منتديات أنا مسلمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أنا مسلمة لكل المسلمين والمسلمات


    خطوات النجاح في حياة المرأة المسلمة

    amal
    amal
    مدير عام
    مدير عام


    عدد المساهمات : 584
    نقاط : 3152
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009
    العمر : 44
    الموقع : https://tita.yoo7.com

    خطوات النجاح في حياة المرأة المسلمة Empty خطوات النجاح في حياة المرأة المسلمة

    مُساهمة  amal الثلاثاء مايو 25, 2010 12:18 pm

    [center]مقدمةhttp://www.ktibat.com/showsubject-link-840.html
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:
    أمَّا بعد:
    أختي المسلمة:
    - هل لديك مشاكل عجزت عن حلِّها؟
    - هل تشتكين من ضعف شخصيتك؟
    - هل تشعرين بالضعف أمام نجاح الأخريات؟
    - هل تريدين دليلاً يقودك نحو النجاح في حياتك؟
    - هل أنت طموحة لكنك لا تنتجين؟
    - هل تريدين أن يُحبَّك الجميع؟
    إذا كان جوابك «نعم» على هذه الأسئلة أو معظمها فإنَّ هذا الكتاب يخصُّك كثيرًا.
    وما عليك إلا أن تسلكي خطوات النجاح خطوةً بخطوة ليكتمل بناؤك الشخصي، وتواكبين بطموحاتك الناجحات مِمَّن وفَّقهنَّ الله سبحانه وتعالى للسَّير على طريق السعادة والنجاح.
    إنَّ رسم الأهداف التي نريد تحقيقها، وانتقاء الأكثر أهمية لنا في حياتنا من تلك الأهداف، وتنظيم أوقاتنا وطاقاتنا، واستمرارنا على التخطيط لأعمالنا اليومية، وحُسن إدارة أعمالنا في الحياة، وتقويم ذواتنا وإنتاجاتنا، ومحاسبة أنفسنا بصراحة كلّ وقتٍ وحين، وفقهنا لحلِّ مشاكلنا في إدارة شئوننا، وفقه تعاملنا مع الآخرين، وعلوِّ همَّتنا في الحياة، وثباتنا على كلِّ هذه المبادئ - هي الخطوات التي ينبغي أن نرسمها في مسيرنا نحو النجاح والسعادة.
    وهذا الكتاب، على صغر حجمه، يُعرِّفك - أختي المسلمة – بتلك الخطوات، ويتناولها خطوةً خطوة وفق تصوُّرٍ إسلاميٍّ أصيل، نابعٌ من الكتاب والسُنة على فهم سلف هذه الأمَّة، ويحاول تسليط الأضواء على خطوات النجاح كما دلَّت عليها قواعد الدين وأصوله.
    فهو يقودك – أختاه - نحو تكامل شخصيتك في الحياة، ويدلُّك على عناصر القوَّة في بناء شخصيةٍ إسلامية ناجحة.
    فسيري على تلك الخطوات، والله يحفظك ونساء المسلمين من مخطّطات الأعداء وسهام السفهاء، ويجعلك نورًا تتبدَّد به ظُلَمُ الفساد في كلِّ البلاد .. والله من وراء القصد.


