منتديات أنا مسلمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أنا مسلمة لكل المسلمين والمسلمات


    أسهل طريقة إلى السعادة الزوجية(47نصيحة لرجال)

    amal
    amal
    مدير عام
    مدير عام


    عدد المساهمات : 584
    نقاط : 3152
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009
    العمر : 44
    الموقع : https://tita.yoo7.com

    أسهل طريقة إلى السعادة الزوجية(47نصيحة لرجال) Empty أسهل طريقة إلى السعادة الزوجية(47نصيحة لرجال)

    مُساهمة  amal السبت يونيو 26, 2010 9:10 am


    أسهل طريقة إلى السعادة الزوجية(47نصيحة لرجال)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
    كثير من الأزواج يشتكون ويكثرون الشكوى: لا نشعر بسعادة في حياتنا الزوجية.. زوجتي لا تبادلني الشعور بالحب.. زوجتي سريعة الغضب.. زوجتي لا تهتم بمظهرها أمامي.. زوجتي أنانية.. زوجتي كثيرة الطلبات.. زوجتي لا تهتم بالفرائض الدينية.. زوجتي ليست على قدر من العلم والثقافة.. زوجتي تفتعل المشكلات.. زوجتي كثيرة الشكوك والظنون.. زوجتي تتأخر في تلبية طلباتي.. زوجتي لا تهتم إلا بأبنائها.. زوجتي تكره عائلتي... وهكذا دواليك.. سلسلة في فشلهم وفقدانهم السعادة الزوجية التي كانوا ينشدونها..
    ولو نظرنا في واقع الأمر لوجدنا أن الخطأ ابتدأ هو من الأزواج أنفسهم، إذ لم يحسنوا الاختيار ولم يدققوا في صفات من ستشاركهم حياتهم، وستتحمل مسئولية تنظيم حياتهم وتربية أبنائهم.
    قال الشاعر:
    فكيف نظن بالأبناء خيرا

    إذا نشئوا بحضن الجاهلات؟!

    وهل يرجى لأطفال كمال

    إذا ارتضعوا ثدي الناقصات؟!


    لا تصنع الأخطاء ولا تضخمها
    * وقد تكون أخطاء الزوجة من صنع الزوج نفسه، بحيث يكون هو المتسبب في حدوث تلك الأخطاء وافتعال تلك المشكلات.
    * وقد يكون الزوج من النوع الذي يضخم الأخطاء وينسى المحاسن، فيجعل من الحبة قبة، ويبني من التصرفات العادية تلالا من الأوهام والظنون الفاسدة والشكوك المدمرة، وعلى من هذا حاله أن يعيد النظر في نفسه أولا، ويقوم بإصلاحها وتقويمها حتى تكون جديرة بالحكم على الآخرين، فمن لم يستطع قيادة نفسه أنى له أن يتمكن من قيادة غيره!
    * وعلى كل الأحوال فالصبر على أخطاء الزوجة وهفواتها أمر مطلوب، وكل إنسان معرض للخطأ والزلل والنسيان.
    قال الشاعر:
    من ذا الذي ما ساء قط

    ومن له الحسنى فقط؟

    وقد بين النبي  أن النقص والاعوجاج من طبيعة المرأة، وأن المتعامل معها ينبغي ألا يجهل هذه الطبيعة فيحسن إلها مهما كانت تصرفاتها، قال : «استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وأن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا» [متفق عليه].
    وفي رواية لمسلم: «إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تُقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها».
    قال النووي رحمه الله: وفي هذا الحديث: ملاطفة النساء، والإحسان إليهن، والصبر على عوج أخلاقهن، واحتمال ضعف عقولهن، وكراهة طلاقهن بلا سبب، وأنه لا يطمع باستقامتها، والله أعلم. [شرح صحيح مسلم 10/299].



    * * *

    دليلك إلى السعادة الزوجية
    كثير من الناس يشرعون أنهم كانوا في عزوبتهم أسعد حالا منهم بعد زواجهم، ويكفي أن نعرف أن زيجتين من كل ثلاث تبوء بالفشل، وذلك للأخطاء التي يرتكبها الزوجان قبل وبعد الزواج، وإن الزيادة المتنامية في نسب الطلاب – ناهيك عن الخيانات الزوجية- لتدل بوضوح على تعاظم هذه المشكلة وحاجتنا جميعا – رجالا ونساء - إلى أسس واضحة يقوم عليها بناء الحياة الزوجية.
    وهذه بعض الخطوات العملية – أقدمها للأزواج - أرجو أن تكون معينا لهم على نجاحهم في حياتهم الزوجية، هاديا لهم إلى السعادة الزوجية التي طالما كانوا ينشدونها.


    * * *


    قبل الزواج
    (1) حدد هدفك من الزواج:
    هناك فئات كثيرة تفهم الزواج فهما خاطئا أو قاصرا، ولا تتصور الحِكَم العظيمة التي شرع من أجلها:
    - فمنهم من يرى أنه متعة وشهوة جسدية فحسب.
    - ومنهم من يرى أنه سبيل للإنجاب والتفاخر بكثرة الأولاد.
    - ومنهم من يرى أنه فرصة للسيطرة والقيادة وبسط النفوذ.
    - ومنهم من يرى أنه فرصة لإعفاف النفس وتكثير سواد المؤمنين.
    - ومنهم من يرى أنه عادة توارثها الأبناء عن الآباء.
    وقليل منهم من يرى أنه رسالة كبرى ومسئولية عظمى، وتعاون مستمر، وتضحية دائمة في سبيل إسعاد البشرية وتوجيهها إلى الطريق السليم.
    قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات: 13].
    وقال تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21].
    (2) اظفر بذات الدين:
    * قال النبي : «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» [متفق عليه].
    * وقال النبي : «الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة» [رواه مسلم].
    * وقال النبي : «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء: المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق» [رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني].


