرداء من شدة ، إلى صفحة عنق رسول الله
    جبذته ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه
    .[ رواه البخاري: ٢٩١٠ ، مسلم: ٨٤٣ ] « فضحك، ثم أمر له بعطاء
    ٣٢ أثقل ما يوضع في الميزان
    ما أروع هذه الأخلاق!! وما أعلى تلك النفوس.
    إنه الإيمان إذا تغلغل في النفوس.
    في  وهذا عبد الله بن عمرو بن العاص يخبر عن صفة الرسول
    ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ...» : التوراة فيقول
    رواه البخاري: ] « ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر
    .[٢١٢٥
    يعفو عن إخوته بعدما أساؤوا إليه  وهذا نبي الله يوسف
    لا تثْرِيب علَيكُم الْيوم يغفِ  ر اللهُ َلكُم  : وكادوا يقتلونه ويقول
    .[ يوسف: ٩٢ ]  وهو أَرحم الراحِمِين
    يحكي نبيا من  كأني أنظر إلى النبي » : قال  وعن ابن مسعود
    الأنبياء ضربه قوم فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: رب اغفر
    .[ رواه البخاري: ٦٩٢٩ ، ومسلم ١٧٩٢ ] « لقومي فإم لا يعلمون
    إن خلق العفو دليل على سلامة قلب صاحبه؛ لأنه لا يطلب
    وما زاد الله » : لنفسه شيًئا وهو من أسباب العزة للمؤمنين، قال
    .[ رواه مسلم: ٢٥٨٨ ] « عبدا بعفو إلا عزا
    وفي الصفح والعفو والحلم من الحلاوة » : قال ابن القيم
    والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيتها
    مدارج السالكين: ] « بالانتقام، ما ليس شيء في المقابلة والانتقام
    .[٣٣٢/٢
    ولَمن صبر وغَفَر إِنَّ ذَلِك لَمِن  . والعفو من معالي الأخلاق
    .[ الشورى: ٤٣ ]  عزمِ الأُمورِ
    أثقل ما يوضع في الميزان ٣٣
    وليبشر صاحب العفو، بعفو الله له جزاء وفاقًا، وهل جزاء
    كان » : قال: قال  الإحسان إلا الإحسان؟! فعن أبي هريرة
    تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل
    رواه البخاري: ٢٠٧٨٩ ، مسلم: ] « الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه
    .[١٥٦٢
    إن هناك درجة أعلى من العفو، وهي مقابلة السيئة بالحسنة.
    « أولي الألباب » وقد ذكر الله تعالى هذه الصفة عندما أثنى على
    الرعد: ٢٢ ]، وهذه صفة ]  ويدرءُونَ بِالْ  حسنةِ ال  سيئَةَ  : فقال تعالى
    . نبينا
    أخي الحبيب:
    فمنها: « العفو » إن هناك أسبابا تدعو إلى التخلق بخلق
    ١- التأمل في فضائل العفو وأنه خلق يحب الله أهله.
    ٢- العلم بأن هذا هو هدي الأنبياء، والمؤمن ينبغي أن يسير
    على هديهم.
    ٣- القراءة في سير السلف وتأمل أخبارهم وإليك بعضها:
    * شتم رجل عدي بن حاتم وهو ساكت، فلما فرغ من مقالته
    قال: إن كان بقي عندك شيء فقل قبل أن يأتي شباب الحي فإم
    إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا.
    * أساء رجلٌ لأبي الدرداء بكلام، فقال أبو الدرداء: يا هذا لا
    تغرقن في سبنا، ودع للصلح موضعا، فإنا لا نكافئ من عصى الله
    فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
    * تكلم أحد الناس على الإمام الشعبي، فقال الإمام: إن كنت
    ٣٤ أثقل ما يوضع في الميزان
    صادقًا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك.
    * كان لعبد الله بن عون جمل فضربه غلامه، فذهب بعينه فلما
    رآه قد رعب قال: اذهب فأنت حر لوجه الله عز وجل.
