منتديات أنا مسلمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أنا مسلمة لكل المسلمين والمسلمات


    من عجائب الاستغفار

    amal
    amal
    مدير عام
    مدير عام


    عدد المساهمات : 584
    نقاط : 3152
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009
    العمر : 44
    الموقع : https://tita.yoo7.com

    من عجائب الاستغفار  Empty من عجائب الاستغفار

    مُساهمة  amal الثلاثاء يونيو 29, 2010 2:10 pm

    من عجائب الاستغفار ٥
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المقدمة
    الحمد لله الغفور التواب، وعد المستغفرين بجزيل الثواب،
    وجعله أمانًا من العذاب، والصلاة والسلام على النبي المختار، أمر
    بالاستغفار، وبشر من لزمه بإزالة الأكدار، وصلى الله عليه وعلى
    أصحابه الأخيار، وآله الأبرار، وأزواجه الأطهار، ومن تبعهم
    بإحسان في هذه الدار، وسَلِّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
    فقد مدح الله تعالى المستغفرين - خاصة في السحر – وجعل
    لهم حميدَ الأََثر، وحسبك بفعل سيد البشر؛ فقد كان يستغفر في
    اليوم مائة مرة، فلله ما أبره، اقتدى به من بعده الصالحون، وسار
    على ﻧﻬجه المتبعون، فلزموا الاستغفار، وغيره من الأذكار، في العشي
    والإبكار؛ زيادًة في الإيمان، وطمعًا في الأمان، فزالت كثير من
    همومهم، وكشفت غالب غمومهم، وما كانوا في ضيق إلا يسر الله
    تعالى لهم فرجًا، ولا في كرب إلا جعل لهم منه مخرجًا.
    وفي المداومة على ذلك تأثير عجيب – بإذن الله تعالى – في
    دفع الكروب، ومحو الذنوب، ونيل المطلوب، وإخراج الغل من
    القلوب، وتفريج الهموم، وإزالة الغموم، وشفاء الأسقام، وذهاب
    الآلام، وحلول البركة، والقناعة بالرزق، والعاقبة الحميدة، وصلاح
    النفس، والأهل، والذرية، وإنزال الغيث، وكثرة المال، والولد،
    وكسب الحسنات، وغير ذلك من الفوائد.
    وبين يديك عدد من الآيات والأحاديث والآثار التي تبين فضل
    الاستغفار، وفوائده، وحاجة المسلم له، وتقرأ في آخر الكتاب
    من عجائب الاستغفار ٦
    قصصًا لمن داوم على الاستغفار فأعقبه ذلك خيرًا؛ لتكون حافزًا
    للمداومة عليه، وفي الآيات والأحاديث كفاية.
    ولتعلم أن قلة القصص في هذا الكتاب – بالنسبة للكتب
    في جزئيه، « من عجائب الدعاء » السابقة في هذا اﻟﻤﺠال ككتاب
    ناتج عن ارتباط هذه الأمور ببعض؛ فقد « من عجائب الصدقة » و
    يتصدق المرء ويدعو ويستغفر ثم يأتيه الفرج؛ فتم ذكر القصص
    هناك لسبق التأليف.
    ومن ناحية أخرى فقد تتكرر نف س المواقف لعدد من
    الأشخاص ويكون نتاجها واحد؛ فكان من الأنسب الاكتفاء
    بالبعض عن الكل، وإن اختلفت بعض فصول القصة.
    أسأل الله تعالى حسن العمل، والنية الصادقة، والعفو والعافية،
    والإخلاص في القول والعمل، اللهم أعذنا من مضلات الفتن ما
    ظهر منها وما بطن، وأدم على بلادنا الأمن والاستقرار وسائر بلاد
    المسلمين، ووفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى يا كريم.
    وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    خالد بن سليمان بن علي الربعي
    المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالشقة
    ( بريدة ص ب ( ٢٥٠٧٦ ) الرمز البريدي ( ٥١٣٢١
    هاتف ٠٦٣٨٧٠٠٠٦ فاكس تحويله ١٤
    E-mail: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    من عجائب الاستغفار ٧
    أو ً لا: الآيات
    ١- قال الله تعالى: {َفاصِْبرْ ِإنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِ َ ذنِْبكَ
    .[ وَسَبِّحْ ِبحَمْدِ رَبِّكَ ِبالْعَشِيِّ وَاْلِإبْ َ كا ِ ر} [غافر: ٥٥
    ٢- وقال تعالى: {فَاعَْلمْ َأنَّهُ َلا ِإَلهَ ِإلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِ َ ذنِْبكَ
    .[ وَلِلْمُؤْمِِنينَ وَاْلمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعَْلمُ مُتََقلَّبَكُمْ وَمَثْوَا ُ كمْ} [محمد: ١٩
    ٣ - وقال تعالى: {ُق ْ ل َأؤُنَبِّئُكُمْ ِبخَيْ ٍ ر مِنْ َ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتََّقوْا عِنْدَ
    رَبِِّ همْ جَنَّاتٌ تَجْ ِ ري مِنْ تَحْتِهَا اْلَأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وََأزْوَاجٌ مُ َ طهَّرَةٌ
    وَرِضوَْانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ ِبالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُوُلو َ ن رَبَّنَا ِإنَّنَا آَمَنَّا َفا ْ غفِرْ
    َلنَا ُ ذنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّاِ ر * الصَّاِبرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَاِنتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ
    .[١٧- وَاْلمُسْتَغْفِ ِ رينَ ِباْلَأسْحَاِ ر} [آل عمران: ١٥
    ٤- وقال تعالى: {وَالَّذِينَ ِإ َ ذا َفعَلُوا فَاحِشًَة َأوْ َ ظَلمُوا َأنْفُسَهُمْ
    َ ذ َ كرُوا اللَّهَ فَاسْتَغَْفرُوا لِ ُ ذنُوِب ِ همْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ ِإلَّا اللَّهُ وََلمْ يُصِرُّوا
    .[ عََلى مَا َفعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُو َ ن} [آل عمران: ١٣٥
    ٥- وقال تعالى: {قَا َ ل يَا َقوِْم لِمَ تَسْتَعْجُِلو َ ن ِبالسَّيَِّئةِ قَبْ َ ل
    .[ الْحَسَنَةِ َلوَْلا تَسْتَغْفِرُو َ ن اللَّهَ َلعَلَّكُمْ تُرْحَمُو َ ن} [النمل: ٤٦
    ٦- وقال تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ُثمَّ ُفصَِّلتْ مِنْ
    َلدُ ْ ن حَكِي ٍ م خَِب ٍ ير * َألَّا تَعْبُدُوا ِإلَّا اللَّهَ ِإنَِّني َل ُ كمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ * وََأنِ
    اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ُثمَّ تُوبُوا ِإَليْهِ يُمَتِّعْ ُ كمْ مَتَاعًا حَسَنًا ِإَلى َأجَ ٍ ل مُسَمى
    وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي َفضْ ٍ ل َفضَْلهُ وَِإنْ تَوَلَّوْا َفِإنِّي َأخَافُ عََليْ ُ كمْ عَذَابَ يَوٍْم
    .[٣- َ كِب ٍ ير} [هود: ١
    من عجائب الاستغفار ٨
    ٧- وقال تعالى: {وَِإَلى عَادٍ َأخَاهُمْ هُودًا قَا َ ل يَا َقوِْم اعْبُدُوا
    اللَّهَ مَا َل ُ كمْ مِنْ ِإَلهٍ َ غيْرُهُ ِإ ْ ن َأنْتُمْ ِإلَّا مُفْتَرُو َ ن * يَا َقوِْم َلا َأسَْألُكُمْ عََليْهِ
    َأجْرًا ِإ ْ ن َأجْ ِ ريَ ِإلَّا عََلى الَّذِي َف َ طرَِني َأَفَلا تَعْقُِلو َ ن * وَيَا َقوِْم اسْتَغْفِرُوا
    رَبَّ ُ كمْ ُثمَّ تُوبُوا ِإَليْهِ يُرْسِ ِ ل السَّمَاءَ عََليْ ُ كمْ مِدْرَارًا وَيَ ِ زدْكُمْ قُوًَّة ِإَلى
    .[٥٢- قُوَّتِكُمْ وََلا تَتَوَلَّوْا مُجْ ِ رمِينَ} [هود: ٥٠
    ٨- وقال تعالى: {َفقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ِإنَّهُ َ كا َ ن َ غفَّارًا *
    يُرْسِ ِ ل السَّمَاءَ عََليْ ُ كمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْ ُ كمْ ِبأَمْوَا ٍ ل وَبَِنينَ وَيَجْعَلْ َل ُ كمْ
    .[١٢- جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ َل ُ كمْ َأنْهَارًا} [نوح: ١٠
    ٩- وقال تعالى: {ِإنَّا َأنْزَْلنَا ِإَليْكَ الْكِتَابَ ِبالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ
    النَّا ِ س ِبمَا َأرَاكَ اللَّهُ وََلا تَ ُ كنْ لِلْخَائِِنينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِ ِ ر اللَّهَ ِإنَّ اللَّهَ
    .[١٠٦ ، كَا َ ن َ غُفورًا رَحِيمًا} [النساء: ١٠٥
    ١٠ - وقال سبحانه: {وَمَنْ يَعْمَ ْ ل سُوءًا َأوْ يَ ْ ظلِمْ نَفْسَهُ ُثمَّ
    .[ يَسْتَغْفِ ِ ر اللَّهَ يَ ِ جدِ اللَّهَ َ غُفورًا رَحِيمًا} [النساء: ١١٠
    ١١ - وقال تعالى: {وَِإذْ َقاُلوا اللَّهُمَّ ِإ ْ ن كَا َ ن هَ َ ذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ
    عِنْدِكَ َفَأمْطِرْ عََليْنَا حِجَارًَة مِنَ السَّمَاءِ َأ ِ و اْئتِنَا ِبعَذَا ٍ ب َألِي ٍ م * وَمَا كَا َ ن
    اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وََأنْتَ فِي ِ همْ وَمَا كَا َ ن اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُو َ ن}
    .[٣٣ ، [الأنفال: ٣٢
    ١٢ - وقال تعالى: {ِإ َ ذا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَاْلَفتْحُ * وَرََأيْتَ النَّاسَ
    يَدْخُُلو َ ن فِي دِي ِ ن اللَّهِ َأفْوَاجًا * َفسَبِّحْ ِبحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ِإنَّهُ كَا َ ن
    تَوَّابًا} [النصر].
    من عجائب الاستغفار ٩
    ثانيًا: التفسير
    * عن مجاهد في قول الله عز وجل: {وََلمْ يُصِرُّوا عََلى مَا َفعَلُوا
    وَهُمْ يَعْلَمُو َ ن} [آل عمران: ١٣٥ ]، قال: لم يواقعوا. وقال آخرون:
    .( السكوت على الذنب وترك الاستغفار( ١ « الإصرار » معنى »
    قال: إنه كان قبل أمانان، قال تعالى :  * وعن أبي موسى
    {وَمَا كَا َ ن اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وََأنْتَ فِي ِ همْ وَمَا كَا َ ن اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ
    فقد مضى، وأما  يَسْتَغْفِرُو َ ن} [الأنفال: ٣٣ ] قال: أما النبي
    .( الاستغفار فهو دائر فيكم إلى يوم القيامة ( ٢
    * عن قتادة: في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ
    فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، قال: إن القوم
    لم يكونوا يستغفرون، ولو كانوا يستغفرون ما عذبوا، وكان
    بعض أهل العلم يقول: هما أمانان أنزلهما الله؛ فأما أحدهما
    فمضى؛ نبي الله، وأما الآخر فأبقاه الله رحمة بين أظهركم؛
    .( الاستغفار والتوبة( ٣
    * وفي قوله تعالى: {وَمَا كَا َ ن اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وََأنْتَ فِي ِ همْ وَمَا
    كَا َ ن اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُو َ ن}: قال ابن عباس: كان فيهم
    .( وبقي الاستغفار( ٤  والاستغفار، فذهب النبي ، أمانان: النبي
    .(٢٢٤/ ١) تفسير الطبري: ( ٧ )
    .(٥١٣/ ٢) تفسير الطبري: ( ١٣ )
    .(٥١٤/ ٣) تفسير الطبري: ( ١٣ )
    .(٤٨/ ٤) تفسير ابن كثير: ( ٤ )
    من عجائب الاستغفار ١٠
    * وعن الحسن في قوله تعالى: { َ كانُوا َقلِيلًا مِنَ اللَّيْ ِ ل مَا
    يَهْجَعُو َ ن} [الذاريات: ١٧ ]: قال: قيام الليل.