    (3) الودود الولود العؤود:
    * وقال : «ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود، التي إذا ظُلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضا حتى ترضى» [رواه الدارقطني والطبراني وحسنه الألباني].
    (4) الهينة اللينة السهلة:
    * قال : «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا؟ على كل هين لين، قريب سهل» [أخرجه الترمذي وصححه الألباني].

    (5) العابدة المطيعة:
    * قال : «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت» [رواه ابن حبان وصححه الألباني].
    (6) الطاهرة العفيفة:
    قيل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أي النساء أفضل؟ فقالت: التي لا تعرف عيب المقال، ولا تهتدي لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها، ولإبقاء الصيانة على أهلها.
    (7) إياك وهؤلاء:
    قال بعض العرب: لا تنكحوا من النساء ستة: لا أنانة، ولا منانة، ولا حنانة، ولا تنكحوا حداقة، ولا براقة،ولا شداقة.
    * والأنانة: هي التي تكثر التشكي والأنين، وتعصب رأسها كل ساعة.
    * والمنانة: التي تمن على زوجها فتقول: فعلت لأجلك كذا وكذا.
    * والحنانة: التي تحن إلى زوج آخر، أو لدها من زوج آخر.
    * والحداقة: التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتبه، وتكلف الزوج شراءه.
    * والبراقة: تحتمل معنيين:
    أحدهما: أن تمضي معظم وقتها في تصقيل وجهها وتزيينه ليكون لوجهها بريق محصل بالصنع.
    والثاني: أن تغضب على الطعام، فلا تأكل إلا وحدها، وتستقل نصيبها من كل شيء.
    * والشداقة: المتشدقة الكثيرة الكلام.
    (Cool حسنة الخلق صابرة:
    عن ابن جعدبة قال: كان في قريش رجل في خلقه سوء، وفي يده سماح، وكان ذا مال، فكان لا يكاد يتزوج امرأة إلا فارقها لسوء خلقه وقلة احتمالها، فخطب امرأة من قريش جليلة القدر، وبلغها عنه سوء خلقه، فلما انقطع ما بينهما من المهر قال لها: يا هذه! إن في سوء خلق، فإن كان بك علي صبر، و إلا فلست أغرك بي. فقالت له: إن أسوأ خلقا منك لمن يحوجك إلى سوء الخلق، تزوجته، فما جرى بينهما كلمة حتى فرق بينهما الموت.
    (9) التكافؤ:
    لا تتزوج امرأة ترى أنها تسدي إليك معروفا بزواجها منك، واعلم أنك إذا فعلت ذلك فسوف تتحول حياتكما الزوجية إلى نكد دائم و تعاسة مستمرة. فإما أن ترضخ لزوجتك باعتبارها صاحبة المعروف والشريك الأعلى، وبذلك تفقد اعتبارك وإحساسك بالأهمية، وإما أن تطالب بحقك في القوامة والريادة والمسئولية، وعند ذلك لن تخضع لك شريكتك لأنها تنظر إليك على الدوام نظرة الشريك الأدنى، ففي كلا الحالين سوف تنشأ المشكلات، والسلامة ألا تقدم على مثل هذا الزواج.
    (10) التقارب:
    لا تتزوج امرأة على نقيضك تماما في الذوق والمشارب والاهتمامات؛ لأن هذه الأشياء هي التي تكون حياتكما الزوجية، فكلما كانت الشقة بينكما بعيدة كلما فقدت حياتكما الزوجية متعتها. وكلما تزايدت عاداتكما وصفاتكما واهتماماتكما المتشابهة كلما قويت سعادتكما وازدادت فرص نجاحكما.
    (11) لا تخف عيوبك عمن اخترتها أن تكون شريكة حياتك، بل أطلعها على عيوبك كلها، كحدة الطبع، وسرعة الغضب، وشدة الغيرة التي تجاوز الحد المحمود، والحرص الشديد، وغير ذلك، فإن رضيت بك على ذلك فهذا شأنها، وربما استطاعت أن تغير فيك هذه الصفات السلبية وتجعل عوضا عنها صفات إيجابية. أما إذا لم تظهر سوى صفاتك الحميدة، وطباعك الرشيدة، وبالغت في كتمان العيوب، فسرعان ما سيتكشف أمرك بعد الزواج، وستظهر بصورة الكاذب المخادع أمام زوجتك، وهذا نذير بالخطر المحدق بحياتكما الزوجية.
    (12) اتفقا على كل شيء قبل الزواج حتى لا تكثر بينكما الخلافات بعد الزواج بعد الزواج، ومن الأشياء التي يجب الاتفاق بشأنها:
    * طبيعة ومكان وأثاث منزل الزوجية.
    * كيفية الإنفاق.
    * عمل الزوجة.
    * خروج الزوجة.
    * نظرتكما للمناسبات والعادات الاجتماعية.
    * وقبل ذلك الاتفاق على هدفكما من الزواج، بل في الحياة كلها: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56].
    من صور الاتفاق:
    روي أن شريحا القاضي قابل الشعبي يوما، فسأله الشعبي عن حاله في بيته فقال له: من عشرين عاما لم أر ما يغضبني من أهلي!
    قال له: وكيف ذلك؟
    قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي رأيت فيها حسنا فاتنا، وجمالا نادرا، قلت في نفسي: سوف أتطهر وأصلي ركعتين شكرا لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي. فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت، ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم، وفي قومي الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك.
    قال شريح: فأحوجتني – والله - يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم، وبعد: فإنك قلت كلاما إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك. أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها.
    فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟
    قلت: ما أحب أن يَمَلَّني أصهاري.
    فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟
    قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.
    قال شريح: فبت معها بأنعم ليلة، فمكثت معي عشرين عاما لم أعقب عليها في شيء إلا مرة، وكنت لها ظالما.