    * * *
    الخطوة الأولى
    تحديد الهدف
    أختي المسلمة:
    لا بدَّ أن تُدركي أهمية هذه الخطوة في كلِّ حركةٍ تقومين بها في حياتك، وإدراكك لمدى أهمية هذه الخطوة، ثم ترجمة ذلك الإدراك إلى تنفيذٍ واقعيٍ عمليٍّ هو الذي يُؤهِّلك للانطلاقة السليمة نحو النجاح.
    ولا بدَّ أن تعلمي أنَّ رسم الأهداف منهجٌ رباني، نهجه الأنبياء والمرسلون صلوات ربِّي وسلامه عليهم أجمعين، ولم يزل ينهجه الصالحون من الصحابة والتابعين، لأنه يقوِّي مبدأ الثبات والصبر والتحمُّل حين مواجهة العقبات في طريق النجاح.
    وفي حياتنا تنقسم الأهداف إلى قسمين:
    الأول- هدف كلِّي ثابت.
    الثاني- هدف جزئي متغيِّر.
    1- الهدف الكلي الثابت:
    وهو هدفٌ فطريٌّ في أعماق النفس البشرية، وقد دلَّت عليه نصوص الوحي من الكتاب والسُنة، ودلَّت عليه العقول السليمة والفطر النقية الطاهرة .. ولتعلمي ذلك الهدف لا بدَّ أن تطرحي سؤالاً مباشرًا على نفسك.
    ○ لماذا خُلقت؟ ولماذا أموت؟ وماذا عن مصيري بعد الموت؟
    وعلى قدر إجابتك على تلك الأسئلة تُحدِّدين هدفك من الوجود.
    لقد خلقك الله - يا أَمَة الله – للعبادة، ولا شي غير العبادة .. قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات : 56].
    وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة : 5].
    فتذكري – أختاه – أنَّ هدفك الأسمى في الحياة هو عبادة الله سبحانه، فهو الخالق الرازق، خلق الكون فأبدعه، وخلق الإنسان وصوَّره، وبثَّ آياته في الوجود؛ فليس في الكون شيءٌ إلاَّ ويدلُّ على وجوده وألوهيته .. خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ [آل عمران: 190، 191].
    أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ [الغاشية: 17-21].
    فغاية وجودك على هذه البسيطة هو تحقيق العبودية لله جلَّ وعلا، وذلك بالاستقامة على أمره واجتناب نهيه، وقد بيَّن القرآن الكريم هذا الهدف بخطابٍ صريحٍ في آيات كثيرة .. من ذلك قول الله تعالى:
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 21].
    واعلمي – أختاه – أنَّ الرسل صلوات الله عليهم جميعًا، ما أُرسِلوا إلاَّ لهذا الهدف السامي .. يدلُّ على ذلك قول الله جلَّ وعلا:
    وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء : 25].
    وقوله سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل : 36].
    وحينما تُحدِّدين هذا الهدف من الحياة، ينبغي أن تُدركي جيدًا أنَّ ذلك حقَّ الله سبحانه، نؤدِّيه إيمانًا بوجوده واعترافًا بنعمه وآلائه وحبًا فيه سبحانه وطمعًا في جنته وخوفًا من عذابه وعقابه .. فعن معاذ  قال: كنت رديف النبي  على حمارٍ فقال لي: «يا معاذ، أتدري ما حقُّ الله على العباد؟ وما حقُّ العباد على الله؟»..
    قلت: الله ورسوله أعلم.
    قال: «حقُّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، وحقُّ العباد على الله ألاَّ يُعذِّب من لا يُشرك به شيئًا».
    قلت: أفلا أُبشِّر الناس؟
    قال: «لا تُبشِّرهم فيتَّكلوا»( ).
    فعبادة الله في هذه الدنيا هدف المسلم وغايته الثابتة، لا تتبدَّل ولا تتغيَّر حتى الموت، أمَّا لماذا نموت؟ فلأنَّ الموت مُنعطِفٌ بين مرحلتَين من الوجود:
    مرحلة الحياة الدنيوية التي نُختَبر فيها بالأعمال، ومرحلة الحياة الأخروية التي نُجازَى فيها عن تلك الأعمال، إنْ خيرًا فخير وإن شرًّا فشر.