    * وعنه قال: مدُّوا في الصلاة ونشطوا، حتى كان الاستغفار
    .( بسحر ( ١
    ،[ * قال تعالى: {وَاْلمُسْتَغْفِ ِ رينَ ِباْلَأسْحَا ِ ر} [آل عمران : ١٧
    .( قال ابن كثير: دَلَّ على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار ( ٢
    * وفي قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِ َ ذنِْبكَ} [محمد : ١٩ ] ﺗﻬييج
    ؛[ للأمة على الاستغفار، {وَسَبِّحْ ِبحَمْدِ رَبِّكَ ِبالْعَشِيِّ} [غافر: ٥٥
    أي: في أواخر النهار وأوائل الليل، {وَاْلِإبْ َ كا ِ ر}، وهي أوائل
    .( النهار وأواخر الليل ( ٣
    * قال تعالى: {َف َ ذرِْني وَمَنْ يُ َ كذِّبُ ِبهَ َ ذا اْلحَدِيثِ سَنَسْتَدْ ِ رجُهُمْ
    مِنْ حَيْثُ َلا يَعَْلمُو َ ن} [القلم : ٤٤ ]؛ قال أبو روق : أي كلما
    .( أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة وأنسيناهم الاستغفار ( ٤
    [ * قال السعدي في قوله تعالى: {وََأنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ} [هود: ٣
    عن ما صدر منكم من الذنوب، {تُوبُوا ِإَليْ هِ} فيما تستقبلون من
    أعماركم بالرجوع إليه بالإنابة والرجوع عما يكرهه الله إلى ما
    يحبه ويرضاه، ثم ذكر ما يترتب على الاستغفار والتوبة فقال :
    .(٤٠٩/ ١) تفسير الطبري: ( ٢٢ )
    .(٢٣/ ٢) تفسير ابن كثير: ( ٢ )
    .(١٥١/ ٣) تفسير ابن كثير: ( ٧ )
    .(٢٥١/ ٤) تفسير القرطبي: ( ١٨ )
    من عجائب الاستغفار ١١
    {يُمَتِّعْ ُ كمْ مَتَاعًا حَسَنًا}؛ أي: يعطيكم من رزقه ما تتمتعون به
    وتنتفعون، {ِإَلى َأجَ ٍ ل مُسَمى }: أي: إلى وقتِ وََفاتِكم،
    {وَيُؤْتِ} منكم {كُلَّ ذِي َفضْ ٍ ل َفضَْلهُ}: أي: يعطي أهل
    الإحسان والِبرِّ مِنْ َفضْله وِبرِّه ما هو جزاء لإحساﻧﻬم؛ من حصول
    ما يحبون، ودفع ما يكرهون، {وَِإنْ تَوَلَّوْا} عن ما دعوتكم إليه،
    بل أعرضتم عنه، وربما كذبتم به {َفِإنِّي َأخَافُ عََليْ ُ كمْ عَذَابَ يَوٍْم
    كَِب ٍ ير}: وهو يوم القيامة الذي يجمع الله فيه الأَوَّلين والآخرين،
    .( فيجازيهم الله بأعمالهم؛ إن خيرًا فخير، وإن شرا فشر ( ١
    * * *
    .(٦٧٣/ ١) تفسير السعدي: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ١٢
    ثالًثا: الأحاديث
    والله » : يقول  قال: سمعت رسول الله  * عن أبي هريرة
    .(١)« إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
    قال: يا رسول الله، إني َذ ِ ربُ اللسان، وإنَّ  * وعن حذيفة
    فقال : «؟ أين أنت من الاستغفار » : عامََّة ذلك على أهلي. فقال
    .(٢)« إني لأستغفر في اليوم والليلة - أو في اليوم - مائة مرة »
    قال: كنت رج ً لا َذ ِ ربَ اللسان على أهلي  * وعن حذيفة
    فقلتُ: يا رسول الله قد خشيت أن يدخلني لساني النار . قال :
    .(٣)« فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم مائًة »
    يقول :  قال: سمعت النبي  * وعن عبد الله بن بسر
    .(٤)« طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا »
    وكانت له صحبة أن  * وعن أبي بردة عن الأَ َ غرِّ المزنيِّ
    إنه َليُغَا ُ ن على قلبي، وإني لأس تغفر الله في » : قال  رسول الله
    .(٥)« اليوم مائة مرة
    .(٣٦٥/ ١) صحيح البخاري: ( ١٩ )
    .(٣٤٢/ ٢) مسند أحمد: ( ٤٧ )
    .(٣٥١/ ٣) مسند أحمد: ( ٤٧ )
    ٤) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب )
    .(١٢٥/ والترهيب: ( ٢
    .(٢١٦/ ٥) صحيح مسلم: ( ١٣ )
    من عجائب الاستغفار ١٣
    أنه كان يدعو  عن النبي  * وعن ابن أبي موسى عن أبيه
    رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله » : ﺑﻬذا الدعاء
    وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي
    وهزلي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ،
    وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على
    .(١)« كل شيء قدير
    أنه كان يدعو:  عن النبي  * وعن أبي موسى الأشعري
    اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم »
    به مني، اللهم اغفر لي هَزْلي و ِ جدِّي وخطاياي وعمدي وكل
    .(٢)« ذلك عندي
    إذا انصرف من  قال: كان رسول الله  * وعن ثوبان
    اللهم أنت السلام ومنك السلام » : صلاته استغفر ثلاًثا وقال
    قال الوليد: فقلت للأوزاعي : .« تباركت يا ذا الجلال والإكرام
    .(٣)« أستغفر الله أستغفر الله » : كيف الاستغفار؟ قال: تقول
    يكثر  كان النبي » : * وعن عائشة رضي الله عنها أﻧﻬا قالت
    سبحانك اللهم ربنا وبحمدك » : أن يقول في ركوعه وسجوده
    .( يتأول القرآن( ٤ « اللهم اغفر لي
    .(٨/ ١) صحيح البخاري: ( ٢٠ )
    .(٩/ ٢) صحيح البخاري: ( ٢٠ )
    .(٢٥٤/ ٣) صحيح مسلم: ( ٣ )
    .(٣٠٨/ ٤) صحيح البخاري: ( ٣ )
    من عجائب الاستغفار ١٤
    سيد الاستغفار أن » : عن النبي  * وعن شداد بن أوس
    تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على
    عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء
    لك بنعمتك عَلَيَّ وأبوء َلكَ بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب
    إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنًا ﺑﻬا فمات من يومه قبل
    أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن ﺑﻬا
    .(١)« فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة
    : * وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله
    من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم »
    .(٢)« فرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب
    * وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما إن كنا لنَعُدُّ لرسول
    رب اغفر لي وتب علي إنك أنت » : في اﻟﻤﺠلس يقول  الله
    .( مائة مرة( ٣ « التواب الغفور
    وأتي بدابَّةٍ ليركبها؛  * عن علي بن ربيعة قال: شهدت عليًا
    فلما وضع رجَله في الرِّكا ِ ب قال: بسم الله. فلمَّا اسْتَوَى على
    ظهرها قال: الحمد لله. ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا
    له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم قال: الحمد لله. ثلاث مرات، ثم
    قال: الله أكبر. ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي
    .(٣٦٣/ ١) صحيح البخاري: ( ١٩ )
    .(٣١٤/ ٢) سنن أبي داود: ( ٤ )
    .(٣٢/ ٣) مسند أحمد: ( ١٠ )
    من عجائب الاستغفار ١٥
    فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ثم ضحك، فقيل: يا أمير
    فعل كما  المؤمنين، من أي شيء ضحكت؟ قال: رأيت النبي
    فعلت ثم ضحك. فقلت: يا رسول الله من أي شيء ضحكت؟
    إن ربك يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم أنه » : قال
    .(١)« لا يغفر الذنوب غيري
    يقول :  قال: سمعت رسول الله  * وعن أنس بن مالك
    قال الله - تبارك وتعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني »
    غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت
    ذنوبُك عنا َ ن السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن
    آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي
    قال أبو عيسى: هذا حديث حسن .« شيًئا لأتيتُك بقراﺑﻬا مغفرة
    .( غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ( ٢
    إذا  قال: كان رسول الله  * وعن أبي برزة الأسلمي
    سبحانك » : جلس مجلسًا يقول بآخره إذا أراد أن يقوم من اﻟﻤﺠلس
    .« اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
    فقال رجل: يا رسول الله، إنك لتقول قو ً لا ما كنت تقوله فيما
    .(٣)« كفارة لما يكون في اﻟﻤﺠلس » : مضى. فقال
    .(١٧٤/ ١) سنن أبي داود: ( ٧ )
    .(٤٠/ ٢) صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي: ( ٨ )
    .(١٠١/ ٣) رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: ( ٢ )
    من عجائب الاستغفار ١٦
    عَلِّمْني : أنه قال لرسول الله  * وعن أبي بكر الصديق
    قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا » : دعاء أدعو به في صلاتي. قال
    كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك
    .(١)« وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم
    قال: سمعت أبي  * وعن بلال بن يسار بن زيد مولى النبي
    من قال: أستغفر » : يقول  يحدثنيه عن جدي أنه سمع رسول الله
    الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان
    .(٢)« قد فَرَّ من الزحف
    إذا خرجتم فاحمدوا » : أنه قال في الاستسقاء  * وعن علي
    واستغفروا؛ فإن  الله، وأثنوا عليه بما هو أهله، وصلوا على النبي
    حول  إن النبي » : قال: وقال علي .« الاستسقاء الاستغفار
    .(٣)« رداءه وهو قائم حين أراد أن يدعو
    إن الله » : يقول  قال: سمعت رسول الله  * وعن أبي بكر
    قد وهب لكم ذنوبكم عند الاستغفار، من استغفر الله بنية
    .(٤)« صادقة، ومن قال: لا إله إلا الله. رَجَحَ ميزانُه
     قال: سمعت رسول الله  * وعن أبي سعيد الخدري
    إن إبليس قال لربه عز وجل: وعزتك وجلالك لا أبرح » : يقول
    .(٣٣٣/ ١) صحيح البخاري: ( ٣ )
    .(١٧/ ٢) صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود: ( ٤ )
    .(٨٨/ ٣) مصنف عبد الرزاق: ( ٣ )
    .(٢٠١/ ٤) الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ١٧
    أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال له ربه عز وجل :
    .(١)« فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني
    إذا مضى » : قال: قال رسول الله  * وعن أبي هريرة
    شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا
    فيقول: هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من
    .(٢)« مستغفر يغفر له. حتى ينفجر الصبح
    القنطار اثنا » : قال: قال رسول الله  * وعن أبي هريرة
    وقال .« عشر ألف أوقية كل أوقية خير مما بين السماء والأرض
    إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا » : رسول الله
    .(٣)« فيقال باستغفار ولدك لك
    يستسقي  * وعن الشعبي قال: خرج عمر بن الخطاب
    بالناس، فما زاد على الاستغفار حتى رجع فقالوا: يا أمير المؤمنين،
    ما رأيناك استسقيت. قال: لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي
    تستنزل ﺑﻬا المطر: {َفقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ِإنَّهُ كَا َ ن َ غفَّارًا * يُرْسِ ِ ل
    السَّمَاءَ عََليْ ُ كمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْ ُ كمْ ِبأَمْوَا ٍ ل وَبَِنينَ وَيَجْعَلْ َل ُ كمْ جَنَّاتٍ
    ١٢ ]. {وَيَا َقوِْم اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ - وَيَجْعَلْ َل ُ كمْ َأنْهَارًا} [نوح : ١٠
    ُثمَّ تُوبُوا ِإَليْهِ يُرْسِ ِ ل السَّمَاءَ عََليْ ُ كمْ مِدْرَارًا وَيَ ِ زدْكُمْ قُوًَّة ِإَلى قُوَّتِكُمْ}
    .(٤) [ [هود: ٥٢
    .(٤٨٥/ ١) مسند أحمد: ( ٢٢ )
    .(١٤٠/ ٢) صحيح مسلم: ( ٤ )
    .(٥١/ ٣) سنن ابن ماجه: ( ١١ )
    .(٨٧/ ٤) مصنف عبد الرزاق: ( ٣ )
    من عجائب الاستغفار ١٨
    والذي » : قال: قال رسول الله  * وعن أبي هريرة
    نفسي بيده لو لم تُ ْ ذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون
    .(١)« فيستغفرون الله فيغفر لهم
    قال: كنت رج ً لا إذا سمعت من رسول الله  * وعن علي
    حديًثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني أحد من 
    أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته، وقال: وحدثني أبو بكر
    ما من » : يقول  وصدق أبو بكر أنه قال: سمعت رسول الله 
    عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم
    ثم قرأ هذه الآية: {وَالَّذِينَ ِإ َ ذا َفعَُلوا .« يستغفر الله إلا غفر له
    ٢) إلى آخر الآية. )«[ فَاحِشًَة َأوْ َ ظَلمُوا َأنْفُسَهُمْ} [آل عمران: ١٣٥
    إذا أذنب العبد » : * وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله
    نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب صقل منها، فإن عاد زادت
    حتى تعظم في قلبه؛ فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل { َ كلَّا
    .«[ بَ ْ ل رَا َ ن عََلى ُقُلوِب ِ همْ} [المطففين: ١٤
    [هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين، وقد احتج مسلم بأحاديث
    .( القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح]( ٣
    ما من حافظتين » : قال: قال رسول الله  * وعن أنس
    يرفعان إلى الله في يوم فيرى تبارك وتعالى في أول الصحيفة وفي
    .(٣٠١/ ١) صحيح مسلم: ( ١٣ )
    .(١٢٥/ ٢) صحيح الترغيب والترهيب: ( ٢ )
    .(٩/ ٣) المستدرك على الصحيحين للحاكم: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ١٩
    آخرها استغفارًا إلا قال - تبارك وتعالى: قد غفرت لعبدي ما بين
    رواه البزار، وفيه تمام بن نجيح وثقه وغيره وضعفه ] .« َ طرََف ِ ي الصحيفة
    .( البخاري وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح]( ١
    إن عبدا » : قال  قال: سمعت النبي  * عن أبي هريرة
    أصاب ذنبا – وربما قال: أذنب ذنبا – فقال : رب أذنبت –
    وربما قال: أصبت – فاغفر لي. فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا
    يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله ثم
    أصاب ذنبًا – أو أذنب ذنبًا – فقال: رب أذنبت – أو أصبت
    آخر – فاغفره، فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ
    به، غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبًا – وربما
    قال: أصاب ذنبًا – قال: قال: رب أصبت – أو قال: أذنبت