    بعد الزواج
    (1) ارض بما قسم الله لك:
    إذا تزوجت امرأة فيجب عليك أن ترضى بها زوجة لك، إذ لا مفر لك من ذلك، ولن تجني من وراء بغضك لها وكرهك إياها إلا الحسرة والتعاسة والفشل في الحياة.
    أين نحن من هؤلاء؟
    قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عمل عندك؟
    قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبي. فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان! أسألك بالله أن تتزوجني، فأحضرت أباها، وكان فقيرا فزوجني منها، وفرح بذلك.
    فلما دخلت إلي رأيتها عوراء، عرجاء، مشومة!! قال: وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج فأقعد حفظا لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئا. فبقيت هكذا خمس عشر سنة حتى ماتت، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي لقلبها، [صيد الخاطر].
    (2) اعلم أن أهم ما ينبغي لك إدراكه هو أن سعادتك في الزواج تتوقف على ما تفعله بعد زواجك، فإذا كنت شخصا متزنا عاقلا خاليا من العقد النفسية، مستقيما على شرع الله، ففي استطاعتك أن تحقق لنفسك السعادة في الزواج، فالزواج برغم مشكلاته ومصاعبه هو أفضل طرق الحياة وأرضاها.

    (3) جدد حبك لزوجتك:
    لا يمكن أن تستمر سعادتك الزوجية إلا بتجديد حبك لزوجك، فالحب هو الذي يصنع الزواج السعيد، بل هو الباعث على كل التصرفات الحميدة.
    (4) اعلم أن زوجتك ليست أنت:
    على الرغم من نقاط الاتفاق التي تجمع بينك وبين زوجتك، فينبغي عليك أن تقدر ما تنفرد به عنك زوجتك من نقاط اختلاف، فلا يمكن لاثنين يجتمعان في خلية زوجية أن يكونا متطابقين تماما تطابق نصفي الكرة، ولابد أن يكون كل منهما منفردا بشخصية مميزة وذاتية محدودة، تجعله بعيدا عن التماثل مع صاحبه.
    (5) لا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف:
    قد تنشأ الخلافات والمنغصات والمشكلات في أي لحظة، ولأي سبب، وذلك لاختلاف رغبات كل من الزوجين، وعند ذلك عليك أن تتقبل هذه الاختلافات على أنها أمر طبيعي لابد منه، وتحاول علاجها بالنقاش الهادئ والحوار البناء فلكل داء دواء، ولكل مشكلة علاج، فلا تيأس إلى من علاج أي مشكلة إذا كنت تتطلع إلى تأسيس حياة زوجية سعيدة.
    (6) حاول تحاشي إثارة الموضوعات التي تثير حساسية زوجتك، وتستدعي غضبها، واجتنب القيام أمامها بعمل شيء تعرف سلفا أنها لا ترضى عنه.
    (7) لا تكن معارضا لكل اقتراح أو رأي يصدر عن زوجتك، فإن ذلك يؤلمها وفقدها الإحساس بقيمتها عندك، مما يؤثر على سعادتكما الزوجية، وعليك – بدلا من ذلك- أن تشجعها على إبداء رأيها، وتحمد لها الصواب من آرائها، ولا تظهر المعارضة لأمور تعرف أنها محبوبة ومرغوبة لديها إلا ما كان فيه محذور شرعي، وفي هذه الحالة عليك التوجيه بلطف ولين ورفق.
    (Cool اعلم أن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش والتعالي والتكبر، وإنما تعني الرعاية والحفظ والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة ولينا، ولا شك أن سوء استخدم الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى نقيض السعادة. [انظر الخلافات الزوجية في ضوء الكتاب والسنة].
    (9) اعرف طبيعة زوجتك:
    إن جانب العاطفة لدى المرأة أقوى منه لدى الرجل، وقد يطغى عليها هذا الجانب فتقوم بتصرفات خاطئة، والواجب عليك عندئذ ألا تقابل هذه الثورة العاطفية بثورة أخرى غضبية منشؤها إرادتك إظهار رجولتك، فإن الرجولة الحقيقية تعني التعقل في جميع التصرفات، ووضع الأمور في نصابها، وقيادة سفينة الحياة حتى تصل إلى بر الأمان.
    (10) أشعر نفسك بالرضا والسعادة:
    لا تكن كهؤلاء الرجال الذين لا يرون ما عند زوجاتهم من الإيجابيات والفضائل، ولا ينظرون إليهن إلا بعين التقصير والانتقاص.
    قال الشاعر:
    وعين الرضا عن كل عيب كليلة