    ٤- أن يتأمل المؤمن في فضائل كظم الغيظ وإليك بعضها:
    ومن كظم غيظًا ولو ..» : قال: قال  * عن ابن عمر
    رواه الطبراني في ] « شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة
    .[٦٠٩-٦٠٨/ ٤٥٣ ، وصححه الألباني في الصحيحة: ٢ / الكبير: ٢٣
    من كظم غيظًا » : وعن معاذ بن أنس عن أبيه قال: قال
    وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق
    رواه الترمذي، ٢٠٢١ ، وأبو داود: ] « حتى يخيره من الحور ما شاء
    .[( ٤٧٧٧ ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( ٦٥١٨
    أحب مكارم الأخلاق جهدي
    وأكره أن أعيب وأن أعابا
    وأص فح عن سباب الناس حلما
    وشر الناس من يهوى السبابا
    ومن هاب الرجال يبوه
    ومن حقر الرجال فلن يهابا
    .« قبول الاعتذار » ومن الأخلاق المتعلقة بخلق العفو
    فما أحسن المؤمن إذا جاءه من أخطأ عليه معتذرا، فما يكون
    منه إلا قبول الاعتذار والصفح كما حصل وكان.
    إا أخلاق الأكارم الذين ما سكن الحقد والبغضاء في قلوم،
    بل إن قلوم قد ملئت محبة لله تلك هي قلوب المؤمنين الصادقين.
    أثقل ما يوضع في الميزان ٣٥
    وعلى هذا المبدأ تربى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فهذا أبو
     ذر يسيء على بلال ويقول له: يا ابن السوداء، فغضب الرسول
    : لذلك، وأمر أبا ذر بالحضور، فلما قدم أبو ذر، قال له الرسول
    أعيرته بأمه، إنك امرؤ فيك جاهلية، فقال: أعلى كبر مني، قال »
    .[ رواه البخاري: ٢٩ ، مسلم: ٣١٣٩ ] .« نعم
    فما كان من أبي ذر إلاَّ أن وضع خده على التراب وقال لبلال:
    لا أرفعه حتى تضع قدمك عليه، فأبى بلال ذلك إكراما له، وقال:
    بل أعفو، فقاما وتعانقا وهما يبكيان. الله أكبر ما أروع تلك القلوب
    الطاهرة.
    فأبو ذر أدرك الخطأ وأراد العفو.
    وبلال قبل العذر لوجه الله.
    لذلك الجيل الرائع.  إا تربية الرسول
    فأين نحن من هذه الأخلاق؟
    يأتي الزوج معتذرا إلى زوجته فتأبى.
    وتأتي الزوجة معتذرة إلى زوجها فيأبي.
    وذلك الموظف يعتذر إلى صاحبه في العمل فيأبى.
    والابن يعتذر لوالده فيأبى.
    فلماذا ذلك الرفض؟
    لو أنك أنت المعتذر لأحببت أن يقبل أخوك عذرك.
    إذًا فلماذا لا تقبل عذره؟
    لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب » : ألم يقل
    .[ رواه البخاري: ١٢ ، مسلم: ٦٤ ] « لنفسه
    ٣٦ أثقل ما يوضع في الميزان
    إن قبول الاعتذار من روائع الأخلاق، فلنجاهد أنفسنا على
    ذلك.
    اقبل معاذير من يأتيك معتذرا
    إن بر عندك فيم ا قال أو فجرا
    فقد أطاعك من أرض اك ظاهره
    وقد أجلك من يعصيك مستترا
    وقد كان السلف يعتبرون من دلائل الأخوة قبول العذر.
    قال الشافعي: من علامات الصادق في أخوة أخيه أن يقبل
    علله، ويسد خلله، ويغفر زلله.
    :« مجاهدة النفس » أين نحن من خلق
    إن نفوسنا تحتاج إلى الجهاد، وااهدة والمرابطة.
    لماذا؟
    لأن النفس إن تركت وأهملت قادت صاحبها للمهالك قال
    .[ يوسف: ٥٣ ]  إِنَّ النفْس لأَمارةٌ بِالسوءِ إِلا ما رحِم ربي  : تعالى
    في وصيته لعمر حين استخلفه: إن أول ما  قال أبو بكر
    أحذرك نفسك التي بين جنبيك.
    وقال الغزالي: إن النفس عدو منازع، يجب علينا مجاهدا.
    أخي الحبيب:
    إن طريق الجنة محفوف بالمكاره والمتاعب، ولابد من مجاهدة
    النفس على تحمل تلك المكاره.