    آخر – فاغفره لي. فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب
    .(٢)« ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثلاًثا فليعمل ما شاء
    من أحب أن تسره » : قال  أن رسول الله  * وعن الزبير
    ٣). رواه البيهقي بإسناد لا بأس به. )« صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار
    ألا أدلكم » : قال: قال رسول الله  * عن أنس بن مالك
    على دائكم ودوائكم، ألا إن داءكم الذنوب، ودواءكم
    .(٤)« الاستغفار
    .(٤٤٧/ ١) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: ( ٤ )
    .(٢٦/ ٢) صحيح البخاري: ( ٢٣ )
    ١٢٥ )، وصححه في السلسلة / ٣) حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: ( ٢ )
    .(٣٧٧/ الصحيحة: ( ٥
    .(١٨٠/ ٤) شعب الإيمان للبيهقي: ( ١٥ )
    من عجائب الاستغفار ٢٠
    من » : يقول  قال: سمعت رسول الله  * عن عبادة
    استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة
    .(١)« حسنة
    العبد آمن » : أنه قال ، عن النبي  * عن فضالة بن عبيد
    .(٢)« من عذاب الله، عز وجل، ما استغفر الله، عز وجل
    * عن عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة - رضي الله عنها -
    إن الله خلق كل إنسان من بني » : قال  تقول: إن رسول الله
    آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله
    وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرًا عن طريق الناس أو شوكة
    أو عظمًا عن طريق الناس وأمر بمعروف أو ﻧﻬى عن منكر عدد
    تلك الستين والثلاثمائة السلامي فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح
    .(٣)« نفسه عن النار
    * * *
    .(٣٢٣/ ١) رواه الطبراني: ( ٦ )
    .(٢٤٤٥٣) (٢٠/ ٢) أخرجه أحمد: ( ٦ )
    .( ٣) رواه مسلم: (ص ٨٣٧ )، رقم ( ٢٣٣٠ )
    من عجائب الاستغفار ٢١
    متفرقات في الاستغفار
    لقيت أخًا لي من إخواني » : * عن بكر بن عبد الله المزني يقول
    الضعفاء فقلت: يا أخي أوصني. فقال: ما أدري ما أقول؛ غير أنه
    ينبغي لهذا العبد أن لا يفتر عن الحمد والاستغفار وابن آدم بين نعمة
    وذنب ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر ولا الذنب إلا بالتوبة
    .(١)« والاستغفار. قال: فأوسعني علمًا ما شئت
    رأيت أبي في » : * عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال
    النوم بعد موته كأنه في حديقة فرفع إلي تفاحات فأولتُهن بالولد
    .(٢)« فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل قال: الاستغفار يا بني
    * وعن مخلد قال: جاء رجل إلى أبان بن أبي عياش فقال : إن
    فلانًا يقع فيك قال: أقرئه السلام وأعلمه أنه قد ه يجني على
    .( الاستغفار ( ٣
    * حدثنا الوليد بن مسلم، قال: سألت عبد الرحمن بن يزيد بن
    [ جابر عن قول الله: {وَاْلمُسْتَغْفِ ِ رينَ ِباْلَأسْحَا ِ ر} [آل عمران : ١٧
    فقال: حدثني سليمان بن موسى، حدثني نافع أن ابن عمر كان يحيى
    الليل صلاة فيقول: يا نافع: أسحرنا؟ فيقول: لا، فيعاود الصلاة فإذا
    .( قلت: نعم، قعد يستغفر الله ويدعو حتى يصبح ( ٤
    .(٥١/ ١) الشكر: ( ١ )
    .(٢٩/ ٢) المنامات: ( ١ )
    .(٢٦٨/ ٣) الصمت: ( ١ )
    .(١٠٤/ ٤) تفسير ابن أبي حاتم: ( ١٢ )
    من عجائب الاستغفار ٢٢
    كان ابن عمر يكثر الصلاة من الليل وكنت » : * عن نافع قال
    أقوم على الباب فأفهم عامة قراءته فربما ناداني: يا نافع هل كان
    السحر بعد؟ فإن قلت: نعم . نزع عن القراءة فأخذ في
    ١). إسناده حسن. )« الاستغفار
    إذا كثرت » : * قال سفيان: دخلت على جعفر بن محمد، فقال
    همومك فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق
    .(٢)« فأكثر من الاستغفار، وإذا تداركت عليك النعم فأكثر حمدًا لله
    * عن الربيع بن خثيم، أنه قال لأصحابه: ما الداء؟ وما الدواء؟
    الداء الذنوب، والدواء الاستغفار، والشفاء أن » : وما الشفاء؟ قال
    .(٣)« تتوب فلا تعود
    * حدثنا مالك بن مغول قال: سمعت أبا يحيى يقول: شكوت
    أين أنت من الممحاة؟ يعني من » : إلى مجاهد الذنوب قال
    .(٤)« الاستغفار
    * عن جعفر بن برقان، قال: قلت لرجل من أهل البصرة :
    كيف لا يشتهي أحدنا أنه لا يزال متبر ً كا إلى ربه يستغفر من ذنب،
    ود » : ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود، قال: قد ذكر للحسن، فقال
    .(٥)« الشيطان لو ظفر منكم ﺑﻬذه فلا تملوا من الاستغفار
    .(٣٥٧/ ١) التهجد وقيام الليل: ( ١ )
    .(٣٨١/ ٢) الترغيب في فضاءل الأعمال وثواب ذلك لابن هشام: ( ١ )
    .(٧٠/ ٣) الزهد لأحمد بن حنبل: ( ٥ )
    .(٣٣٠/ ٤) الزهد لأحمد بن حنبل: ( ٥ )
    .(٢٥٢/ ٥) التوبة: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ٢٣
    أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى » : * عن الحسن يقول
    موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، أينما كنتم؛
    .(١)« فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة
    * عن يونس بن عبيد، قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني،
    إنكم تكثرون من الذنوب، فاستكثروا من الاستغفار؛ فإن » : يقول
    العبد إذا وجد يوم القيامة بين كل سطرين من كتابه استغفارًا سره
    .(٢)« مكان ذلك
    * روى إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال: سمعت رج ً لا في
    السحر في ناحية المسجد يقول: يا رب، أمرتني فأطعتك، وهذا
    . سحر فاغفر لي. فنظرت فإذا هو ابن مسعود
    قلت - والكلام للقرطبي: فهذا كله يدل على أنه استغفار
    .( باللسان مع حضور القلب( ٣
    ما رأيت أكثر » : قال  * وروى مكحول عن أبي هريرة
    .« استغفارًا من رسول الله
    ، وقال مكحول: ما رأيت أكثر استغفارًا من أبي هريرة
    وكان مكحول كثير الاستغفار.
    قال علماؤنا: الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار
    .( ويثبت معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان ( ٤
    .(٢٧٣/ ١) التوبة: ( ١ )
    .(٣٠٦/ ٢) التوبة: ( ١ )
    .(٤٠/ ٣) تفسير القرطبي: ( ٤ )
    .(٢١٠/ ٤) تفسير القرطبي: ( ٤ )
    من عجائب الاستغفار ٢٤
    * عن ابن المبارك عن الأوزاعي قال: قال إبليس لأوليائه: من
    أي شيء تأتون بني آدم؟ فقالوا: من كل شيء. قال: فهل تأتوﻧﻬم
    من قبل الاستغفار؟ فقالوا: هيهات ذاك شيء قُِر َ ن بالتوحيد. قال:
    .( لأبُثَّنَّ فيهم شيًئا لا يستغفرون الله منه. قال: فبث فيهم الأهواء( ١
    .(٢)« يقول العبد أستغفر الله، وتفسيرها أقلني » : * قال الفضيل
    لولا » : * قال الألباني رحمه الله تعالى في الكلام على قول النبي
    وليس المقصود من :« أنكم تذنبون لخلق الله خلًقا يذنبون فيغفر لهم
    الحديث وأمثاله الحضَّ على الإكثار من الذنوب والمعاصي ولا الإخبار
    فقط بأن الله غفور رحيم؛ وإنما الحض على الإكثار من الاستغفار
    ليغفر الله له ذنوبه؛ فهذا هو المقصود بالذات من هذه الأحاديث، وإن
    اختصر ذلك منه بعض الرواة( ٣). والله أعلم.
    من لزم » : * قال صاحب عون المعبود شارحًا حديث النبي
    أي: عند صدور معصية وظهور بلية، أو من داوم عليه :« الاستغفار
    طوبى لمن وجد في » : فإنه في كل نفس يحتاج إليه، ولذا قال
    رواه ابن ماجه بإسناد حسن صحيح]. ] .« صحيفته استغفارًا كثيرًا
    أي: شدة ومحنة. :« من كل ضيق »
    أي: طريًقا وسببًا يخرج إلى سعة ومنحة، والجارُّ :« مخرجًا »
    متعلق به وقدم عليه للاهتمام وكذا.
    .(٣٤٤/ ١) سنن الدارمي: ( ١ )
    .(٣٠١/ ٢) تفسير القرطبي: ( ١٨ )
    .(٦٠٤/ ٣) السلسلة الصحيحة، مختصرة: ( ٤ )
    من عجائب الاستغفار ٢٥
    أي: غم يهمه. :« ومن كل هم »
    أي خلاصًا. :« فرجًا »
    حلا ً لا طيبًا. :« ورزقه »
    أي: لا يظن ولا يرجو ولا يخطر بباله. :« من حيث لا يحتسب »
    والحديث مقتبس من قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّ ِ ق اللَّهَ يَجْعَ ْ ل َلهُ
    مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ َلا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عََلى اللَّهِ فَهُوَ
    حَسْبُهُ ِإنَّ اللَّهَ بَالِغُ َأمْ ِ رهِ َقدْ جَعَ َ ل اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ َقدْرًا }
    .( ٣] كذا في المرقاة ( ١ ، [الطلاق: ٢
    .« وإن العالم ليستغفر له » : * وقال أيضا في شرحه لهذا الحديث
    قال الخطابي: إن الله سبحانه قد قيض للحيتان وغيرها من
    أنواع الحيوان العلم على ألسنة العلماء أنواعًا من المنافع والمصالح
    والأرزاق؛ فهم الذين بيَّنوا الحكم فيما يحل ويحرم منها وأرشدوا إلى
    المصلحة في باﺑﻬا وأوصوا بالإحسان إليها ونفي الضرر عنها فألهمها
    الله الاستغفار للعلماء مجازاة على حسن صنيعهم ﺑﻬا وشفقتهم
    .( عليها( ٢
    ما جاور عبد في قبره من جار خير من » : * عن أبي المنهال قال
    .(٣)« استغفار كثير
    .(٤٤٣/ ١) عون المعبود: ( ٣ )
    .(١٣٧/ ٢) عون المعبود: ( ٨ )
    .(٧/ ٣) الزهد، لأحمد بن حنبل: ( ٥ )
    من عجائب الاستغفار ٢٦
    * قال صاحب التحفة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان
    .« غفرانك » : إذا خرج من الخلاء قال  النبي
    .« غفرانك » : إذا خرج من الخلاء قال » : قوله
    إما مفعول به منصوب بفعل مقدر؛ أي أسألك غفرانك أو
     أطلب، أو مفعول مطلق أي اغفر غفرانك، وقد ذكر في تعقيبه
    الخروج ﺑﻬذا الدعاء وجهان:
    أحدهما: أنه استغفر من الحالة التي اقتضت هجران ذكر الله
    تعالى فإنه يذكر الله تعالى في سائر حالاﺗﻬا إلا عند الحاجة.
    وثانيهما: أن القوة البشرية قاصرة عن الوفاء بشكر ما أنعم الله
    عليه من تسويغ الطعام والشراب وترتيب الغذاء على الوجه المناسب
    لمصلحة البدن إلى أوان الخروج، فلجأ إلى الاستغفار اعتراًفا
    بالقصور عن بلوغ حق تلك النعم، كذا في المرقاة.
    قال: كان ، قلت: الوجه الثاني هو المناسب لحديث أنس
    الحمد لله الذي أذهب عني » : إذا خرج من الخلاء قال  النبي
    رواه ابن ماجه]. ] .« الأذى وعافاني
    قال القاضي أبو بكر بن العربي: سأل المغفرة من تركه ذكر الله
    في تلك الحالة، ثم قال: فإن قيل إنما تركه بأمر ربه فكيف يسأل
    المغفرة عن فعل كان بأمر الله؟
    والجواب: أن الترك وإن كان بأمر الله إلا أنه من قبل نفسه
    انتهى. .« وهو الاحتياج إلى الخلاء
    من عجائب الاستغفار ٢٧
    ما تقدم من ذنبه وما تأخر فما معنى  فإن قيل: قد غفر له
    يطلب المغفرة من ربه قبل أن  سؤاله المغفرة؟ يقال: كان النبي
    يعلمه أنه قد غفر له، وكان يسألها بعد ذلك؛ لأنه غُفِرَ له بشرط
    استغفاره، ورُفِعَ إلى شرف المنزلة بشرط أن يجتهد في الأعمال
    .( الصالحة والكل له حاصل بفضل الله تعالى، قاله ابن العربي ( ١
    * قال الفقيه: حدثنا أبي - رحمه الله تعالى - بإسناده عن أبي
    أنه قال: من رزق ستًا لم يحرم ستًا؛ من رزق الشكر لم  هريرة
    .[ يحرم الزيادة؛ لقوله تعالى: {َلئِنْ شَ َ كرْتُمْ َلَأ ِ زيدَنَّ ُ كمْ} [إبراهيم: ٧
    ومن رزق الصبر لم يحرم الثواب؛ لقوله تعالى: {ُق ْ ل يَا عِبَادِ الَّذِينَ
    آَمَنُوا اتَُّقوا رَبَّ ُ كمْ لِلَّذِينَ َأحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وََأرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ
    .[ ِإنَّمَا يُوَفَّى الصَّاِبرُو َ ن َأجْرَهُمْ ِبغَيْ ِ ر حِسَا ٍ ب} [الزمر: ١٠
    ومن رزق التوبة لم يحرم القبول؛ لقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي
    يَقْبَلُ التَّوْبََة عَنْ عِبَادِهِ وَيَعُْفو عَ ِ ن السَّيَِّئاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُو َ ن}
    .[ [الشورى: ٢٥
    ومن رزق الاستغفار لم يحرم المغفرة؛ لقوله تعالى: {فَقُلْتُ
    .[ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ِإنَّهُ كَا َ ن َ غفَّارًا} [نوح: ١٠
    ومن رزق الدعاء لم يحرم الإجابة؛ لقوله تعالى: {وََقا َ ل رَبُّكُمُ
    ادْعُوِني َأسْتَ ِ جبْ َل ُ كمْ ِإنَّ الَّذِينَ يَسْتَ ْ كِبرُو َ ن عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُُلو َ ن
    .[ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: ٦٠
    .(١١/ ١) تحفة الأحوذي: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ٢٨
    ومن رزق النفقة لم يحرم الخلف؛ لقوله تعالى: {ُق ْ ل ِإنَّ رَبِّي
    يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ َلهُ وَمَا َأنَْف ْ قتُمْ مِنْ شَيْءٍ َفهُوَ
    .(١)[ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّاِ زقِينَ} [سبأ: ٣٩
    * * *
    من كلام العلماء
    فالتقوى فعل ما أمر الله ...» : * قال ابن تيمية رحمه الله تعالى
    به، وترك ما ﻧﻬى الله عنه، ولهذا قال الله تعالى: {َفاصِْبرْ ِإنَّ وَعْدَ
    اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِ َ ذنِْبكَ وَسَبِّحْ ِبحَمْدِ رَبِّكَ ِبالْعَشِيِّ وَالِْإبْ َ كا ِ ر }
    [غافر: ٥٥ ]؛ فأمره مع الاستغفار بالصبر؛ فإن العباد لا بد لهم من
    يا » : في الحديث الصحيح  الاستغفار أولهم وآخرهم؛ قال النبي
    أيها الناس توبوا إلى ربكم؛ فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر الله
    .« وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
    أنه استغفر ربه وتاب إليه  وقد ذكر عن آدم أبي البشر
    فاجتباه ربه فتاب عليه وهداه، وعن إبليس أبي الجن - لعنه الله -
    أنه أصر متعلًقا بالقدر فلعنه وأقصاه؛ فمن أذنب وتاب وندم فقد
    أشبه أباه، ومن أشبه أباه فما ظلم.