    كما أن عين السخط تبدي المساويا

    وقال آخر:
    نظروا بعين عداوة لو أنها

    عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا

    (11) لا تتخيل أن امرأة أحسن من زوجتك:
    قال ابن الجوزي: (أكثر شهوات الحس النساء. وقد يرى الإنسان امرأة في ثيابها، فيتخايل له أنها أحسن من زوجته، أو يتصور بفكره المستحسنات، وفكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة، فيسعى في التزوج والتسري، فإذا حصل له مراده لم يزل ينظر في عيوب الحاصل التي ما كان يتفكر فيها، فيمل ويطلب شيئا آخر، ولا يدري أن حصول أغراضه في الظاهر ربما اشتمل على محن، منها أن تكون الثانية لا دين لها أو لا عقل، أو لا محبة لها أو لا تدبير، فيفوت أكثر مما حصل!
    وهذا المعنى هو الذي أوقع الزناة في الفواحش، لأنهم يجالسون المرأة حال استتار عيوبها عنهم، وظهور محاسنها، فتلذهم تلك الساعة ثم ينتقلون إلى أخرى.
    فليعلم العاقل أن لا سبيل إلى حصول مراد تام كما يريد: وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ [البقرة: 267].
    وذو الأنفة يأنف من الوسخ صورة، وعيب الخلق معنى، فليقنع بما باطنه الدين وظاهره الستر والقناعة، فإنه يعيش مرفه السر طيب القلب. ومتى استكثر فإنما يستكثر من شغل قلبه ورقة دينه) [صيد الخاطر].
    (12) لا تفتش عن العيوب الخفية:
    قال ابن الجوزي: (ينبغي للعاقل أن يكون له وقت معلوم يأمر زوجته بالتصنع له فيه، ثم يغمض عن التفتيش، ليطيب له عيشه، وينبغي لها أن تتفقد من نفسها هذا، فلا تحضره إلا على أحسن حال، وبمثل هذا يدوم العيش.
    فأما إذا حصلت البذلة بانت بها العيوب، فنبت – أي نفرت- النفس، وطلبت الاستبدال، ثم يقع في الثانية مثل ما يقع في الأولى.
    وكذلك ينبغي أن يتصنع لها كتصنعها له، ليدم الود بحسن الائتلاف.
    ومتى لم يجر الأمر على هذا في حق من له أنفه من شيء تنبو عنه النفس، وقع في أحد أمرين: إما الإعراض عنها، وإما الاستبدال بها.
    ويحتاج في حالة الإعراض إلى صبر عن أغراضه. وفي حالة الاستبدال إلى فضل مؤنة، وكلاهما يؤذي.
    ومتى لمت يستعمل ما وصفنا لم يطب له عيش في متعة، ولم يقدر على دفع الزمان كما ينبغي. [صيد الخاطر].
    (13) أسعد زوجتك تسعد:
    أعط لتأخذ، هذا هو أحد قوانين الحياة، فإذا أعطيت لزوجتك السعادة حصلت عليها، واعلم أن المستفيد الأول من سعادة زوجتك هو أنت، لأنك إذا نجحت في إسعادها فسوف لا تدخر وسعا لإسعادك ورد الجميل إليك، فإحساس المرأة المرهف يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنها بطبيعتها تحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من تحب.
    ولإسعاد زوجتك:
    * قم باستشارتها في أمورك.
    * استخدم معها الأسلوب الرقيق.
    * تلطف في الأوامر ولا تقرن أوامرك بالتعالي والتكبر.
    * وفر لها ما يلزمها من نفقة وما تحتاجه من أجهزة منزلية.
    * مازحها ولاعبها وضاحكها في بعض الأوقات.
    * اجعل لها جزءا من وقتك، ولا تجعل عملك يلهيك عن إيناسها.
    * أعلمها بحبك لها وغيرتك عليها.
    * قدم لها الهدايا.
    * راع توترها صحيا ونفسيا واجتهد في حل مشكلاتها.
    * تجاوز عن هفواتها ولا تكثر عليها الطلبات.
    (14) اهتم بالنظافة:
    من أهم الأمور التي يسعد بها الرجل مع المرأة وتسعد بها المرأة مع الرجل النظافة، وإن إهمال هذا الجانب يوجب نفور كل من الطرفين من الآخر، وقد نشأت خلافات زوجية ومشكلات أدت إلى الطلاق بسبب إهمال الرجل تنظيف فمه أو بدنه أو إبطه أو إصراره على التدخين، أو تركه تنظيف الحمام بعد قضاء حاجته، أو غير ذلك من الأمور التي تدل على عدم اكتراث الرجل بأمر النظافة.
    الإسلام دين النظافة
    قال ابن الجوزي: ( تلمحت على خلق كثير من الناس إهمال أبدانهم، فمنهم من لا ينظف فمه بالخلال بعد الأكل، ومنهم من لا ينقي يديه بغسلهما من الزهم –رائحة اللحم والدهون- ومنهم من لا يكاد يستاك، وفيهم من لا يكتحل، ومنهم من لا يراعي الإبط إلى غير ذلك، فيعود هذا الإهمال بالخلل في الدين والدنيا.
    أما الدين؛ فإنه قد أمر المؤمن بالتنظف والاغتسال للجمعة لأجل اجتماعه بالناس، ونهى عن دخول المسجد إذا أكل الثوم، وأمر الشرع بتنقية البراجم وقص الأظفار والسواك والاستحداد (حلق العانة) وغير ذلك من الآداب.
    وأما الدنيا؛ فإني رأيت جماعة من المهملين أنفسهم يتقدمون إلى السِّرار – أي المناجاة عن قرب- والغفلة التي أوجبت إهمالهم أنفسهم أوجبت جهلهم بالأذى الحادث عنهم، فإذا أخذوا في مناجاة السر لم يمكن أن أصدف عنهم، لأنهم يقصدون السر، فألقى الشدائد من ريح أفواهم.
    ثم يوجب مثل هذا نفور المرأة، وقد لا تستحسن ذكر ذلك الرجل، فيثمر ذلك التفاتها عنه.
    وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: إني لأحب أن أتزين كما أحب أنت تتزين لي.
    وقد كان النبي  أنظف الناس وأطيب الناس، وكان يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة.
    وقد قالت الحكماء: من نظف ثوبه قل همه، ومن طاب ريحه زاد عقله.
    ثم إنه يقرب من قلوب الخلق، وتحبه النفوس لنظافته وطيبه.
    ثم إنه يؤنس الزوجة بتلك الحال، فإن النساء شقائق الرجال، فكما أنه يكره الشيء منها، فذلك هي تكرهه، وربما صبر هو على ما يكره وهي لا تصبر) [صيد الخاطر باختصار].
    (15) تخلص من القلق:
    القلق عدو السعادة وقاتلها، ومن عاش في أسر القلق النفسي لا ترجى له سعادة، وكثير من الناس ينتابهم القلق خوفا على حياتهم الزوجية من التصدع والانهيار، فينبغي على هؤلاء أن يعلموا أن القلق لا يفيد شيئا، ولا يحل مشكلة، بل إنه على العكس من ذلك يزيد المشكلات ويشل العقل عن التفكير في الحلول الصحيحة، ولأنه مشكلة في حد ذاته فينبغي علاجه أولا ثم علاج باقي المشكلات بعد ذلك.
    ويكون القلق المرتبط بالحياة الزوجية عادة بسبب ما يلي:
    أ- الخوف من عدم القدرة على الإنفاق.
    ب- الخوف من حدوث مشكلات مالية.
    ج- الخوف من تغيير سلوك الزوجة وحدوث ما يجوب الشقاق.
    د- الخوف من عدم القدرة على التوافق الجنسي وإشباع حاجة الزوجة في هذا الجانب.
    هـ - الخوف من حدوث وفاة مفاجئة فتضيع الأسرة.
    فهذا النوع من القلق لا داعي له، وهو يصيب أولئك المذبذبين الذين يعتمدون على الأسباب ولا يتوكلون على مسبب الأسباب، فالواجب أن يعمل الإنسان ويترك النتائج على الله تعالى، وأن يرضى بالقضاء والقدر، ولا بأس أن يأخذ بالأسباب، ويدفع القدر بالقدر، مع التوكل التام على الله واللجوء والتضرع إليه، وسؤاله العفو والعافية.