    نحتاج إلى مجاهدة النفس عند القيام لصلاة الفجر؛ لأن النفس
    تريد لذة النوم، ومنادي الله يدعوك إلى الصلاة. فأيهما تقدم؟
    أثقل ما يوضع في الميزان ٣٧
    نحتاج إلى مجاهدة النفس عند إرادا للمعصية، فلابد أن ننهاها
    وأَما من  : عن ذلك ونجاهدها لكي تبتعد عن المخالفة. قال تعالى
    خاف مقَام ربهِ ونهى النفْس عنِ الْهوى * فَإِنَّ الْجنةَ هِي
    .[ النازعات: ٤١ ،٤٠ ]  الْمأْوى
    نحتاج إلى مجاهدة النفس في قهرها على المسارعة إلى الخيرات؛
    لأن النفس تريد الكسل فإن أطعناها فرطنا في كثير من أبواب
    الطاعات. إذًا لابد من ااهدة.
    وهكذا صور كثيرة من صور ااهدة التي نحن بحاجة إليها،
    ومتى غفلنا عن ذلك أصابنا ضعف الإيمان.
    ذهب به الفكر إلى « الجهاد » : إن كثيرا من الناس إذا سمع لفظ
    أولاً. « جهاد النفس » قتال الأعداء، وما علم أن الجهاد الحقيقي هو
    ااهد من جاهد » : قال: قال  عن فضالة بن عبيد
    رواه أحمد: ٢٢٨٣٣ ، وابن ماجه: ٣٩٢٤ ، وهو في ] « نفسه في طاعة الله
    .[ صحيح الترغيب: ١٢١٨
    قال العلماء: أصل مجاهدة النفس فطمها عن المألوفات، وحملها
    على غير هواها، وللنفس صفتان: اماك في الشهوات، وامتناع من
    الطاعات، فااهدة تقع بحسب ذلك.
    وقال ابن رجب – رحمه الله -:
    وهذه الجهاد يحتاج أيضا إلى صبر، فمن صبر على مجاهدة »
    نفسه وهواه وشيطانه غلبهم، وحصل له النصر والظفر، وملك
    نفسه فصار ملكًا عزيزا، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك؛
    غلب وقهر وأسر وصار عبدا ذليلاً أسيرا في يد شيطانه
    ٣٨ أثقل ما يوضع في الميزان
    وهواه كما قيل:
    إذا المرء لم يغلب هواه أقامه
    بمترلة فيها العزيز ذليل
    إن مجاهدة النفس أعظم وسيلة لتزكيتها وفلاحها.
    وااهدة تدل على صدق صاحبها في طلب رضا الله.
    وااهدة تمنح العبد الهداية من ربه تبارك وتعالى قال تعالى:
    .[ العنكبوت: ٦٩ ]  والَّذِين جاهدوا فِينا َلنهدِين  هم سبلَنا 
    وااهدة تعلي قدر صاحبها عند الله جل في علاه.
    وأَما من  : وااهدة من أسباب دخول الجنان، قال تعالى
    خاف مقَام ربهِ ونهى النفْس عنِ الْهوى * فَإِنَّ الْجنةَ هِي
    .[ النازعات: ٤١ ،٤٠ ]  الْمأْوى
    :« التناصح والتواصي بالحق » أين نحن من
    إن المرء مهما بلغ مترلته في العلم والعبادة فإنه لن يدرك الأخطاء التي
    يقع فيها، لذلك لا بد لكل امرئ من أن يكون له أخ ناصح شفيق،
    ينصحه ويذكره بعيوبه وأخطائه مع مراعاة آداب النصيحة.
    كل بني آدم خطاء وخير الخطائين » إننا بشر نذنب ونخطئ
    .« التوابون
    فإذا فقد الواحد منا نصيحة صادقة من محب له، فمتى سيعرف
    المرء عيوبه؟!
    اكتشاف » لقد ذكر العلماء أن من وسائل إصلاح النفس
    ثم البدء بإصلاحها؛ لأن أول مراحل العلاج: اكتشاف .« العيوب
    المرض.
    أثقل ما يوضع في الميزان ٣٩
    والمرء بطبعه ينسى عيوبه، وقد يفعل السييئ ويرى أنه صواب،
    فلذلك وجب علينا جميعا أن نتناصح « خطأ » ولكن في الحقيقة هو
    فيما بيننا، وأن نتربى على عدم السكوت على الأخطاء.
    وإن من الغريب حقا: أنه لو قدر أن حشرة صغيرة قد دخلت
    في ثوبك لرأيت أن الناس كلهم يخبرونك ويحذرونك من ذلك، ولن
    يتأخروا في ذلك مهما كانت الظروف.
    ولكنك ترى الواحد يذنب ويعصي ويجاهر بالمنكرات ولا ترى
    له ناصحا ولا محذرا. فلماذا؟
    إن السكوت عن النصيحة ليس من تعاليم الإسلام.
    على إقامة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 7:41 pm