    .(٤٢٥/ ١) بحر العلوم للسمرقندي: ( ٢ )
    من عجائب الاستغفار ٢٩
    ... ولهذا قرن الله - سبحانه - بين التوحيد والاستغفار في غير
    آية؛ كما قال تعالى: {َفاعَْلمْ َأنَّهُ َلا ِإَلهَ ِإلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِ َ ذنِْبكَ
    .[ وَلِلْمُؤْمِِنينَ وَاْلمُؤْمِنَاتِ} [محمد: ١٩
    .[ وقال تعالى: {َفاسْتَقِيمُوا ِإَليْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ}. [فصلت: ٦
    وفي الحديث الذي رواه ابن أبي عاصم وغيره يقول الشيطان:
    أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار »
    فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء فهم يذنبون ولا يتوبون؛
    .« لأﻧﻬم يحسبون أﻧﻬم يحسنون صنعًا
    وقد ذكر سبحانه عن ذي النون أنه: {َفنَادَى فِي الظُُّلمَاتِ َأ ْ ن
    ،[ َلا ِإَلهَ ِإلَّا َأنْتَ سُبْحَانَكَ ِإنِّي ُ كنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. [الأنبياء : ٨٧
    قال تعالى: {َفاسْتَجَبْنَا َلهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَ َ ذلِكَ نُنْ ِ جي
    دعوة أخي ذي النون » : الْمُؤْمِِنينَ} [الأنبياء: ٨٨ ]، قال النبي
    .(١)« ما دعا ﺑﻬا مكروب إلا فرج الله كربه
    سيد الاستغفار أن يقول » : * وقال أيضًا: قال رسول الله
    العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على
    عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء
    لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب
    إلا أنت. من قالها إذا أصبح موقنًا ﺑﻬا فمات في يومه دخل الجنة،
    فالعبد ؛« ومن قالها إذا أمسي موقنًا ﺑﻬا فمات من ليلته؛ دخل الجنة
    دائمًا بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر وذنب منه يحتاج فيه إلى
    .(١٢٠/ ١) مجموع الفتاوى: ( ٣ )
    من عجائب الاستغفار ٣٠
    الاستغفار، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائمًا؛ فإنه لا
    يزال يتقلب في نعم الله وآلائه ولا يزال محتاجا إلى التوبة
    والاستغفار، ولهذا كان سيد ولد آدم وإمام المتقين محمد يستغفر في
    جميع الأحوال، وقال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري :
    أيها الناس توبوا إلى ربكم؛ فإني لأستغفر الله وأتوب إ ليه في »
    .« اليوم أكثر من سبعين مرة
    كنا نعد لرسول » : وقال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما
    رب اغفر لي وتب علي إنك أنت » : الله في اﻟﻤﺠلس الواحد يقول
    مائة مرة. « التواب الغفور
    ولهذا شرع الاستغفار في خواتيم الأعمال قال تعالى :
    {وَاْلمُسْتَغْفِ ِ رينَ ِباْلَأسْحَا ِ ر}. وقال بعضهم: أحيوا الليل بالصلاة.
    أن النبي » : فلما كان وقت السحر أمروا بالاستغفار، وفي الصحيح
    اللهم أنت » : كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاًثا، وقال 
    وقال .« السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
    تعالى: {َفِإ َ ذا َأَفضْتُمْ مِنْ عَرََفاتٍ َفاذْكُرُو ا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَ ِ ر
    اْلحَرَاِم} إلى قوله: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ِإنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم }
    ١٩٩ ]. وكفارة اﻟﻤﺠلس التي كان يختم ﺑﻬا اﻟﻤﺠلس : ، [البقرة : ١٩٨
    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك »
    .(١)« وأتوب إليك
    .(٨٨/ ١) مجموع الفتاوى: ( ١٠ )
    من عجائب الاستغفار ٣١
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد » : وقال أيضًا: وخاتمة اﻟﻤﺠلس
    إن كان مجلس رحمة .« أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
    كانت كالطابع عليه، وإن كان مجلس لغو كانت كفارة له. وقد
    أشهد أن لا » : روي أيضًا: أﻧﻬا تقال في آخر الوضوء بعد أن يقال
    إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
    وهذا الذكر ،« اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين
    .( يتضمن التوحيد والاستغفار فإن صدره الشهادتان ( ١
    * وقال أيضًا: وأما الاعتراف بالذنب على وجه الخضوع لله
    من غير إقلاع عنه فهذا في نفس الاستغفار اﻟﻤﺠرد الذي لا توبة معه،
    وهو كالذي يسأل الله تعالى أن يغفر له الذنب مع كونه لم يتب
    منه، وهذا يأس من رحمة الله ولا يقطع بالمغفرة له؛ فإنه داع دعوة
    ما من داع » : أنه قال  مجردة، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي
    يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا كان بين إحدى
    ثلاث؛ إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له من الجزاء مثلها،
    قالوا: يا رسول الله : إًذا .« وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها
    .« الله أكثر » : نكثر. قال
    فمثل هذا الدعاء قد تحصل معه المغفرة، وإذا لم تحصل فلابد أن
    يحصل معه صرف شر آخر، أو حصول خير آخر فهو نافع كما
    ينفع كل دعاء.
    .(٢٦٢/ ١) مجموع الفتاوى: ( ١٠ )
    من عجائب الاستغفار ٣٢
    وقول من قال من العلماء: الاستغفار مع الإصرار توبة
    الكذابين. فهذا إذا كان المستغفر يقوله على وجه التوبة، أو يدعي
    أن استغفاره توبة وأنه تائب ﺑﻬذا الاستغفار؛ فلا ريب أنه مع
    الإصرار لا يكون تائبًا؛ فإن التوبة والإصرار ضدان، الإصرار تضاد
    .( التوبة لكن لا تضاد الاستغفار بدون التوبة ( ١
    * وقال رحمه الله تعالى: فليس لأحد أن يظن استغناءه عن
    التوبة إلى الله والاستغفار من الذنوب؛ بل كل أحد محتاج إلى ذلك
    دائمًا قال الله تبارك وتعالى: {ِإنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانََة عََلى السَّمَاوَاتِ
    وَالَْأرْ ِ ض وَاْل ِ جبَا ِ ل َفَأبَيْنَ َأ ْ ن يَحْمِْلنَهَا وََأشَْفقْنَ مِنْهَا وَحَمََلهَا الِْإنْسَانُ
    ِإنَّهُ كَا َ ن َ ظُلومًا جَهُوًلا * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافَِقاتِ
    وَالْمُشْ ِ ركِينَ وَاْلمُشْ ِ ر َ كاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عََلى الْمُؤْمِِنينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
    ٧٣ ]؛ فالإنسان ظالم ، وَكَا َ ن اللَّهُ َ غُفورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: ٧٢
    جاهل، وغاية المؤمنين والمؤمنات التوبة، وقد أخبر الله تعالى في
    كتابه بتوبة عباده الصالحين ومغفرته لهم، وثبت في الصحيح عن
    قالوا: ولا أنت يا « لن يدخل الجنة أحد بعمله » : أنه قال  النبي
    ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه » : رسول الله؟! قال
    ومن ظن أن الذنوب لا تضر من أصر عليها فهو ضال ...« وفضل
    مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف والأئمة؛ بل {َفمَنْ يَعْمَ ْ ل
    مِثْقَا َ ل َ ذرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَ ْ ل مِثَْقا َ ل َ ذرَّةٍ شَرا يَرَه }
    .[٨ ، [الزلزلة: ٧
    .(٣١٨/ ١) مجموع الفتاوى: ( ١٠ )
    من عجائب الاستغفار ٣٣
    وإنما عباده الممدوحون هم المذكورون في قوله تعالى :
    {وَسَا ِ رعُوا ِإَلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّ ُ كمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَاْلَأرْضُ
    ُأعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفُِقو َ ن فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْ َ كاظِمِينَ
    الْغَيْ َ ظ وَالْعَافِينَ عَ ِ ن النَّا ِ س وَاللَّهُ يُحِبُّ اْلمُحْسِِنينَ * وَالَّذِينَ ِإ َ ذا َفعَلُوا
    فَاحِشًَة َأوْ َ ظَلمُوا َأنْفُسَهُمْ َ ذ َ كرُوا اللَّهَ فَاسْتَغَْفرُوا لِ ُ ذنُوِب ِ همْ وَمَنْ يَغْفِرُ
    الذُّنُوبَ ِإلَّا اللَّهُ وََلمْ يُصِرُّوا عََلى مَا َفعَُلوا وَهُمْ يَعَْلمُو َ ن}
    .[١٣٥- [آل عمران: ١٣٣
    * وقال أيضًا: وإذا رأى أنه لا ينشرح صدره ولا يحصل له
    حلاوة الإيمان ونور الهداية فليكثر التوبة والاستغفار وليلازم
    الاجتهاد بحسب الإمكان؛ فإن الله يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
    َلنَهْدِيَنَّهُمْ سُبَُلنَا} [العنكبوت: ٦٩ ]، وعليه بإقامة الفرائض ظاهرًا
    وباطنًا ولزوم الصراط المستقيم مستعينًا بالله متبرًئا من الحول والقوة
    .( إلا به ( ١
    ما » : * وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن قوله
    هل المراد :« أصر من استغفر وإن عاد في اليوم والليلة سبعين مرة
    ذكر الاستغفار باللفظ أو أنه إذا استغفروا ينوي بالقلب أن لا يعود
    إلى الذنب؟
    فأجاب: الحمد لله؛ بل المراد الاستغفار بالقلب مع اللسان؛ فإن
    لا » : التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما في الحديث الآخر
    فإذا أصر على ؛« كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار
    .(٣٩٠/ ١) مجموع الفتاوى: ( ١١ )
    من عجائب الاستغفار ٣٤
    الصغيرة صارت كبيرة وإذا تاب منها غفرت قال تعالى: {وَالَّذِينَ
    ِإ َ ذا َفعَلُوا َفاحِشًَة َأوْ َ ظَلمُوا َأنْفُسَهُمْ َ ذ َ كرُوا اللَّهَ فَاسْتَغَْفرُوا لِ ُ ذنُوِب ِ همْ}
    .( الآية( ١
    * وقال أيضًا: فإن الاستغفار هو طلب المغفرة، وهو من جنس
    الدعاء والسؤال، وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمور به، لكن قد
    يتوب الإنسان ولا يدعو، وقد يدعو ولا يتوب، وفي الصحيحين
    فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه  عن النبي  عن أبي هريرة
    أذنب عبد ذنبًا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال الله تبارك » : قال
    وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ
    بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك
    وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ
    بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي . فقال
    تعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ
    ،« فليفعل ما شاء » : وفي رواية لمسلم « بالذنب، قد غفرت لعبدي
    والتوبة تمحو جميع السيئات وليس شيء يغفر جميع الذنوب إلا
    التوبة؛ فإن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء،
    وأما التوبة فإنه قال تعالى: {ُق ْ ل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ َأسْرَُفوا عََلى
    َأنْفُسِ ِ همْ َلا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ِإنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ِإنَّهُ هُوَ
    اْلغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: ٥٣ ]، وهذه لمن تاب، ولهذا قال: {َلا
    تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}: لا تقنطوا من رحمة الله بل توبوا إليه ،
    .(٦٩٩/ ١) مجموع الفتاوى: ( ١١ )
    من عجائب الاستغفار ٣٥
    وقال بعدها: {وََأِنيبُوا ِإَلى رَبِّ ُ كمْ وََأسْلِمُوا َلهُ مِنْ قَبْ ِ ل َأ ْ ن يَأْتِيَكُمُ
    اْلعَ َ ذابُ ُثمَّ َلا تُنْصَرُو َ ن} [الزمر: ٥٤ ]، وأما الاستغفار بدون التوبة
    .( فهذا لا يستلزم المغفرة؛ ولكن هو سبب من الأسباب ( ١
    * وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى: وجماع ذلك أن يحاسب
    نفسه أو ً لا على الفرائض؛ فإن تذكر فيها نقصًا تداركه إما بقضاء
    أو إصلاح، ثم يحاسبها على المناهي؛ فإن عرف أنه ارتكب منها
    شيًئا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ثم يحاسب نفسه
    على الغفلة؛ فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال
    على الله تعالى ثم يحاسبها بما تكلم به أو مشت إليه رجلاه أو
    بطشت يداه أو سمعته أذناه: ماذا أرادت ﺑﻬذا، ولمن فعلته، وعلى أي
    وجه فعلته؟ ويعلم أنه لا بد أن يُنشر لكل حركة وكلمة منه
    ديوانان: ديوان لمن فعلته، وكيف فعلته؛ فالأول سؤال عن
    الإخلاص، والثاني سؤال عن المتابعة، وقال تعالى : {فَوَرَبِّكَ
    ٩٣ ]، وقال ، َلنَسَْأَلنَّهُمْ َأجْمَعِينَ * عَمَّا َ كانُوا يَعْمَُلو َ ن} [الحجر : ٩٢
    تعالى: {َفَلنَسَْأَلنَّ الَّذِينَ أُرْسِ َ ل ِإَليْ ِ همْ وََلنَسَْأَلنَّ الْمُرْسَلِينَ * َفَلنَُقصَّنَّ
    عََليْ ِ همْ ِبعِلْ ٍ م وَمَا ُ كنَّا غَائِِبينَ} [الأعراف: ٦]، وقال تعالى: {لِيَسَْأ َ ل
    الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِ ِ همْ} [الأحزاب: ٨]؛ فإذا سئل الصادقون
    .( وحوسبوا على صدقهم فما الظن بالكاذبين؟!( ٢
    * الإصرار على الصغيرة قد يساوي إثمه إثم الكبيرة أو يربى
    .( عليها.. وأيضًا فإنه قد يتخلص من الكبيرة بالتوبة والاستغفار ( ٣
    .(٢١٠/ ١) منهاج السنة النبوية: ( ٦ )
    .(٨٣/ ٢) إغاثة اللهفان: ( ١ )
    .(١٥١/ ٣) إغاثة اللهفان: ( ٢ )
    من عجائب الاستغفار ٣٦
    أن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته : : * يذكر عن النبي
    ذكره البيهقي في الدعوات الكبير .« اللهم اغفر لنا وله » : تقول
    وقال: في إسناده ضعف، وهذه المسألة فيها قولان للعلماء – هما
    روايتان عن الإمام أحمد – وهما: هل يكفي في التوبة من الغيبة
    الاستغفار للمغتاب، أم لا بد من إعلامه وتحليله؟ والصحيح: أنه لا
    يحتاج إلى إعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في
    المواطن التي اغتابه فيها، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره،
    والذين قالوا: لابد من إعلامه، جعلوا الغيبة كالحقوق المالية،
    والفرق بينهما ظاهر؛ فإن الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير
    مظلمته إليه فإن شاء أخذها وإن شاء تصدق ﺑﻬا، وأما في الغيبة فلا
    ؛ يمكن ذلك ولا يحصل له بإعلامه إلا عكس مقصود الشارع
    فإنه يوغر صدره ويؤذيه إذا سمع ما رمى به ولعله يهيج عداوته ولا
    لا يبيحه  يصفو له أبدًا، وما كان هذا سبيله فإن الشارع الحكيم
    ولا يجوزه فض ً لا عن أن يوجبه ويأمر به، ومدار الشريعة على تعطيل
    .( المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها والله تعالى أعلم( ١
    * قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الفائدة العاشرة ينبغي للمفتي
    الموفق إذا نزلت به المسألة أن ينبعث من قلبه الافتقار الحقيقي الحالي لا
    العلمي اﻟﻤﺠرد إلى ملهم الصواب ومعلم الخير وهادي القلوب أن يلهمه
    الصواب ويفتح له طريق السداد ويدله على حكمه الذي شرعه لعباده
    في هذه المسألة؛ فمتى قرع هذا الباب فقد قرع باب التوفيق.