    (16) لا تكن سريع الغضب:
    إن التخلص من الغضب بالكلية أمر عسير، إلا أن العاقل لا يكون سريع الغضب بحيث يستفزه أي تصرف، وكذلك فإنه لا يسيطر على الغضب بحيث يصبح من سماته، فإنه إذا كان كذلك فقد السعادة، وامتلأت حياته بالنكد والأحزان، لأن الغضب إذا زاد عن حده خرج عن حدود العدل والرحمة والإنصاف، إلى الظلم والقسوة والإجحاف.
    قال النبي : «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». [متفق عليه].
    إن كثير من حالات الطلاق تقع تحت تأثير الغضب، ولذلك فإن الرجل إذا هدأت ثورة غضبه ندم على هذا التصرف الذي وقع منه، وقد يكون طلاقا بائنا فلا ينفع ندمه حينئذ، ويخسر زوجته التي يحبها، ولا يمكن له استدراك أمره إلا أن ينكحها رجل آخر ويطلقها، وهذا من أشق الأمور على ذي الأنفة.
    (17) لا تحتفظ بذكريات الآلام:
    بعض الرجال يجعلون لأخطاء زوجاتهم وهفواتهن وسوء تصرفاتهن خزانة في صدورهم، ويظلون يجمعون هذه الأخطاء والهنات والكلمات المؤلمة خطأ خطأ وكلمة كلمة، حتى إذا وقع خلاف ما فتحوا تلك الخزانة وأخرجوا ما بداخلها من ذكريات الآلام مما يزيد حجم المشكلة ويوسع رقعة الخلاف.
    ولا يمكن لهؤلاء أن يسعدوا في حياتهم الزوجية طالما أنهم يحتفظون بهذه الذكريات المؤلمة، والواجب عليهم أن يفتحوا تلك الخزانة ويلقوا ما بداخلها ولا يحتفظوا إلا بالذكريات السعيدة، والأيام الجميلة، والليالي الرائعة التي قضوها من زوجاتهم، فالحر من راعى وداد لحظة!!
    (18) ابتغ الأجر من الله:
    ولكي تشعر بالسعادة الزوجية عليك أن تعرف ما ينتظرك من أجر وثواب على إحسانك لزوجتك ورفقك بها، ومحبتك لها؛ بل إن النبي  جعل أجرا في اللقاء بين الزوجين، فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي  قال: «وفي بضع أحدكم صدقة» قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال له أجر» [رواه مسلم].
    قال الإمام النووي: (وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به، أو طلب ولد صالح، أو إعفاف نفسه، أو إعفاف الزوجة، ومنعهما جميعا من النظر إلى حرام أو الفكر فيه، أو الهم به، أو غير ذلك من المقاصد الصالحة).
    وقال النبي  لسعد بن أبي وقاص: «... ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى اللقمة تجعلها في فيِّ امرأتك» [متفق عليه].
    (19) تخلص من التصورات الخاطئة عن النساء:
    بعض الرجال يعاملون زوجاتهم من خلال تصورات خاطئة توارثوها عن آبائهم، مثل اعتقاد البعض أن المرأة لا وفاء لها ولا أمان، أو أنها تأخذ ولا تعطي، أو أنها تتمتع بقدر كبير من الحقد والكراهية، وتصور مثل هذه الأمور وجعلها مقياسا للتعامل بين الزوجين كفيل بإفساد الحياة الزوجية وإفشالها.
    (20) لا تنتظر السامة والفشل:
    هناك أناس كان يمكنهم أن يكونوا في قمة السعادة مع زوجاتهم لولا اعتقاد خاطئ يملك عليهم تفكيرهم، وهو أنه سيأتي اليوم الذي ستتمكن فيه المشكلات من الوصول إلى هذه السعادة وتدميرها، وستحصل يومئذ السامة والملل من هذه الحياة.
    والحقيقة أنه ليس حتما أن يأتي ذلك اليوم، فهناك نماذج كثيرة من البشر ظلت على سعادتها إلى أن فرق بينهما الموت، ولم يسمحوا لشيء ذي بال أن يعكر عليهم صفو حياتهم أو يفقدهم بريق سعادتهم.