    يدلُّ على ذلك قول الله جلَّ وعلا:
    الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك: 2].
    وفي السُنة ما رُوي عن أنس  عن رسول الله  قال:
    «يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله»( ).
    فالدنيا دار ابتلاء والآخرة دار جزاء والموت فيصل بين الدارين..
    ولكن هناك سؤالٌ يتبادر إلى ذهن كثيرٍ من الناس وهو: كيف تكون حياتنا كلّها عبادة؟
    وإنما يطرح هذا السؤال من أشكل عليه العلم بمعنى «العبادة» في الإسلام، فالعبادة عند الإطلاق تتضمَّن كلَّ عملٍ يُرضي الله جلَّ وعلا، سواء كان من الفرائض والواجبات أو من المستحبَّات أو العادات المباحة، لذلك عرَّفها العلماء بأنها: «اسم جامعٌ لكلِّ ما يُحِبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة»( ).
    فالصلاة عبادة، والصيام عبادة، والزكاة عبادة، والحجُّ عبادة، والنوم أيضًا عبادة، والأكل والشرب كذلك عبادة، وكلُّ ما يقوم به الإنسان من أعمالٍ ظاهرةٍ أو باطنةٍ هو عبادة ما دام يُرضي الله جلَّ وعلا، يدلُّ على ذلك ما رُوي عن سعد بن أبي وقاص  عن النبي  قال: «إنك لن تُنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أثبتَ عليها، حتى اللقمة تجعلها في فِي( ) امرأتك»( ).
    وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يتعبَّدون الله بكافة شئون حياتهم .. قال زيد الشامي: إنِّي لأحبُّ أن تكون لي نية في كلِّ شيءٍ حتى في الطعام والشراب.
    وقال أيضًا: «انوِ في كلِّ شيءٍ تريد الخير منه، حتى خروجك إلى الكناسة».
    • أختاه .. هل أدركتِ حقيقة العبادة في الحياة؟
    إنها تشمل الحركات والأقوال والخاطر والأفكار، وتخصُّ جميع جزئيات الحياة وكلياتها وأنماطها وأشكالها، سواء في حال الجدِّ أو الهزل أو اليقظة أو النوم، أو العمل أو الراحة، كلها يمكن للإنسان المسلم أن يتعبَّد الله بها إذا حقَّق شروط العبادة كما يجب.
    إنكِ متى حقَّقت العبادة في سلوكك كافة، فقد حقَّقت الهدف المنشود وبنيتِ للنجاح أساسه وقواعده وأركانه وأطائده .. لكن هل تعلمين كيف تحققين ذلك؟
    إنَّ تحقيق العبادة لا يمكن أن يتمَّ إلا بشرطين اثنين:
    الأول- أن تكون العبادة لله.
    الثاني- أن تكون على مراد الله.
    أليس الله سبحانه وتعالى هو القائل: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك : 2]..
    فإحسان العمل إنما يكون بموافقة الصواب فيه، وإخلاصه لله سبحانه وتعالى، يدلُّ على ذلك قول الله جلَّ وعلا: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف : 110].
    ومن السُنة ما رُوي عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»( ).
    أختي المسلمة:
    لكي تكوني شخصيةً هادفةً في الحياة، بعيدة النظر في تناول القضايا والأحداث، حكيمة التصرُّف في تحديد المواقف والآراء، قوية المبدأ في التعامل مع تطوُّرات الحياة ومشاكلها .. لكي تكوني كذلك لا بدَّ أن تستحضري في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في حياتك هذا الهدف الكبير الذي يرسم لك طبيعة الأشياء على حقيقتها: طبيعة الوجود، وطبيعة الكون، وطبيعة المخلوقات، وطبيعة نفسك، وصفات الخالق لكلِّ هذا المحيط الفسيح من حولك، وطبيعة العلاقة التي ينبغي أن تربطك مع خالقك سبحانه ومع مفردات المخلوقات من حولك.