    .(٢١٩/ ١) الوابل الصيب: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ٣٧
    وما أجدر من أمل فضل ربه أن لا يحرمه إياه! فإذا وجد من
    قلبه هذه الهمة؛ فهي طلائع بشرى التوفيق؛ فعليه أن يوجه وجهه
    ويحدق نظره إلى منبع الهدى ومعدن الصواب ومطلع الرشد؛ وهو
    النصوص من القرآن والسنة وآثار الصحابة؛ فيستغفره وسعه في
    تعرف حكم تلك النازلة منها؛ فإن ظفر بذلك أخبر به وإن اشتبه
    عليه بادر إلى التوبة والاستغفار والإكثار من ذكر الله؛ فإن العلم
    نور
    amal
    amal
    مدير عام
    مدير عام


    عدد المساهمات : 584
    نقاط : 3152
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009
    العمر : 44
    الموقع : https://tita.yoo7.com

    من عجائب الاستغفار  Empty رد: من عجائب الاستغفار

    مُساهمة  amal الثلاثاء يونيو 29, 2010 2:12 pm

    من عجائب الاستغفار ٣٩
    من كنوز الجنة، فعقد سفيان بيده وقال: ثلاث، وأي ثلاث؟! قال
    .( جعفر: عقلها والله أبو عبد الله ولينفعه الله ﺑﻬا وبه ( ١
    * قال ابن رجب - رحمه الله تعالى: السبب الثاني للمغفرة :
    الاستغفار، ولو عظمت الذنوب، وبلغت الكثرة عنان السماء، وهو
    السحاب. وقيل: ما انتهى إليه البصر منها. وفي الرواية الأخرى :
    لو أخطأتم حتى بلغت خطاياكم ما بين السماء والأرض، ثم »
    والاستغفار: طلب المغفرة، والمغفرة: هي ،« استغفرتم الله لغفر لكم
    وقاية شر الذنوب مع سترها. وقد كثر في القرآن ذكر الاستغفار،
    فتارًة يؤمر به، كقوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ِإنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
    رَحِيمٌ}، وقوله: {وََأنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ُثمَّ تُوبُوا ِإَليْهِ}.
    وتارة يمدح أهله، كقوله : {وَاْلمُسْتَغْفِ ِ رينَ ِبالَْأسْحَا ِ ر }،
    وقوله: {وَِبالْأَسْحَا ِ ر هُمْ يَسْتَغْفِرُو َ ن}، وقوله: {وَالَّذِينَ ِإ َ ذا َفعَلُوا
    فَاحِشًَة َأوْ َ ظَلمُوا َأنْفُسَهُمْ َ ذ َ كرُوا اللَّهَ فَاسْتَغَْفرُوا لِ ُ ذنُوِب ِ همْ وَمَنْ يَغْفِرُ
    الذُّنُوبَ ِإلَّا اللَّهُ وََلمْ يُصِرُّوا عََلى مَا َفعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُو َ ن}.
    وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره، كقوله تعالى: {وَمَنْ
    يَعْمَ ْ ل سُوءًا َأوْ يَ ْ ظلِمْ نَفْسَهُ ُثمَّ يَسْتَغْفِ ِ ر اللَّهَ يَ ِ جدِ اللَّهَ َ غُفورًا رَحِيمًا}
    [النساء: ١١٠ ]. وكثيرًا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون
    الاستغفار حينئذ عبارًة عن طلب المغفرة باللسان، والتوبة عبارة عن
    الإقلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح.
    .(٨٥/ ١) ﺗﻬذيب الكمال: ( ٥ )
    من عجائب الاستغفار ٤٠
    وتارة يفرد الاستغفار، ويرتب عليه المغفرة، كما ذكر في هذا
    الحديث وما أشبهه، فقد قيل: إنه أريد به الاستغفار المقترن بالتوبة،
    وقيل: إن نصوص الاستغفار المفردة كلها مطلقة تقيَّد بما ذكر في آية
    (آل عمران) من عدم الإصرار؛ فإن الله وعد فيها المغفرة لمن
    استغفره من ذنوبه ولم يصر على فعله، فتحمل النصوص المطلقة في
    الاستغفار كلها على هذا المقيد، ومجرد قول القائل: اللهم اغفر لي،
    طلب منه للمغفرة ودعاء ﺑﻬا، فيكون حكمه حكم سائر الدعاء،
    فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، لاسيما إذا خرج عن قلب
    منكسر بالذنب أو صادف ساعًة من ساعات الإجابة كالأسحار
    وأدبار الصلوات.
    أنه قال لابنه: يا بني عود لسانك :  ويروى عن لقمان
    اللهم اغفر لي؛ فإن لله ساعات لا يرد فيها سائ ً لا، وقال الحسن :
    أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم،
    وفي أسواقكم، وفي مجالسكم أينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل
    .( المغفرة ( ١
    * وقال أيضًا: وأفضل أنواع الاستغفار: أن يبدأ العبد بالثناء
    على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة كما في
    قال: سيد الاستغفار أن يقول ، حديث شداد بن أوس عن النبي
    اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا » : العبد
    على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت،
    .(٨/ ١) جامع العلوم والحكم: ( ٤٢ )
    من عجائب الاستغفار ٤١
    أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر
    خرجه البخاري]، وفي الصحيحين عن عبد الله ] .« الذنوب إلا أنت
    قال: يا رسول الله، علمني دعاء  بن عمرو أن أبا بكر الصديق
    قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمً ا » : أدعو به في صلاتي، قال
    كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك
    .(١)« وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم
    ... ومن زاد اهتمامه بذنوبه، فربما تعلق بأذيال من قلت
    ذنوبه، فالتمس منه الاستغفار.
    وكان عمر يطلب من الصبيان الاستغفار، ويقول: إنكم لم
    تذبنوا.
    وكان أبو هريرة يقول لغلمان ال ُ كتَّاب: قولوا: اللهم اغفر لأبي
    هريرة، فيؤمن على دعائهم.
    قال بكر المزني: لو كان رجل يطوف على الأبواب كما
    يطوف المسكين يقول: استغفروا لي، لكان قبوله أن يفعل.
    ومن كثرت ذنوبه وسيئاته حتى فاق ت العَدَّ والإحصاء،
    فليستغفر الله مما علم الله، فإن الله قد علم كل شيء وأحصاه، كما
    قال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا َفيُنَبِّئُهُمْ ِبمَا عَمِلُوا َأحْصَاهُ اللَّهُ
    .[ وَنَسُوهُ} [اﻟﻤﺠادلة: ٦
    .(١٤/ ١) جامع العلوم والحكم: ( ٤٢ )
    من عجائب الاستغفار ٤٢
    أسألك من خير ما » : وفي حديث شداد بن أوس، عن النبي
    تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت
    وفي هذا يقول بعضهم: .« علام الغيوب
    استغفر الله مما يعلم الله
    إن الشقي لمن لا يرحم الله
    ما أحلم الله عمن لا يراقبه
    كلٌّ مسيءٌ ولكن يحلم الله
    فاستغفرِ الله مما كان من زلل
    طوبى لمن كف عما يكره الله
    طوبى لمن حسنت فيه سريرته
    ( طوبى لمن ينتهي عما ﻧﻬى الله ( ١
    * عن عبد الوهاب بن المنذر الصبي أنه قال: لكل شيء أول،
    وأول الخير الاستغفار، قال تعالى: {َفقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ِإنَّهُ كَا َ ن
    .( َ غفَّارًا} [نوح: ١٠ ]. يعني لا يزال يغفر للمستغفرين( ٢
    * يحيى بن أيوب قال: حدثني بعض أصحاب وكيع الذين
    كانوا يلزمونه قالوا: كان وكيع لا ينام حتى يقرأ ثلث القرآن، ثم
    يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى
    .( يطلع الفجر فيصلي ركعتين( ٣
    .(١٧/ ١) جامع العلوم والحكم: ( ٤٢ )
    .(٤٤٣/ ٢) حلية الأولياء: ( ٤ )
    .(٣٤٢/ ٣) صفة الصفوة: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ٤٣
    *... أربعة تجلب الرزق؛ قيام الليل وكثرة الاستغفار بالأسحار
    .( وتعاهد الصدقة والذكر أول النهار وآخره( ١
    * وقال يوسف بن الحسين: سمعت ذا النون يقول: الاستغفار
    جامع لمعان: أولهما: الندم على ما مضى، الثاني: العزم على الترك،
    الثالث: أداء ما ضيعت من فرض الله، الرابع: رد المظالم في الأموال
    والأعراض والمصالحة عليها، الخامس: إذابة كل لحم ودم نبت على
    .( الحرام، السادس: إذاقة ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية ( ٢
    * قال محمود بن والان: سمعت عبد الرحمن بن بشر، سمعت
    قلت : والكلام .« غضب الله داء ولا دواء له » : ابن عيينة يقول
    .( للذهبي – دواؤه كثرة الاستغفار بالأسحار والتوبة النصوح ( ٣
    * قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وقلت لشيخ الإسلام ابن تيمية
    رحمه الله تعالى يومًا: سئل بعض أهل العلم أيما أنفع للعبد: التسبيح
    أو الاستغفار؟ فقال: إذا كان الثوب نقيًا فالبخور وماء الورد أنفع
    له، وإن كان دنسًا فالصابون والماء الحار أنفع له. فقال لي رحمه الله
    تعالى: فكيف والثياب لا تزال دنسه؟ ومن هذا الباب أن سورة
    {ُق ْ ل هُوَ اللَّهُ َأحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، ومع هذا فلا تقوم مقام
    آيات المواريث والطلاق والخلع والعدد ونحوها بل هذه الآيات في
    وقتها وعند الحاجة إليها أنفع من تلاوة سورة الإخلاص، ولما
    .(٣٧٢/ ١) زاد المعاد: ( ٤ )
    .(٥٣٥/ ٢) سير أعلام النبلاء: ( ١١ )
    .(٣٤٤/ ٣) المرجع السابق: ( ١٢ )
    من عجائب الاستغفار ٤٤
    كانت الصلاة مشتملة على القراءة والذكر والدعاء وهي جامعة
    لأجزاء العبودية على أتم الوجوه كانت أفضل من كل من القراءة
    والذكر والدعاء بمفرده؛ لجمعها ذلك كله مع عبودية سائر
    الأعضاء، فهذا أصل نافع جدا يفتح للعبد باب معرفة مراتب
    الأعمال وتنزيلها منازلها؛ لئلا يشتغل بمفضولها عن فاضلها؛ فيربح
    إبليس الفضل الذي بينهما، وينظر إلى فاضلها فيشتغل به عن
    مفضولها إن كان ذلك وقته؛ فتفوته مصلحته بالكلية لظنه أن
    اشتغاله بالفاضل أكثر ثوابا وأعظم أجرا، وهذا يحتاج إلى معرفة
    بمراتب الأعمال، وتفاوﺗﻬا، ومقاصدها، وفقه في إعطاء كل عمل
    منها حقه وتنزله في مرتبته وتفويته لما هو أهم منه أو تفويت ما هو
    أولى منه وأفضل لإمكان تداركه والعود إليه وهذا المفضول إن فات
    لا يمكن تداركه فالاشتغال به أولى، وهذا كترك القراءة لرد السلام
    وتشميت العاطس وإن كان القرآن أفضل؛ لأنه يمكنه الاشتغال ﺑﻬذا
    المفضول والعود إلى الفاضل؛ بخلاف ما إذا اشتغل بالقراءة؛ فاتته
    مصلحة رد السلام وتشميت العاطس، وهكذا سائر الأعمال إذا
    .( تزاحمت والله تعالى الموفق( ١
    * وقال رحمه الله تعالى: إن العارفين كلهم مجمعون على أن
    التوفيق أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك، والخذلان أن يكلك الله
    تعالى إلى نفسك؛ فمن أراد الله به خيرًا فتح له باب الذل
    والانكسار، ودوام اللجوء إلى الله تعالى والافتقار إليه، ورؤية عيوب
    .(١٢٤/ ١) الوابل الصيب: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ٤٥
    نفسه وجهلها وعدواﻧﻬا، ومشاهدة فضل ربه وإحسانه ورحمته
    وجوده وبره وغناه وحمده؛ فالعارف سائر إلى الله تعالى بين هذين
    الجناحين لا يمكنه أن يسير إلا ﺑﻬما؛ فمتى فاته واحد منهما؛ فهو
    كالطير الذي فقد أحد جناحيه.