    (21) عليك بالصمت:
    قد ينشأ بينك وبين زوجتك خلاف ما فيعلوا صوتكما وتلجآن إلى الصياح، ويضيع الحق وسط صراخكما، وفي هذه الحالة لا يمكن أن يكون هناك حل لتلك المشكلة وحسم لذاك الخلاف، والحل الأمثل للخروج من هذه الورطة أن تقترح هذا الاقتراح:
    لنحاول الصمت لحظة بدلا من الاسترسال في هذا الصراخ. وسترى مفعول هذه اللحظات من الصمت، إنه مفعول عظيم، أما إذا استطعت أن تحول الصمت إلى ابتسام فتكون قد بلغت غاية الأمل.
    إن الصمت علاج فعال يهيئ الإنسان للتفكير السليم والحكم الصحيح على الأحداث، وقد يكون سببا في اعتراف المخطئ وإنهاء المشكلة قبل تطورها.
    (22) اجتنب النقد العقيم:
    هناك فرق بين النصح والإرشاد الذي تفوح منه رائحة المحبة والاحترام وبين النقد العقيم الذي هو نوع من التوبيخ والتعيير.
    إن هذا النوع من النقد سهم قاتل للسعادة الزوجية إذا تكرر وانعدمت فيه اللباقة واللطف.
    إن على الزوج أن يتحلى بالكياسة عند نصح زوجته وإرشادها إلى أمر ما، فمع أنها أقدر على تحمل أخطاء زوجها من الغير، إلا أنها إنسانة ذات مشاعر، فإذا ما تفر قلبها صعب رده إلى مكانه،وعندئذ تبدأ منغصات الحياة في العمل.
    تقول الكاتبة دورتي ديكس الأخصائية في البحث وتقصي أسباب الطلاق: (إن أكثر من نصف الزوجات اللواتي يمكن أن يحظين بالسعادة يتحطمن في العادة على صخور محاكم الطلاق بسبب النقد وحده)، وهي تعني النقد العقيم الذي يكسر القلب، وبذل النفس. [انظر كيف تكسب الأصدقاء دايل كارنيجي].
    (23) لا تكن زوجا جاهلا:
    إن الجاهل بالحياة الجنسية بين الزوجين يؤدي إلى النفور المتبادل بينهما، وقد يتعذر مع ذلك استمرار تلك الحياة الزوجية، فيلجأ الزوجان إلى الانفصال.
    لقد أعلنت الدكتورة "كاترين ديفيز" السكرتيرة العامة لمكتب الصحة الاجتماعية أن أهم أسباب الطلاق في أمريكا هو عدم التوافق الجنسي بين الأزواج.
    وقد بحث الدكتور "بور بوبينو" مدير معهد الصلات العائلية في لوس أنجلوس آلافا من الزيجات، وخرج من بحثه الواسع بأربعة أسباب رئيسية للإخفاق في الزواج وهي على هذا الترتيب:
    أ- عدم التوافق الجنسي.
    ب- تضارب الآراء والمشارب.
    ج- المشكلات المادية.
    د- الشذوذ العقلي، أو العاطفي، أو الجثماني.
    فالناحية الجنسية –بلا شك- من أهم الأمور التي تجعل الزواج ناجحا أو مائلا إلى الفشل. فعلى الزوجين أن يدرسا الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الناحية، ولا يهملا كذلك الجوانب النفسية لهذه العلاقة حتى يسعدا في زواجهما ويظلل حياتهما المودة والرحمة.
    (24) لا تحاول فرض رأيك بالقوة:
    إن الإقناع شيء وفرض الرأي بالقوة شيء آخر، ولا يلجأ إلى هذا الأخير إلا من قصر رأيه، وضعفت حجته، وزل منطقه، وما أجمل هذه الحكاية التي يروى فيها أن زوجا قبض على طائر صغير، وأخذ يتأمله مع زوجته، ثم قال: ما أجمل هذا العصفور!
    فأجابت الزوجة: عفوا إنها عصفورة.
    فقال الزوج: عصفور.
    فقالت الزوجة: عصفورة.
    وتشبث كل منهما برأيه، واحتدم الجدال، وتحول إلى مناقشة، فمشاجرة لم تهدأ نارها إلا بعد وقد طويل.
    وبعد مضي سنة تذكر الزوج هذه الحادثة فقال لزوجته ضاحكا: أتذكرين تلك المشاجرة البلهاء بخصوص العصفورة؟
    قالت: نعم أذكر، وقد فكرت بالطلاق يومذاك، ولكنني أشكر الله على النهاية السعيدة، وأعترف لك يا عزيزي أنك كنت على خطأ في إحداث كل هذه الأزمة بسبب عصفورة.
    فقال الزوج: عصفورة! ولكنه عصفور.
    قالت: كلا! بل عصفورة.
    واحتدم القتال من جديد!!
    كم هناك من عصفور وعصفورة وراء المشاجرات!
    حاول ألا تفرض رأيك، وإذا رأيت عدم استعداد الطرف الآخر لقبوله فاسكت لتوفر على نفسك متاعب لا حاجة لك بها. [انظر الموسوعة النفسية].
    (25) لا تغذ نفسك بالأفكار السوداء:
    بعض الناس يجاهدون ضد السعادة كما يجاهد الغريق ضد من يسعى لإنقاذه.
    لا تقل إن السعادة والتفاؤل ضرب من الوهم، بل قل: إن على عينيك غشاوة تمنعك من رؤية السرور حيث هو.
    ارفع هذه الغشاوة، وثق بما يساعدك على رؤية ما هو جميل وجيد في نفسك وفي غيرك وفي العالم من حولك، ولا تسترسل وراء ضلالك وأوهامك. [الموسوعة النفسية].
    (26) لم نفسك أولا:
    يعجبني قول أحد السلف رحمه الله: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وزوجتي.
    وقال آخر: نظرت نظرة محرمة فنسيت القرآن بعد أربعين سنة!
    إن هؤلاء العلاء إذا رأوا تغيرا في حياتهم، وضيقا في معيشتهم، وتعسيرا في أمورهم ألقوا باللوم على أنفسهم وحاسبوها محاسبة الشريك الشحيح لشريكه، ورأوا أنهم ما أتوا إلا من قبل التفريط في طاعة الله وركوب معصيته.
    ومن ذلك أنهم إذا رأوا تغييرا في سلوك زوجاتهم قاموا بإصلاح ما بينهم وبين ربهم، وطلبوا منه تعالى أن يصلح زوجاتهم وذرياتهم، وهؤلاء حقيقة هم السعداء في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
    (27) اشترك مع زوجتك في الأعمال الخيرية:
    إن اشتراكك مع زوجتك في أعمال خيرية تزيد المحبة بينكما، فالعطاء من الأمور الهامة التي تؤدي إلى مزيد من الترابط بين الزوجين، فعليكما أن تتناقشا بشأن يتيم تكفلونه، أو أسرة فقيرة تدعمونها، أو مشروع خيري كبناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو حفر بئر أو غير ذلك من المشروعات الخيرية التي يمكن أن تسهمون فيها معا.
    (28) شارك زوجتك متعتها:
    إذا كان لزوجتك هواية من الهوايات كالعناية بالزهور وزراعتها، أو القراءة، أو رسم بعض اللوحات الجملية، أو صناعة بعض التحف البسيطة، فمن الأفضل أن تشاركها في ذلك ولو لبعض الوقت، فإن ذلك يسعدها كثيرا ويقوي ثقتها فيك وفي نفسها.
    وإذا اشتركتما في قراءة كتاب وتناقشتما حول قضاياه كان ذلك جيدا، وكذلك إذا اشتركتما في حفظ بعض سور القرآن وتسابقتما فيمن يسبق الآخر بالحفظ ازدادت سعادتكما، مع ما ستحصلان عليه من فائدة وأجر كبير.