    إنَّ خطوة تحديد الهدف الكلِّي الثابت في الحياة شرطٌ للنجاح، ليس النجاح في الدنيا فقط، وإنما النجاح في الآخرة أيضًا .. ومتى فُقد ذلك الشرط فُقد جنس النجاح في الدنيا والآخرة، وحتى لو نجح الإنسان في تحصيل متاع الدنيا فإنَّ نجاحه خسارة في حقيقتها، قال تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر : 1-3].
    * * *
    2- الهدف الجزئي المتغير:
    فإذا انتهت من تحديد الهدف الثابت فاعلمي أنَّ جميع الأهداف في الحياة - سواء كانت طموحات مادية أو تطلعات علمية أو غايات شخصية - كلُّها تندرج تحت الهدف الأم، وهو العبادة.
    فأهدافك مهما تشكَّلت وتنوَّعت، فهي في النهاية يجب أن تنضوي تحت ظلال عبودية الله سبحانه، ومن هنا نستخلص قاعدة مهمة في رسم أهدافنا في الحياة:
    ○ «شرعية الهدف شرط في التعبد» ○
    فكلُّ هدف لا يُحبُّه الله ولا يرضاه، لا نُحدِّده ولا نرسمه، بل نلغيه من برامجنا مهما كانت نتائجه ومحصوله؛ ذلك لأنه يصطدم مع مبدأنا في الحياة وهدفنا في الوجود، ويناقض غايتنا التي خُلقنا من أجلها، وعليها مدار سعادتنا ونجاحنا في الدارين.
    لا بدَّ أن تكوني – أختاه – صارمة في تحديد أهدافك، وكلَّما أصبتِ في تحديد الهدف الشرعي وأخلصت في ذلك لله فقد أصبت مرَّتين:
    • مرَّة في الهدف الدنيوي القريب.
    • ومرَّة في الهدف الأسمى، وهو «عبادة الله».
    فتأمَّلي في هذا الكلام؛ فإنه أنفس ما ينبغي حفظه في طريق الحياة الناجحة.
    والأهداف الجزئية في الحياة، متنوِّعة وكثيرة، تختلف بحسب الطاقات والهمم، وكيفما كان طبيعة عملك فلا بدَّ أن تأخذي خطوة تحديد الهدف كأول خطوة واجبة، فمثلاً: إذا كانت طالبة في بداية العمل الدراسي، أو حتى خلال العام الدراسي، فلا بدَّ أن تطرحي على نفسك سؤالاً مباشرًا وصريحًا: لماذا أدرس؟!
    وبعد ذلك لا بدَّ أن تجيبي على ذلك السؤال بصدقٍ وصراحة؛ فإنَّ العقل السليم أنما يدلُّ على أنَّ الهدف من الدراسة هو طلب العلم وتحصيله، فهدفك إذًن هو اكتساب العلم وحفظه، فإن نويت بذلك الأجر والمثوبة فقد حقَّقت الخطوة الأولى على طريق النجاح فعلاً ويلزمك بقية الخطوات.
    وإن كنت ربَّة بيت، فاطرحي سؤالاً صريحًا لتحديد الهدف:
    لماذا تزوجت وأنجبت وما دوري في البيت؟
    ولا يجهل أحدٌ أنَّ هدف المرأة في بيتها هو خدمته وصيانته، خدمته: بطاعة الزوج وحفظه وخدمته، وتربية الأبناء وإرشادهم، وصون البيت من الشرور بترك المعاصي والمحرَّمات وحفظ الزوج في غيبته .. وكلَّما استحضرت المرأة هدفها من العشرة الزوجية، كلَّما كانت أنشط للقيام بدورها في بيتها.
    وهكذا في كلِّ مجالات الحياة، سواء في التجارة أو الإدارة أو غيرها من الأعمال، لا بدَّ من خطوة تحديد الهدف وتأطيره بدقَّة وحكمة ليسهل الإنجاز ويزول الإعجاز، وتتَّضح معالم الطريق نحو الغاية المنشودة؛ فتحديد الهدف شرطٌ في مسيرة النجاح، لا بدَّ من إنجازه قبل المسير.
    ولَمَّا كانت الأهداف متفاوتة في قيمتها ووزنها، كان لزامًا علينا أن نلتفت إلى هذا التفاوت، فنخطو خطوة ثانية نحو تحسين الهدف وانتقائه، فما هي هذه الخطوة؟
    * * *
    الخطوة الثانية
    الأهم قبل المهم
    والانطلاق في هذه الخطوة يتمُّ بعد الإيمان بتفاوت الأهداف في الحياة، وتغايرها من حيث وجوبها واستحبابها وجوازها.