    قال شيخ الإسلام: العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة
    ومطالعة عيب النفس والعمل، وهذا معنى قوله في الحديث الصحيح
    سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم » : من حديث بريدة
    أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك
    ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك
    بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا
    « أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي » : فجمع في قوله ؛« أنت
    مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل؛ فمشاهدة المنة توجب
    له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان، ومطالعة عيب
    النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل
    وقت، وأن لا يرى نفسه إلا مفلسًا، وأقرب باب دخل منه العبد
    على الله تعالى هو: الإفلاس؛ فلا يرى لنفسه حا ً لا ولا مقامًا ولا
    سببًا يتعلق به ولا وسيلة مِنْهُ يَمُنُّ ﺑﻬا؛ بل يدخل على الله تعالى من
    باب الافتقار الصرف والإفلاس المحض دخول من كسر الفقر
    والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع،
    وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل
    وكمال فاقته وفقره إليه وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة
    فاقة تامة وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى، وأنه إن تخلى عنه
    من عجائب الاستغفار ٤٦
    طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تجبر إلا أن يعود إلى الله تعالى
    عليه ويتداركه برحمته.
    ولا طريق إلى الله أقرب من العبودية، ولا حجاب أغلظ من
    الدعوى، والعبودية مدارها على قاعدتين هما أصلها؛ حب كامل،
    وذل تام، ومنشأ هذين الأصلين عن ذينك الأصلين المتقدمين؛ وهما
    مشاهدة المنة التي تورث الذل التام، وإذا كان العبد قد بنى سلوكه إلى
    الله تعالى على هذين الأصلين لم يظفر عدوه به إلا على غرة وغيلة،
    .( وما أسرع ما ينعشه الله عز وجل ويجبره ويتداركه برحمته( ١
    * وقال أيضًا: ولهذا أمر الله سبحانه رسوله والمؤمنين باتباع ما
    أنزل إليهم وهو طاعته، وهو المقدمة الأولى، وأمر بانتظار وعده
    وهو المقدمة الثانية، وأمر بالاستغفار والصبر؛ لأن العبد لابد أن
    يحصل له نوع تقصير وسرف يزيله الاستغفار ولابد في انتظار الوعد
    من الصبر؛ فبالاستغفار تتم الطاعة، وبالصبر يتم اليقين بالوعد؛ وقد
    جمع الله سبحانه بينهما في قوله: {َفاصِْبرْ ِإنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ
    .(٢)[ لِ َ ذنِْبكَ وَسَبِّحْ ِبحَمْدِ رَبِّكَ ِبالْعَشِيِّ وَاْلِإبْ َ كا ِ ر} [غافر: ٥٥
    * وقال أيضًا: وأما تأثير الاستغفار في دفع الهم والغم والضيق
    فلما اشترك في العلم به أهل الملل وعقلاء كل أمة : أن المعاصي
    والفساد توجب الهم والغم والخوف والحزن وضيق الصدر وأمراض
    القلب؛ حتى إن أهلها إذا قضوا منها أوطارهم وسئمتها نفوسهم
    .( ١) المرجع السابق: (ص ١٤ )
    .(١٨٧/ ٢) إغاثة اللهفان: ( ٢ )
    من عجائب الاستغفار ٤٧
    ارتكبوها دفعًا لما يجدونه في صدورهم من الضيق والهم والغم؛ كما
    قال شيخ الفسوق:
    وكأس شربت على لذة
    وأخرى تداويت منها ﺑﻬ ا
    وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام في القلوب فلا دواء لها إلا
    .( التوبة والاستغفار( ١
    * وسأل رجل ابن الجوزي رحمه الله تعالى: أيما أفضل: أسبح
    .( أو أستغفر؟ قال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور ( ٢
    * واستطال رجل على أبي معاوية الأسود رحمه الله تعالى فقال:
    .( أستغفر الله من الذنب الذي سلطت به علي ( ٣
    * قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ويأس الإنسان أن يصل إلى
    ما يحبه الله ويرضاه من معرفته وتوحيده كبيرة من الكبائر؛ بل عليه أن
    يرجو ذلك ويطمع فيه؛ لكن من رجا شيًئا طلبه، ومن خاف من
    شيء هرب منه، وإذا اجتهد واستعان بالله تعالى ولازم الاستغفار
    والاجتهاد فلابد أن يؤتيه الله من فضله ما لم يخطر ببال، وإذا رأى أنه
    لا ينشرح صدره ولا يحصل له حلاوة الإيمان ونور الهداية فليكثر
    التوبة والاستغفار وليلازم الاجتهاد بحسب الإمكان؛ فإن الله يقول :
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا َلنَهْدِيَنَّهُمْ سُبَُلنَا} [العنكبوت : ٦٩ ]، وعليه
    .(١٦٢/ ١) الطب النبوي: ( ١ )
    .(٣٧١/ ٢) سير أعلام النبلاء: ( ٢١ )
    .(١٢٠/ ٣) عيون الأخيار: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ٤٨
    بإقامة الفرائض ظاهرًا وباطنًا ولزوم الصراط المستقيم مستعينًا بالله
    متبرًئا من الحول والقوة إلا به؛ ففي الجملة ليس لأحد أن ييأس بل
    عليه أن يرجو رحمة الله، كما أنه ليس له أن لا ييأس؛ بل عليه أن
    يخاف عذابه؛ قال تعالى: {ُأوَلئِكَ الَّذِينَ يَدْعُو َ ن يَبْتَغُو َ ن ِإَلى رَبِّهِمُ
    الْوَسِيَلَة َأيُّهُمْ َأقْرَبُ وَيَرْجُو َ ن رَحْمَتَهُ وَيَخَاُفو َ ن عَ َ ذابَهُ ِإنَّ عَذَابَ رَبِّكَ
    .(١)[ كَا َ ن مَحْ ُ ذورًا} [الإسراء: ٥٧
    * قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الباب الرابع عشر في مفتاح
    الجنة... وفي المسند من حديث معاذ ابن جبل قال: قال رسول الله
    لا » : قلت: بلى. قال ،« ألا أدلك على باب من أبواب الجنة » :
    وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب .« حول ولا قوة إلا بالله
    مفتاحًا يفتح به؛ فجعل مفتاح الصلاة الطهور؛ كما قال: مفتاح
    الصلاة الطهارة، ومفتاح الحج الإحرام، ومفتاح البر الصدق،
    ومفتاح الجنة التوحيد، ومفتاح العلم حسن السؤال وحسن
    الإصغار، ومفتاح النصر والظفر الصبر، ومفتاح المزيد الشكر،
    ومفتاح الولاية المحبة والذكر، ومفتاح الفلاح التقوى، ومفتاح
    التوفيق الرغبة والرهبة، ومفتاح الإجابة الدعاء، ومفتاح الرغبة في
    الآخرة الزهد في الدنيا، ومفتاح الإيمان التفكر فيما دعا الله عباده
    إلى التفكر فيه، ومفتاح الدخول على الله إسلام القلب وسلامته له
    والإخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك، ومفتاح حياة
    القلب تدبر القرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب، ومفتاح
    .(٢٦٢/ ١) الفتاوى: ( ١٠ )
    من عجائب الاستغفار ٤٩
    حصول الرحمة الإحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده،
    ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى، ومفتاح العز طاعة
    الله ورسوله، ومفتاح الاستعداد للآخرة قصر الأمل، ومفتاح كل
    خير الرغبة في الله والدار الآخرة، ومفتاح كل شر حب الدنيا
    وطول الأمل، وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم وهو: معرفة
    مفاتيح الخير والشر، لا يوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه
    وتوفيقه، فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحًا وبابًا
    .( يدخل منه إليه ( ١
    * وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - رحمه الله تعالى :
    الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب ومن
    العمل الناقص إلى العمل التام، ويرفع العبد من المقام الأدنى إلى
    الأعلى منه والأكمل؛ فإن العابد لله والعارف بالله في كل يوم بل في
    كل ساعة بل في كل لحظة يزداد عمًلا بالله وبصيرة في دينه
    وعبوديته بحيث يجد ذلك في طعامه وشرابه ونومه ويقظته وقوله
    وفعله ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها
    حقها؛ فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، بل هو
    مضطر إليه دائمًا في الأقوال والأحوال، في الغوائب والمشاهد؛ لم ا
    فيه من المصالح وجلب الخيرات ودفع المضرات وطلب الزيادة في
    القوة في الأعمال القلبية والبدنية اليقينية الإيمانية، وقد ثبتت دائرة
    الاستغفار بين أهل التوحيد واقتراﻧﻬا بشهادة أن لا إله إلا الله من
    .(٤٨/ ١) حادي الأرواح: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ٥٠
    أولهم إلى آخرهم ومن آخرهم إلى أولهم ومن الأعلى إلى الأدنى،
    وشمول دائرة التوحيد والاستغفار للخلق كلهم وهم فيها درجات
    عند الله ولكل عامل مقام معلوم؛ فشهادة أن لا إله إلا الله بصدق
    ويقين تذهب الشرك كله دقه وجله خطأه وعمده أوله وآخره
    وسره وعلانيته، وتأتي على جميع صفاته وخفاياه ودقائقه،
    والاستغفار يمحو ما بقي من عثراته ويمحو الذنب الذي هو من
    شعب الشرك؛ فإن الذنوب كلها من شعب الشرك فالتوحيد يذهب
    أصل الشرك والاستغفار يمحو فروعه فأبلغ الثناء قول: لا إله إلا
    الله، وأبلغ الدعاء قول: أستغفر الله.
    وقال: التوبة من أعظم الحسنات والحسنات كلها مشروط فيها
    الإخلاص لله وموافقة أمره باتباع رسوله والاستغفار من أكبر
    الحسنات، وبابه واسع فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو
    رزقه أو تقلب قل ٍ ب فعليه بالتوحيد والاستغفار؛ ففيهما الشفاء إذا كانا
    بصدق وإخلاص، وكذلك إذا وجد العبد تقصيرًا في حقوق القرابة
    والأهل والأولاد والجيران والإخوان فعليه بالدعاء لهم.
    ما أصرَّ من استغفر وإن عاد » : وسئل رحمه الله عن قوله
    هل المراد ذكر الاستغفار باللفظ، أو .« في اليوم والليلة سبعين مرة
    أنه إذا استغفر ينوى بالقلب أن لا يعود إلى الذنب، وهل إذا تاب
    من الذنب وعزم بالقلب أن لا يعود إليه وأقام مدة ثم وقع فيه
    أفيكون ذلك الذنب القديم يضاف إلى الثاني أو يكون مغفورًا
    بالتوبة المتقدمة...؟
    من عجائب الاستغفار ٥١
    فأجاب: الحمد لله؛ بل المراد الاستغفار بالقلب مع اللسان فإن
    لا » كما في الحديث الآخر « التائب من الذنب كمن لا ذنب له »
    فإذا أصر على ؛« كبيرة في الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار
    الصغيرة صارت كبيرة، وإذا تاب منها غفرت؛ قال تعالى :
    {وَالَّذِينَ ِإ َ ذا َفعَلُوا فَاحِشًَة َأوْ َ ظَلمُوا َأنْفُسَهُمْ َ ذ َ كرُوا اللَّهَ فَاسْتَغَْفرُوا
    لِ ُ ذنُوِب ِ همْ} الآية، وإذا تاب توبة صحيحة غفرت ذنوبه؛ فإن عاد
    .( إلى الذنب فعليه أن يتوب أيضًا وإذا تاب قبل الله توبته أيضًا ( ١
    * قال ابن القيم - رحمه الله تعالى: فصل- وأما الاستغفار فهو
    لقومه :  نوعان: مفرد، ومقرون بالتوبة؛ فالمفرد كقول نوح
    {َفقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ِإنَّهُ كَا َ ن َ غفَّارًا * يُرْسِ ِ ل السَّمَاءَ عََليْ ُ كمْ
    ١١ ]، وكقول صالح لقومه : {َلوَْلا ، مِدْرَارًا} [نوح: ١٠
    تَسْتَغْفِرُو َ ن اللَّهَ َلعَلَّكُمْ تُرْحَمُو َ ن} [النمل: ٤٦ ]، وكقوله تعالى :
    {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ِإنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: ١٩٩ ]، وقوله :
    {وَمَا كَا َ ن اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وََأنْتَ فِي ِ همْ وَمَا كَا َ ن اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ
    .[ يَسْتَغْفِرُو َ ن} [الأنفال: ٣٣
    والمقرون كقوله تعالى: {وََأنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ُثمَّ تُوبُوا ِإَليْهِ
    يُمَتِّعْ ُ كمْ مَتَاعًا حَسَنًا ِإَلى َأجَ ٍ ل مُسَمى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي َفضْ ٍ ل َفضَْلهُ}
    [هود: ٣]، وقول هود لقومه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ُثمَّ تُوبُوا ِإَليْهِ يُرْسِ ِ ل
    السَّمَاءَ عََليْ ُ كمْ مِدْرَارًا} [هود: ٥٢ ]، وقول صالح لقومه: {هُوَ
    َأنْشََأكُمْ مِنَ الَْأرْ ِ ض وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا َفاسْتَغْفِرُوهُ ُثمَّ تُوبُوا ِإَليْهِ ِإنَّ رَبِّي
    .(٣٩١/ ١) الفتاوى: ( ١١ )
    من عجائب الاستغفار ٥٢
    قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: ٦١ ]، وقول شعيب: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ُثمَّ
    تُوبُوا ِإَليْهِ ِإنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: ٩٠ ]؛ فالاستغفار المفرد
    كالتوبة بل هو التوبة بعينها مع تضمنه طلب المغفرة من الله وهو
    محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره، لا كما ظنه بعض الناس أﻧﻬا
    الستر؛ فإن الله يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له؛ ولكن الستر
    لازم مسماها أو جزؤه؛ فدلالتها عليها إما بالتضمن وإما باللزوم،
    وحقيقتها وقاية شر الذنب، ومنه "المغْفر" لما يقي الرأس من لأذى
    والستر لازم لهذا المعنى وإلا فالعمامة لا تسمى "مغْفرًا" ولا القبع
    ونحوه مع ستره فلا بد في لفظ المغفر من الوقاية.
    وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب في قوله: {وَمَا َ كا َ ن
    اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُو َ ن} [الأنفال: ٣٣ ]؛ فإن الله لا يعذب
    .( مستغفرًا( ١
    * قال الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى - قلت: الطريقة المثلى
    هي المحمدية، وهو الأخذ من الطيبات، وتناول الشهوات المباحة من
    غير إسراف، كما قال تعالى: {يَا َأيُّهَا الرُّسُ ُ ل ُ كُلوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ
    .[ وَاعْمَُلوا صَالِحًا} [المؤمنون: ٥١
    لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآتي » : وقد قال النبي
    فلم ؛« النساء، وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني
    يشعر لنا الرهبانية، ولا التمزق ولا الوصال بل ولا صوم الدهر،
    ودين الإسلام يسر وحنيقية سمحة، فليأكل المسلم من الطيب إذا
    ،[ أمكنه، كما قال تعالى {لِيُنْفِقْ ُ ذو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} [الطلاق : ٧
    .(٣٠٨/ ١) مدارج السالكين: ( ١ )
    من عجائب الاستغفار ٥٣
    وكذلك اللحم، ، وقد كان النساء أحب شيء إلى نبينا
    والحلوى، والعسل، والشراب الحلو البارد، والمسك، وهو أفضل
    الخلق وأحبهم إلى الله تعالى، ثم العابد العري من العلم، متى زهد
    وتبتل وجاع، وخلا بنفسه، وترك اللحم والثمار، واقتصر على
    الدقة والكسرة، صفت حواسه ولطفت، ولازمته خطرات النفس،
    وسمع خطابًا يتولد من الجوع والسهر، لا وجود لذلك الخطاب
    والله في الخارج، وولج الشيطان في باطنه وخرج، فيعتقد أنه قد
    وصل، وخوطب وارتقى، فيتمكن منه الشيطان، ويوسوس له،
    فينظر إلى المؤمنين بعين الازدراء، ويتذكر ذنوﺑﻬم، وينظر إلى نفسه
    بعين الكمال، وربما آل به الأمر إلى أن يعتقد أنه ولي، صاحب
    كرامات وتمكن، وربما حصل له شك، وتزلزل إيمان ه؛ فالخلوة
    والجوع أبوجاد الترهب، وليس ذلك من شريعتنا في شيء؛ بلى
    السلوك الكامل هو الورع في القوت، والورع في المنطق، وحفظ
    اللسان، وملازمة الذكر، وترك مخالطة العامة، والبكاء على الخطيئة،
    والتلاوة بالترتيل والتدبر، ومقت النفس وذمها في ذات الله،
    والإكثار من الصوم المشروع، ودوام التهجد، والتواضع للمسلمين،
    وصلة الرحم، والسماحة وكثرة البشر، والإنفاق مع الخصاصة،
    وقول الحق المر برفق وتؤدة، والأمر بالعرف، والأخذ بالعفو،
    والإعراض عن الجاهلين، والرباط بالثغر، وجهاد العدو، وحج
    البيت، وتناول الطيبات في الأحايين، وكثرة الاستغفار في السحر.
    .( فهذه شمائل الأولياء، وصفات المحمديين، أماتنا الله على محبتهم ( ١
    .(٨٩/ ١) سير أعلام النبلاء: ( ١٢ )
    من عجائب الاستغفار ٥٤
    إن القلوب تصدأ » : * عن محمد بن المنكدر، عن أنس مرفوعًا
    .(١)« كما يصدأ الحديد وجلاؤها الاستغفار
    * ذكر محمد بن مسرور عن أبيه قال: سمعت سليمان بن أسود
    القاضي يقول: قد برز الناس للاستسقاء في بعض أيام سعيد بن
    سليمان، فلما ابتدأ خنقته العبرة، وأشكلت عليه الخطبة،
    فاختصرها، وكثر من الاستغفار، والضراعة، ثم صلى، وانصرف،
    .( فسقى الناس ليومهم ( ٢
    * قال أعرابي: من أقام بأرضنا فليكثر من الاستغفار، فإن مع
    .( الاستغفار القطار ( ٣
    عجبت لمن يهلك والنجاة معه. : * قال علي بن أبي طالب
    .( قيل: وما هي: قال الاستغفار ( ٤
    * حدث يزيد بن أبي عطاء أنه سمع عمر بن عبد العزيز وهو
    يخطب الناس على المنبر في خلافته يقول: يا أيها الناس، من ألم
    بذنب فليستغفر الله وليتب إليه؛ فإنما الهلاك في الإضراب عن
    الاستغفار؛ فإني قد علمت أن الله قد وصف في رقاب أقوام خطايا
    قبل أن يخلقهم، لابد لهم أن يعملوا ﺑﻬا، فمن ألم بذنب فليستغفر
    .( الله، وليتب إليه ( ٥
    .(٢٦٣/ ١) ميزان الاعتدال: ( ٤ )
    .(١٥/ ٢) المقتبس من أنباء الأندلس: ( ١ )
    .(٢٤٣/ ٣) عيون الأخبار: ( ١ )
    .(٨٧٢/ ٤) عيون الأخبار: ( ١ )
    .(٥٤٢/ ٥) مختصر تاريخ دمشق: ( ٨ )
    من عجائب الاستغفار ٥٥
    * عن سفيان الثوري قال: قال الربيع بن خيثم : داء البدن
    .( الذنوب ودواؤها الاستغفار وشفاؤها ألا تذنب في الدنيا ( ١
    من استبطأ رزقه » : * وقال أبو عبد الله جعفر الصادق
    .(٢)« فليكثر من الاستغفار
    * وقال وكيع بن الجراح رحمه الله تعالى: طريق الله بضاعة لا
    يرتفع فيها إلا صادق، وكان إذا آذاه شخص يرفع التراب على
    رأس نفسه، ويقول: لولا ذنبي ما سلطت هذا علي، ثم يكثر من
    .( الاستغفار حتى يسكن ذلك المؤذي عنه ( ٣
    * عن علي بن ربيعة قال: جعلني علي خلفه ثم سار بي في
    جبانة ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا
    يغفر الذنوب أحد غيرك، ثم التفت إلي فضحك؛ قال: جعلني رسول
    خلفه ثم سار بي في جانب الحرة ثم رفع رأسه إلى السماء ثم  الله
    ثم .« اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب أحد غيرك » : قال
    التفت إليَّ فضحك فقلت: يا رسول الله، استغفارك ربك والتفاتك
    ضحكت لضحك ربك لعجبه لعبده أنه يعلم » : إليَّ تضحك؟ قال
    .(٤)« أنه لا يغفر الذنوب أحد غيره
    .(٤٦٩/ ١) بغية الطلب في تاريخ حلب: ( ٣ )
    .(٢٩/ ٢) الطبقات الكبرى للشعراني: ( ١ )
    .(٦٠/ ٣) الطبقات الكبرى للشعراني: ( ١ )
    .(٣١٢/ ٤) المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني: ( ٩ )
    من عجائب الاستغفار ٥٦
    بل ها هنا من الأدوية ...» : * قال ابن القيم رحمه الله تعالى
    التي تشفي من الأمراض ما لم يهتد إليها عقول الأطباء ولم تصل
    إليها علومهم وتجارﺑﻬم وأقيستهم من الأدوية القلبية والروحانية وقوة
    القلب واعتماده على الله تعالى والتوكل عليه والانطراح والانكسار
    بين يديه والتذلل له والصدقة والدعاء والتوبة والاستغفار والإحسان
    إلى الخلق وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب؛ فإن هذه الأدوية
    قد جربتها الأمم على اختلاف أدياﻧﻬا ومللها فوجدوا لها من التأثير
    في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه،
    وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أمورًا كثيرة ورأيناها تفعل ما لا
    .(١)«... تفعل الأدوية الحسية
    * * *
    .(١١-١٠/ ١) زاد المعاد: ( ٤ )
    من عجائب الاستغفار ٥٧
    القصص
    القصة الأولى:
    (اللهم اسقنا)
    قال الأوزاعي: خرج الناس يستسقون، فقام فيهم بلال بن
    سعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: {َليْسَ عََلى الضُّعََفاءِ وََلا عََلى
    اْلمَرْضَى وََلا عََلى الَّذِينَ َلا يَجِدُو َ ن مَا يُنْفُِقو َ ن حَرَجٌ ِإ َ ذا نَصَحُوا لِلَّهِ
    وَرَسُولِهِ مَا عََلى الْمُحْسِِنينَ مِنْ سَِبي ٍ ل وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة :
    ٩١ ]، وقد أقررنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا؟! اللهم
    .( اغفر لنا وارحمنا واسقنا! فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا ( ١
    القصة الثانية
    (استغفِر الله، استغفر الله)
    قال ابن صبيح: شكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له: استغفر
    الله.
    وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله.
    وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله.
    وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله.
    .(٩٢/ ١) سير أعلام النبلاء: ( ٥ )
    من عجائب الاستغفار ٥٨
    فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما قلت من عندي شيئا، إن الله تعالى
    يقول في سورة نوح: {َفقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّ ُ كمْ ِإنَّهُ َ كا َ ن َ غفَّارًا *
    يُرْسِ ِ ل السَّمَاءَ عََليْ ُ كمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْ ُ كمْ ِبأَمْوَا ٍ ل وَبَِنينَ وَيَجْعَلْ َل ُ كمْ
    .(١) [١٢- جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ َل ُ كمْ َأنْهَارًا} [نوح: ١٠
    القصة الثالثة
    (تكدر بالها، فرجعت لأحسن حالها)
    لم يهدأ لها بال، ولم يقر لها قرار، تشتتت أفكارها، وكثرت
    همومها، بعد أن انقلبت حال زوجها بشكل مفاجئ، فأصبح
    يضرﺑﻬا، ويهددها، ويسيء معاملتها، - بعد أن قضت معه عدة
    سنوات، لم يتكدر عيشهم إلا أيامًا قليلة – فأرجعت تفكيرها
    لماضي أيامه، وسالف أزمانه، فتذكرت طيب كلامه، وحسن فعاله،
    وكريم خصاله، حينها طال عجبها، وكثر استغراﺑﻬا فما الذي غيره
    يا ترى؟! هل نمي إليه كلام لم أقله؟ هل أخطأت من حيث أشعر أم
    لا أشعر؟ هل وهل... الخ.
    أسئلة تدور في خلدها كل يوم ولم تجد لها جوابًا شا فيًا،
    والزوج تزداد أفعاله، حتى كرهت الجلوس معه، والمكوث عنده،
    فأخبرت أهلها بحالها، فنصحوها بالصبر، وذكروها بأبنائها، فعلمت
    أن الملجأ الوحيد هو الله تعالى، وأنه علام الغيوب، وكاشف
    .(٣٠٢/ ١) تفسير القرطبي: ( ١٨ )
    من عجائب الاستغفار ٥٩
    الكروب، فلزمت الدعاء والاستغفار، والمحافظة على الأذكار، في
    العشي والإبكار، وصيام النهار، وقيام الليل في الأسحار.
    ، وأتبعت ذلك تعليم أبنائها القرآن الكريم، وسيرة الرسول
    راجية من الله تعالى تفريج كرﺑﻬا، وكشف ما ﺑﻬا.
    وفي ذلك اليوم العصيب دخل زوجها وبالغ في ضرﺑﻬا أكثر من
    العادة، ثم خرج غير آبه بما فعل، ولا آسف لما حصل، فلم يعد
    للصبر مجال، ولا لحياﺗﻬا معه جمال، فقامت من مكاﻧﻬا باكية،
    واتصلت بأهلها شاكية، وأمرﺗﻬم باﻟﻤﺠيء لأخذها، فجاؤوا
    ليصبروها، وبالفرج يذكروها، لكن لما رأو ما ﺑﻬا أشفقوا لحالها،
    وفكروا بمآلها، فبينا هم في تلك الحال، وبعد هدوء البال، سمعوا
    صوتًا أفزعهم، فقاموا إلى المطبخ مسرعين، فلم يجدوا أثرًا لما سمعوه،
    فخرجوا إلى موزع الكهرباء فزعين، فلم يرو شيًئا لما ظنوه، فجالوا
    في ساحة البيت، باحثين عن مصدر الصوت، وفجأة ! توقفت
    الأنظار، وشخصت الأبصار، وجدوا (بلاطة) خارجة عن مكاﻧﻬا،
    فرفعوها حذرين، ووقفوا متأملين، فشاهدوا تحتها شيًئا من عمل
    السحر، فانتاﺑﻬم خوف شديد، ثم اهتدوا لأمر سديد؛ فاتصلوا بمن
    له خبرة، وأعلموه بالأمر وخبره، فأعطاهم طريقة للتخلص من
    السحر وأثره، متوكلين على الله، فلا ملجأ منه إلا إليه.
    أما الزوج فكان خارج البيت ولم يعلم الخبر، فجاء مسرعًا بعد
    إزالة الأثر، وخافت الزوجة أن يسيء إليها أمام أهلها، لكن الأمر
    اختلف، والأمر بينهما ائتلف، فقد جاء ليضحكها بعد ما أبكاها،
    من عجائب الاستغفار ٦٠
    وليبرئ جرحها بعد ما أنكاها، لقد دخل بثغر باسم، ولنفسه لائم،
    ولحسن الفعال ملازم، فرجعت حالهم أحسن من ماضيها، وسابقها
    لا يفوق تاليها.