    (29) نق بزوجتك:
    إن أولى الناس بثقتك فيهم هي زوجتك لأنكما ترتبطان برباط قوي هو رباط الزوجية، فلا ينبغي عليك أن تترصد كل تصرفات زوجتك وترتاب في أفعالها، طالما أنها من أهل الصيانة والتدين ولم يصدر منها ما يخالف ذلك، فقد أساء كثير من الناس ظنونهم بزوجاتهم ولم يجنوا من وراء ذلك إلا نكد العيش التعاسة المستمرة.
    (30) كم متقبلا للتغيير:
    من المهم دائما أن تقبل التغيير، وإذا نظرت حولك فسوف ترى أن كل شيء بتغير، أطفالك يكبرون، وآباؤك يموتون، وأنت نفسك تتغير، واهتماماتك تتغير بمرور الوقت، وهذا يساعدك على أن تتقبل تغيير كل سلوك سلبي لديك واستبداله بسلوك آخر إيجابي ومن ذلك:
    عادة التدخين التي ثبت ضررها صحيا وحرمتها دينيا، فلماذا لا تقبل تغيير هذه العادة القبيحة بممارسة الرياضة مثلا؟!
    تذكر أنك كما ازدادت قدرتك على تغيير عاداتك السلبية كلما ازدادت فرص سعادتك وراحتك النفسية ونجاحك في الحياة.
    (31) مارس السعادة الزوجية
    إن معرفة كل شيء عن قيادة الطائرات لا يؤهل المرء لكي يقود طائرة، ولكن عليه أن يتدرب على ذلك ويطبق ما تعلمه نظريا. كذلك الأمر في جانب السعادة الزوجية، حيث لا يكفي معرفة قوانين هذه السعادة في حصولها، والمفيد في ذلك لمن ينشد السعادة الزوجية أن يمارس بصورة فعلية هذه السعادة، وذلك بتطبيق قواعدها وتنفيذ قوانينها بصورة فعلية في حياته الزوجية.
    (32) انظر إلى من هو أسفل منك:
    إذا أردت أن تدوم عليك سعادتك الزوجية فانظر إلى من يعاني فقدان هذه السعادة بصورة دائمة.
    - انظر إلا من يعيش في نكد دائم وتعاسة مستمرة.
    - انظر إلى من لا يستطيع توفير ضرورات الحياة لزوجته وأولاده.
    - انظر إلى أصحاب الأمراض المزمنة التي أفقدتهم الفرح والبهجة والاستمتاع بالحياة.
    - انظر إلى غيرك ممن تعدوا من الزواج –رجالا ونساء- ومع ذلك لم يجدوا طريقا للزواج والاستقرار.
    (33) تغيب قليلا:
    قد تحدث المشكلات بسبب وجود الرجل في البيت بصورة دائمة، فهو دائما يرى امرأته وتراه، ويخالطها وتخالطه، مما يتيح في بعض الأحيان الملل والسآمة، فتفقد الحياة الزوجية بريقها نتيجة ذلك، ولكي ينجح الزوج في إعادة السعادة إلى حياته الزوجية يمكنه أن يتغيب عن زوجته ولو لعدة أيام، يسافر خلالها لأمور تجارية، أو يذهب إلى مكة لأداء العمرة، أو يترك زوجته عند أهلها يومين أو ثلاثة، فهذه الغيبة –بلا شك- سوف تشعره بالاشتياق إلى زوجته، وسوف تشتاق هي أيضا إليه، وعندئذ سيكون اللقاء بينهما متجددا، كأنه أول لقاء بينهما!!
    (34) اجعل لك أهداف عليا في الحياة:
    فإن صاحبت الأهداف العليا والمقاصد السامية يعرف أن استقراره في الحياة هو السبيل الموصل لتلك الأهداف والمقاصد، وعندئذ يسعى جاهدا لكي يكون مستقرا وسعيدا في حياته.
    (35) وأخيرا، كن دائم الاتصال بربك:
    إن دوام الاتصال بالله تعالى كفيل بإسعادك، وإن انقطاع صلتك بالله عز وجل كفيل بشقائك، قال تعالى: الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28].
    وقال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه: 124]. ولكي تكون دائم الصلة بالله عز وجل:
    أ- حافظ على الصلوات الخمس في جماعة.
    ب- اجتهد في أداء النوافل.
    ج- أكثر من ذكر الله عز وجل.
    د- عليك بكثرة الدعاء والثناء والتضرع إلى الله.
    هـ- أكثر من الاستغفار.
    و- أكثر من تلاوة القرآن.
    ز- أكثر من الصلاة على النبي .
    ح- التزم التزاما كليا بأداء الفرائض وترك المحرمات.
    ط- صاحب من يذكرك بالله.
    ي- احضر مجالس العلم والذكر.
    ك- طهر بيتك من المنكرات.
    أسأل الله أن يرزقنا السعادة في الدنيا والآخرة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