    فهناك أهداف واجبة وأهداف مستحبَّة وأخرى جائزة.
    ومراعاة تقديم الواجب على المستحبِّ والمستحبِّ على الجائز خطوةٌ مهمةٌ نحو تحقيق نجاحٍ أضمن وأفضل.
    لذلك – أختي المسلمة – لا بدَّ أن تضعي ما افترضه الله عليك وأَوجَبه نصب عينيك طوال حياتك؛ لأنه أهم من سواه مهما كان نتاجه الدنيوي، فبرنامجك اليومي لا ينبغي أن تغفلي فيه عن أداء حقوق الله كاملة وكما بيَّن سبحانه وتعالى .. فمثلاً: الصلوات الخمس وبرّ الوالدين وصلة الرحم، واجبات ثابتة لا بدَّ من جعلها أهدافًا واجبة الإنجاز دون تأخير.
    فليس ثَمَّة هدف يسبق القيام إلى الصلاة، وليس ثَمَّة أمر يسوغ عقوق الوالدين أو قطع الرحم .. ويدلُّ على أهمية هذه الخطوة ما رُوي عن أبي هريرة  أنه قال:
    قال رسول الله : «إنَّ الله تعالى قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليّ عبدي بشيءٍ أحبّ إليّ مِمّا افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنَّه»( ).
    فأداء الفرائض أحبُّ إلى الله تعالى؛ لأنه هو الأصل والأساس؛ إذ يوافق الهدف الأسمى في الحياة في أجلى صوره، وأما غير الفرائض والواجبات فهو كالفرع للأصل، لذلك فمرتبته تأتي بعد التأسيس والتأصيل بإنجاز الأهم.
    أختاه..
    ولَمَّا كانت خطوة «الأهم قبل المهم» قاعدة في دِين الله سبحانه، كان عليك أن تجعليها أصلاً مبدئيًّا في الطريق إلى النجاح، فترتيب أوراق العمل وفق تلك الخطوة يُوفِّر عليك مهام كثيرة، ويجعلك أكثر استثمارًا للوقت والطاقة.
    فالطالبة الناجحة لا تقدِّم الاهتمام بالمواد الثانوية على المواد الرئيسة أبدًا، كما أنها لا تحضر المجالس التافهة على حساب مذاكرة علومها وإنجاز واجباتها.
    والمرأة المسلمة في بيتها، إذا أرادات سلوك طريق النجاح في حياتها الزوجية، فإنها تجعل همها في إرضاء الله بطاعة زوجها وتربية أبنائها.
    فخروجها إلى السوق لشراء الكماليات على حساب خدمة زوجها وتوجيه أبنائها تفريط في المسئولية، وخلطٌ غير مقبولٍ للأهداف.
    واهتمام الفتاة الناضجة بمستجدَّات الموضة والأزياء على حساب سترها وعفافها خلطٌ خاطئ للأهداف، فالحجاب فرضٌ واجبٌ وهدفٌ ثابتٌ لا ينبغي زحزحته عن أهداف المرأة المسلمة في الحياة..
    وهكذا في كلِّ مجالٍ من مجالات الحياة، لا بد من الالتفات إلى مهمات الأمور وترتيبها بحسب نفعها وضرها، فيُقدَّم الأهم على المهم، ويُعمَل بالصالح ويُترك الطالح.
    وهذا المبدأ تؤيِّده العقول السليمة والفطر النقية، ولم يزل عقلاء الناس من العلماء والحكماء ينتهجونه، بل لا يستغني عنه تاجر في تجارته ولا مديرٌ في إدارته ولا عاملٌ طامح ولا تلميذ فالح ولا أستاذ ناجح.
    فضعي – أختاه – هذا المبدأ أمامك، وقدِّمي الواجبات والفرائض أولاً، فاجعليها في برنامج يومك ثابتة، ثم أعقبيها بما ترَينه أنفع وأصلح لدنياك، سواء كنتِ طالبة أو ربَّة بيت أو مُعلِّمة أو غير ذلك.
    واعلمي أنَّ العشوائية في تحديد الأهداف سببٌ للفشل في نهاية المطاف؛ لأنَّ المقصود من العم الإنتاج ولا نتاج إلاَّ بتحديد الهدف، ولا يُحدَّد الهدف إلا بتصوُّر نفعه على الوجه الأكمل.
    ***


    يتـــــــــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــع

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 7:16 am