    فهذه عاقبة الاستغفار والدعاء ، والالتجاء لرب الأرض
    والسماء، فعطاؤه ليس له حدود، وهو ذو الكرم والجود.
    القصة الرابعة
    (أثر الاستغفار)
    كانت تلك العائلة تحلم ببيت مناسب لسكنهم، حيث تقيم في
    منزل متهالك، مضى عليه عشرات السنوات، لا يقي من البرد، ولا
    المطر، ففكرت ربة البيت في حالهم، ونظرت بعط ف لصغارها
    ومآلهم، فليس عندهم مال يكفيهم، ولا بيت يؤويهم، فهداها الله
    تعالى إلى الاستغفار فأكثرت منه، وأصبحت في أغلب أحوالها لا
    تفتر، وأتبعت ذلك دعاء في قيام الليل وحثت زوجها لمثله، ولم
    يمض وقت طويل حتى جاء يوم رأت فيه أثر استغفارها، ودعائها،
    فاستجاب الله تعالى لها بأن يسر لهم بيتًا جديدًا بأقساط ميسرة
    وكانت تقول بعد ذلك: لم أحلم يومًا بمثله، فلله الحمد رب
    العالمين.
    من عجائب الاستغفار ٦١
    القصة الخامسة
    (من حال إلى حال)
    لأﻧﻬا موظفة على البند جاءها قرار الاستغناء عنها إلا إن جاءت
    بواسطة فتألمت وتأملت وعلى الله تعالى توكلت، ومن حينها بدأت
    بالدعاء والاستغفار ومن حسن ظنها برﺑﻬا تفاءلت بأﻧﻬا ستكون
    موظفة رسمية.
    وفي أحد الأيام ذهبت لتستطلع الخبر، فأعادوا عليها قولهم
    السابق؛ وهل جاءت بواسطة أم لا؟ - وكانت الغرفة مليئة
    بالعاملات – فقالت واثقة بالله تعالى: إن الله تعالى هو من سييسر
    لي طلبي.
    وخرجت من المكتب، وبعد مدة اتصلت على تلك الموظفة
    لتسأل عن الجديد في أمرها فقالت لها: لقد وثقت بالله تعالى
    فأعطاك ما تمنيت فقد وصلنا الآن تعيينك رسميًا. فشكرت الله تعالى
    على تيسيره وحيَّت المسؤولة منهية للاتصال.
    القصة السادسة
    (لزوم الاستغفار)
    بعد أربعة أبناء لم تحمل تلك المرأة فذهبت للأطباء فأبعدوا
    الأمل في رجوع الحمل لها وأخبروها أن فحوصاﺗﻬا أثبتت ذلك،
    وطالت المدة وبدأ الزوج بالاستغفار قائمًا وقاعدًا، وفي يوم أسعد
    من عجائب الاستغفار ٦٢
    تلك المرأة بعد أحد عشر عامًا عندما أحست بألم في بطنها فذهبت
    للطبيبة فأمرﺗﻬا بالكشف للتأكد من الحمل أو عدمه وحينها جاءﺗﻬا
    البشرى بأﻧﻬا حامل فحمدت الله تعالى على فضله.
    القصة السابعة
    (داعية ترشد زوجة المدمن)
    روت إحدى الداعيات أﻧﻬا لما انتهت يومًا من إلقاء محاضرﺗﻬا
    جاءت إليها امرأة تشكو حال زوجها المدمن وأنه يضرﺑﻬا ويبالغ في
    إهانتها ولا ينفق عليها فأوصتها بكثرة الاستغفار واللجوء إلى الله
    تبارك وتعالى وخاصة في السجود وفي آخر الليل ثم ذهبت، وبعد
    عدة أشهر كانت الداعية تلقي محاضرة ولما انتهت أتت إليها امرأة
    وشكرﺗﻬا ودعت لها ثم قالت: ألم تعرفيني؟ أنا الذي جئتك قبل عدة
    أشهر فأخبرتك بحالي فأوصيتيني بكذا وكذا، وقد عملت بما قلت،
    ووالله إنه لم يمض على ذلك ستة أشهر إلا ويتوب زوجي ويترك
    المخدرات وأصبحت أنا وأبنائي كل همه وشغله الشاغل حتى إني
    أتمنى أن يخرج لأنظف البيت؛ فالحمد لله على نعمه التي تترا.
    من عجائب الاستغفار ٦٣
    القصة الثامنة
    (جاءها ما تمنت)
    تقول المرأة: كلما رأيت بيت الله الحرام في الصور طار قلبي
    محبة وشوًقا؛ فأنا منذ أن كنت حام ً لا بابني الأول قبل تسعة عشر
    عامًا لم أذهب إليه، وكلما طلبت زوجي رفض ذلك، فأصبحت
    أمنيتي الوحيدة أداء العمرة، وفي تلك السنة بدأت بجمع المال؛ أم ً لا
    في الذهاب للعمرة؛ ولكن زوجي رفض، وابني لا يستطيع الذهاب
    بمفرده؛ لبعد المسافة وعدم معرفته الطريق، وكانت أختي ستذهب
    مع زوجها للعمرة فطلبت منهم مرافقتهم في الطريق فوافقوا،
    وبدأت أجهز أغراض السفر والفرحة تغمرني والأنس يملأ قلبي، حتى
    غير ذلك اتصال أختي قائلة: سنذهب غدًا بعد صلاة الفجر لكن
    للسياحة ثم نذهب بعدها إلى مكة؛ فأحسست بحزن شديد، لكني لم
    أيأس من رحمة الله تعالى؛ فقمت تلك الليلة وصليت ودعوت ربي
    وألححت بالدعاء، ثم صليت الفجر وأكثرت الاستغفار والدعاء،
    وفي الظهر اتصلت أختي فظننت أﻧﻬا اتصلت لتخبرني بوصولهم
    سالمين لكنها قالت لي: إن أخا زوجي سيرافقنا. ونظرًا لحالة زوجته
    الصحية التي لا تسمح له بالتنقل سنذهب إلى مكة مباشرة، ففرحت
    فرحًا شديدًا، وأديت العمرة وجلست خمسة عشر يومًا، وكانت
    من أسعد أيام حياتي، فلله الحمد والشكر أن يسر لي ذلك وأسأله
    القبول.
    من عجائب الاستغفار ٦٤
    القصة التاسعة
    (يسر الله تعالى أمرها)
    كثرت مشاكل تلك الزوجة مع أهل زوجها والجميع مخطئ
    ولما حملت المرأة وجاءت بولد زادت المشاكل فذهب الزوج ﺑﻬا إلى
    أهلها ومكثت عندهم سنتين أو ثلاًثا دون أن يطلقها، ثم ردها إليه
    في بيت بمفردها فصارت تحرص على كسب رضا زوجها وأهله؛
    لكنهم غير راضين عنها، ثم تزوج بامرأة أخرى فأحسن أهل الزوج
    العلاقة معها لإغاظة للأولى، وأصبح الزوج يمنعها من الذهاب
    لأهلها ويقدم زوجته الأخرى عليها، ومضت السنون وأنجبت عددًا
    من الأولاد فلما رأت تفاقم المشاكل واستمرارها لجأت إلى الله
    تعالى بالدعاء والاستغفار، وفي يوم رأت رؤيا في منامها فقصتها
    على معبر فقال: هذا فرج لك. وما لبثت المرأة سوى أسابيع إلا
    ويحسن زوجها معاملتها، وكان يقول من شدة محبته لها: أتمنى أن
    أموت قبلك.
    أما أهله فأحسنوا معاملتها وكفوا عن أذاها.
    القصة العاشرة
    (الوظيفة)
    بعد تخرُّجه من إحدى القطاعات لبث بضع سنوات يذهب هنا
    وهناك عله يجد وظيفة تسد حاجته، ينفق على نفسه وأهله، ولكن
    من عجائب الاستغفار ٦٥
    الأبواب دونه تغلق، والإدارات لا تقبل تخصصه، فتأمل في حاله،
    وخاف أن يكون عالة على غيره، وسرعان ما تذكر {ِإنَّ اللَّهَ هُوَ
    الرَّزَّاقُ ُ ذو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: ٥٨ ]، ولم يغب عنه قوله
    تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ ِ رزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُو َ ن} [الذاريات: ٢٢ ]، وأنه
    يجب عليه أن يبحث عن رزقه، ويسعى في طلبه؛ فالسماء لا تمطر
    ذهبًا ولا فضة!! ومع السعي بدأ بالاستغفار، وأكثر منه في العشي
    والإبكار، واستمر على ذلك عدة أيام فحصل على مراده، وجاءه
    ما تمنى وزيادة، فالحمد لله على فضله وإنعامه.
    القصة الحادية عشرة
    (بعد الثلاثين)
    مضى على زواجهما بضع سنوات، ولم تحمل المرأة، فبحثا عن
    علاج وأسباب، لكنها لم تداو جرحًا، ولم تذهب أًلما، ومع كل يوم
    تشتاق أنفسهما للولد، يحمل اسمهما، ويبرهما، ويكون عونًا لهما،
    والأيام تمضي، والسنون تتعاقب، والشوق يزداد، لكن الذي
    يتذاكرانه في تلك الأيام هو قوله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ ِإنَاًثا
    وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّ ُ كورَ * َأوْ يُزَوِّجُهُمْ ُ ذ ْ كرَانًا وَِإنَاًثا وَيَجْعَ ُ ل مَنْ
    .[٥٠ ، يَشَاءُ عَقِيمًا ِإنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: ٤٩
    ولكنهما لم ييأسا من روح الله تعالى، وسلكا الطريق المشروعة
    للعلاج، وبعد ثلاثين سنة تذكر الزوجان علاجًا لم يعملانه، ولم
    يداوما عليه (وهو الاستغفار)؛ فيخبر الزوج أنه بعد استمراره
    من عجائب الاستغفار ٦٦
    بالاستغفار مدة يسيرة حملت امرأته، وأنجبت بعد ثلاثين سنة من
    زواجهما، ولا تسأل عن فرح بما طال انتظاره، وظنًا أن لن يكون،
    ولكن الله إذا قضى أمرًا فإنما يقول له: كن؛ فيكون، فله الحمد على
    ما أعطى.
    * * *
    من عجائب الاستغفار ٦٧
    المراجع
    ١- القرآن الكريم.
    ٢- تفسير الطبري.
    ٣- تفسير ابن كثير.
    ٤- تفسير القرطبي.
    ٥- تفسير السعدي.
    ٦- تفسير ابن أبي حاتم.
    ٧- صحيح البخاري.
    ٨- صحيح مسلم.
    ٩- سنن أبي داود.
    ١٠ - سنن ابن ماجه.
    ١١ - سنن الدارمي.
    ١٢ - مسند الإمام أحمد.
    ١٣ - مصنف عبد الرزاق.
    ١٤ - المستدرك على الصحيحين للحاكم.
    ١٥ - شعب الإيمان للبيهقي.
    ١٦ - معجم الطبراني.
    ١٧ - صحيح وضعيف الترمذي للألباني.
    من عجائب الاستغفار ٦٨
    ١٨ - صحيح وضعيف سنن أبي داود للألباني.
    ١٩ - صحيح الترغيب والترهيب للألباني.
    ٢٠ - السلسلة الصحيحة للألباني.
    ٢١ - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد.
    ٢٢ - المطالب العالية للحافظ ابن حجر.
    ٢٣ - عون المعبود.
    ٢٤ - تحفة الأحوذي.
    ٢٥ - زاد المعاد.
    ٢٦ - مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام.
    ٢٧ - منهاج السنة النبوية.
    ٢٨ - إغاثة اللهفان.
    ٢٩ - الوابل الصيب.
    ٣٠ - إعلام الموقعين.
    ٣١٠ مدارج السالكين.
    ٣٢ - حادي الأرواح.
    ٣٣ - الطب النبوي لابن القيم.
    ٣٤ - شرح العمدة.
    ٣٥ - جامع العلوم والحكم.
    من عجائب الاستغفار ٦٩
    ٣٦ - الترغيب في فضائل الأعمال لابن شاهين.
    ٣٧ - الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن هشام.
    ٣٨ - الشكر لابن أبي الدنيا.
    ٣٩ - المنامات لابن أبي الدنيا.
    ٤٠ - الصمت لابن أبي الدنيا.
    ٤١ - التوبة لابن أبي الدنيا.
    ٤٢ - التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا.
    ٤٣ - الزهد للإمام أحمد.
    ٤٤ - ﺗﻬذيب الكمال.
    ٤٥ - حلية الأولياء.
    ٤٦ - صفة الصفوة.
    ٤٧ - سير أعلام النبلاء.
    ٤٨ - عيون الأخبار.
    ٤٩ - ميزان الاعتدال.
    ٥٠ - بحر العلوم للسمرقندي.
    ٥١ - المقتبس من أنباء الأندلس.
    ٥٢ - مختصر تاريخ دمشق.
    ٥٣ - بغية الطلب في تاريخ حلب.
    من عجائب الاستغفار ٧٠
    ٥٤ - الطبقات الكبرى للشعراني.
    ٥٥ - من عجائب الدعاء للمؤلف.
    ٥٦ - من عجائب الصدقة للمؤلف.
    * * *
    من عجائب الاستغفار ٧١
    الفهرس
    المقدمة ......................................................... ٥
    أو ً لا: الآيات ...................................................... ٧
    ثانيًا: التفسير ........................................................ ٩
    ثالًثا: الأحاديث ................................................... ١٢
    متفرقات في الاستغفار ............................................. ٢١
    من كلام العلماء ................................................... ٢٨
    القصص .......................................................... ٥٨
    القصة الأولى ............................................. ٥٨
    القصة الثانية .............................................. ٥٨
    القصة الثالثة .............................................. ٥٩
    القصة الرابعة ............................................. ٦١
    القصة الخامسة ........................................... ٦٢
    القصة السادسة ........................................... ٦٢
    القصة السابعة ............................................ ٦٣
    القصة الثامنة ............................................. ٦٤
    القصة التاسعة ............................................ ٦٥
    القصة العاشرة ............................................ ٦٥
    القصة الحادية عشرة ...................................... ٦٦
    المراجع ........................................................... ٦٨
    الفهرس ...................................... ٧٢

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 7:22 am