    المحتويات

    المقدمة 5
    لا تصنع الأخطاء ولا تضخمها 6
    دليلك إلى السعادة الزوجية 8
    قبل الزواج 9
    (1) حدد هدفك من الزواج: 9
    (2) اظفر بذات الدين: 10
    (3) الودود الولود العؤود: 10
    (4) الهينة اللينة السهلة: 10
    (5) العابدة المطيعة: 11
    (6) الطاهرة العفيفة: 11
    (7) إياك وهؤلاء: 11
    (Cool حسنة الخلق صابرة: 12
    (9) التكافؤ: 12
    (10) التقارب: 13
    من صور الاتفاق: 14
    بعد الزواج 16
    (1) ارض بما قسم الله لك: 16
    أين نحن من هؤلاء؟ 16
    (3) جدد حبك لزوجتك: 17
    (4) اعلم أن زوجتك ليست أنت: 17
    (5) لا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف: 17
    (9) اعرف طبيعة زوجتك: 18
    (10) أشعر نفسك بالرضا والسعادة: 18
    (11) لا تتخيل أن امرأة أحسن من زوجتك: 19
    (12) لا تفتش عن العيوب الخفية: 20
    (13) أسعد زوجتك تسعد: 21
    ولإسعاد زوجتك: 21
    (14) اهتم بالنظافة: 22
    الإسلام دين النظافة 22
    (15) تخلص من القلق: 23
    أسباب القلق المرتبط بالحياة الزوجية 24
    (16) لا تكن سريع الغضب: 25
    (18) ابتغ الأجر من الله: 26
    (19) تخلص من التصورات الخاطئة عن النساء: 27
    (20) لا تنتظر السامة والفشل: 27
    (21) عليك بالصمت: 27
    (22) اجتنب النقد العقيم: 28
    (23) لا تكن زوجا جاهلا: 29
    (24) لا تحاول فرض رأيك بالقوة: 30
    (32) انظر إلى من هو أسفل منك: 34
    المحتويات 37



    * * *



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 10:36 am